عاملات يؤكدن بأن تطور المجتمع مرهون بمشاركة المرأة

قامشلو/ رشا علي-

إيماناً منهن بأنه عندما تصبح المرأة في وضع أفضل يغدو العالم مكاناً أفضل؛ يعملن دون كلل أو ملل لإثبات وجودهن في المجتمع ومساعدة أسرهن, ووضع بصمة تعبر عن المرأة الحرة, لأن بعمل المرأة يتطور المجتمع.
يساهم عمل المرأة في تعزيز استقلاليتها الاقتصادية ورفع ثقتها بنفسها وتخفيف الأعباء الاقتصادية التي تقع على عاتقها، فالمرأة العاملة تكون مطمئنة للمستقبل وقادرة على الصمود لوحدها في مواجهة تحديات الحياة، وتشعر بالاستقرار النفسي باعتبارها امرأة منتجة، كما ويساهم تمكين المرأة اقتصادياً في نمو اقتصاد المجتمع ودعم إنتاجه.

العمل في محلات بيع الألبسة

وحول هذا الموضوع التقت صحيفتنا “روناهي” مع العديد من الشابات اللواتي يعملن في محلات الألبسة ليساعدن أسرهن، ومن بين هؤلاء العاملات “بروين حاجي” والبالغة من العمر ٣٧ سنةً، وتعمل في محل لبيع ألبسة الأطفال، حيث بسبب الأوضاع الاقتصادية لم تستطع متابعة تعليمها، وقررت خوض العمل وتأسيس ذاتها والاعتماد على نفسها، فتتحدث لنا عن عملها قائلةً: “أعمل في محلات بيع الألبسة منذ عشرين عاماً، استطعت الاعتماد على نفسي وأن أكون مستقلة مادياً”.

مشيرةً إلى أنها تتقاضى مقابل عملها في المحل ١٠٠ ألف ليرة سورية في الشهر الواحد, وارتفع راتبها الشهري تدريجياً مع غلاء الأسعار، وأضافت: “في السنوات الأولى من عملي في بيع الألبسة لم أكن أثق بنفسي كثيراً، ولكن بعدها استطعت عمل كل شيء بمفردي ودون مساعدة أي أحد”.

العمل بجدية والتزام

يعتمد صاحب محل الألبسة التي تعمل بها بروين عليها في اختيار البضاعة وشرائها من دمشق. تعمل بروين في المحل من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الساعة الخامسة بعد العصر، وكل يوم هكذا دون كلل أو ملل، وتؤكد: “أحب العمل في مجال بيع الألبسة، ولا أجد صعوبة في هذا العمل لأنني أعمل بجد”.

وعن نظرة المجتمع لها كفتاة تعمل في هذا المجال، حيث كان العمل خارج المنزل محتكراً على الرجال في ذلك الوقت، نوهت بروين: “في أول فترة لي في هذا العمل كنت أواجه بعض الصعوبات بسبب نظرة المجتمع للفتاة العاملة في ذلك الوقت، ولكن مع مرور الوقت ازدادت ثقتي بنفسي وأصبحت أملك شخصية أقوى”.

أما عن وضعها المعيشي فوضحت بروين بأنها “تساعد أسرتها، وراتبها الشهري من العمل قليل مقارنةً مع غلاء الأسعار”، ولكنها راضية ومقتنعة بعملها، وأضافت: “أحب عملي، وجميع زبائني يحبون التعامل معي.. لكي تحقق النجاح عليك العمل بجد ودون تردد”.

رسالتي إلى النساء.. “عشن حياة حرة وخاصة”.

وفي ختام حديثها وجهت بروين حاجي رسالة إلى النساء والفتيات وطالبت منهن الاعتماد على أنفسهن والعمل وعدم الوقوف أمام الصعوبات والعراقيل، وبناء حياة خاصة وحرة وبعيدة عن قيود الذهنية الذكورية.

وفي نفس السياق التقينا مع “رنا محمد” البالغة من العمر15 عاماً، وهي من أسرة مؤلفة من ست بنات وولدين وقد توفي والدها منذ ثلاث سنوات، ذكرت: “أعمل في محل لبيع الألبسة منذ ما يقارب الشهر والنصف، أعمل أنا وأختي الأكبر سناً من أجل إعالة أسرتنا”.

العمل لإعالة أسرتها

تسكن رنا وأسرتها في منزل في حي قناة السويس في قامشلو، وابتعدت عن مقاعد الدراسة من أجل إعالة عائلتها إلى جانب أختها الأكبر سناً، فوضحت: “ندفع أجار المنزل الذي نسكنه أربعون ألفاً، وعشرة آلاف ليرة اشتراك كهرباء المولدة، ودخلي الشهري ستون ألف ليرة سورية فقط”.

والجدير بالذكر أن أسرة رنا انتقلوا للسكن من مدينة تربه سبيه إلى مدينة قامشلو منذ أربع سنوات, ولم تستطع إكمال تعليمها نظراً لوضعهم المعيشي الصعب، بحسب وصفها.