عام دراسي جديد… نحو المزيد من النجاح

تقرير/ آلـدار آمـد  ـ دلال جان –

روناهي/ الحسكة – يعد القطاع التربوي في روج آفا وشمال سوريا من القطاعات الأساسية التي تتم محاربتها خلال المرحلة الراهنة، مع بداية السنة الدراسية الجديدة، حيث بدأت الحرب الخاصة على هذا القطاع، وبأشكال مختلفة من قبل جهات عديدة في الداخل والخارج، مستهدفين بذلك الإدارة الذاتية الديمقراطية باستهداف العملية التربوية في روج آفا وشمال سوريا.

وخطت هيئة التربية والتعليم خطوات جبارة خلال السنين الماضية، ووصلت إلى مستوى لم يكن باستطاعة الكثير من الدول الوصول إليها في هذه الفترة الوجيزة، وبأقل الإمكانيات، وهذا ما جعل القطاع التربوي يواجه هذه الحملة الشرسة عبر الوسائل الإعلامية وغيرهم. ولمعرفة الوضع التربوي في إقليم الجزيرة قامت صحيفة روناهي بإجراء لقاء مع الرئيس المشترك لهيئة التربية والتعليم في إقليم الجزيرة محمد صالح عبدو لإيضاح الصورة بكل تفاصيلها حول ما يتم تداوله حول التربية والتعليم وحقيقة المشروع التربوي والخطط الدراسية التي تتم الإعداد لها في روج آفا.

أكاذيب ملفقة حول مشروع التربية والتعليم

 وأفادنا محمد صالح عبدو قائلاً: “تتعرض التربية والتعليم في روج آفا والشمال السوري لحملة عدائية شرسة وبأساليب مختلفة، حيث يتم التخطيط لها بشكل منظم ومدروس أُعدَّ لها في دوائر الحرب الخاصة المعادية لمشروعنا التعليمي، وباستهدافهم للقطاع التربوي يستهدفون المشروع السياسي في روج آفا وشمال سوريا، فالدعايات المغرضة والأكاذيب الملفقة حول التربية والتعليم هي نتيجة الانتصارات في المجالات كافة التي تحققت في شمال سوريا”.

آخر ما تم إنجازه للعام الدراسي الجديد

وعلى الصعيد التعليمي، أوضح عبدو: “منذ بداية العمل التربوي في روج آفا عملنا على أن يكون مستوى العلم والتدريس مثالاً يحتذى به، رغم الإمكانيات القليلة، إلا أنه بالإرادة والتصميم تمكَّننا من تحقيق ذلك وعلى مراحل مختلفة، فقد كانت في البداية بالمراحل الابتدائية ثم انتقلنا إلى المرحلة الإعدادية، وآخر ما تم إنجازه هذه السنة الدراسية الجديدة أنَّنا سنشمل الصف العاشر حيث تم استكمال جميع المناهج الدراسية وتأمين المدرسين والمراكز التعليمية”.

جامعة روج آفا صرحٌ حضاري وصل صداه للعالم أجمع

وأضاف عبدو: “أما بخصوص التعليم العالي فتعتبر جامعة روج آفا صرحاً حضارياً وصل صداه للعالم أجمع، حيث توافد إليها الكثير من الوفود الدولية لتميزها بأسلوب متطور ومتفرد، أما بالنسبة لأقسامها فإن الجامعة تضم تسع كليات وهي: هندسة البترول، والبتروكيمياء، والهندسة الزراعية، الآداب (قسم اللغة الكردية)، وجنولوجيا، والفنون الجميلة، وكلية العلوم التربوية: والتي تتألف من سبعة أقسام هي: (الرياضيات، الفيزياء، الكيمياء، العلوم الطبيعية، التاريخ، الجغرافية، ومعلم الصف، بالإضافة إلى معهدين جديدين هذا العام، هما (المعهد العالي لهندسة الكومبيوتر، والمعهد العالي لهندسة الاتصالات)، وهناك أيضاً المعهد المالي”.

نجدد مناهجنا كما الطبيعة تجدد نفسها

وأكَّد محمد صالح عبدو: “على أنَّ إعداد المنهاج الدراسي ومضمونه العلمي في غاية الأهمية، ونحن حريصون دائماً على تقديم المعارف العلمية إلى الطلبة والتي تتناسب مع التطور العلمي الذي وصلت إليه البشرية فليس هناك منهاج ثابت لدينا، والعلم يتطور ويتقدم لحظة بلحظة كما الطبيعة التي تجدد نفسها، وأغلب الدول المتقدمة في العالم لا تملك منهاجاً ثابتا في التعليم، وهذا هو الأساس والمعيار الذي نتخذه في وضع مناهجنا الدراسية، ومن يمعن النظر في مناهجنا يدرك تماماً الفارق بين المنهاج الذي نعتمده في الإدارة الذاتية الديمقراطية، ومنهاج الدولة الذي كان يعتمد على الحفظ فقط دون الفهم، وأيضاً طرائق التدريس لدينا تختلف عن الآخرين حيث نعتمد على أسلوب التقييم  اليومي لنشاطات ودراسة الطلاب خلال السنة الدراسية الكاملة دون النظر إلى  النجاح في الإجابة على الأسئلة والفحص النهائي، وقد أعددنا عشرات الآلاف من المدرسين المؤهلين للتدريس وفق هذه الآلية، ومن الجانب الآخر عمدنا إلى سياسة التعليم المتواصل للمدرسين، ليكونوا على تواصل مع كل ما هو جديد من الجانب العلمي وليكونوا قادرين إلى إيصال المعلومة إلى الطلاب وفق رؤية صحيحة لنصل بذلك لهدفنا وهو تأسيس الشخصية القادرة على بناء مجتمع ديمقراطي على أسس علمية تتناسب مع روح العصر”.

وحول دراسة التربية الدينية في المدارس تحدث عبدو قائلاً: “ليس هناك كتاب تحت اسم التربية الدينية، وقد عمدنا إلى أسلوب آخر في هذه الناحية، وحسب المراحل الدراسية والعمرية للطلبة، ويتم الآن إعداد كتاب من قبل لجنة تأليف الكتب بالتنسيق مع رجال الدين للمرحلة الإعدادية والتي تدعو إلى القيم السامية التي نادى بها الرسل مثل المحبة والسلام والتعاون وحب الآخرين، وسيتم تدريسه بعد موافقة هيئة التربية والتعليم على مضمونه، أما في المرحلة الثانوية فسيتم تدريس مادة (تاريخ الأديان) والتي تتضمن تطور الأديان ونشوؤها، بالإضافة إلى الفلسفات الموجودة في العالم مثل البوذية، والهندوسية، والمانوية، والكونفوشيوسية، والتي من خلالها سيتعرف الطلبة على جميع الأديان والفلسفات التي ظهرت في تاريخ البشرية”.

هدفنا الوصول بالتعليم إلى أرقى المستويات

في نهاية حديثه أكد الرئيس المشترك لهيئة التربية والتعليم في إقليم الجزيرة محمد صالح عبدو: “على أنَّ الخطوات التي قامت بها هيئة التربية والتعليم تعتبر إنجازاً كبيراً للشعب في روج آفا وشمال سوريا، وستبذل قصارى جهدها من أجل الوصول بالتعليم إلى أرقى المستويات بالرغم من الإمكانيات المحدودة، وهنَّأ الطلبة والمدرسين والعاملين في السلك التربوي كافة بمناسبة افتتاح المدارس في السنة الدراسية الجديدة، والتي ستبدأ في الثاني من شهر أيلول الجاري 2018م، وتمنى لهم المزيد من التقدم والنجاح”.