ظروف إنسانية صعبة تعيشها النساء في مخيمات التهجير

تعيش المهجّرات القاطنات في مخيمي مهجّري كري سبي وواشو كاني، ظروفاً معيشية صعبة، في ظل برد الشتاء وزيادة متطلبات أسرهن مع قلة فرص عمل المياومة وضعف الدعم.

تتفاقم يوماً بعد يوم معاناة المهجّرين في مخيمات التهجير بإقليم شمال وشرق سوريا، الذين يعيشون في ظل ظروف إنسانية صعبة، لا سيما مع دخول فصل الشتاء وزيادة متطلبات الحياة.

إذ يعيش في مخيم مهجّري كري سبي الذي أنشأته الإدارة الذاتية في 22 تشرين الثاني عام 2019 لإيواء مهجّري مقاطعة كري سبي المحتلة، 6888 مهجّرة ومهجراً، ويقطن في مخيم واشو كاني الذي يبعد عن مدينة الحسكة 12 كيلومتراً، 16 ألف مهجراً ومهجرة ضمن 2625 أسرة من منطقة سري كانيه المحتلة والقرى والبلدات التابعة لها.

ويرفض هؤلاء المهجرون الذين يعيشون في ظل هذه الظروف الصعبة بعد فقدانهم لمصادر دخلهم الرئيسة إثر تعرضهم للتهجير من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته، الاستكانة لظروف التهجير التي فُرضت عليهم، ويحاولون دائماً العمل لتأمين احتياجاتهم الأساسية، سواء بالتوجّه للعمل في الحقول الزراعية، أو امتهان حرفة لكسب قوت يسدّ احتياجاتهم، بالإضافة إلى ما توفره الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا من فرص عمل.

ومع دخول فصل الشتاء توقف العمل في الحقول الزراعية (عمل المياومة)، ما تسبب بفقدان مئات العائلات في المخيمات لمصادر

العمل، وسبّب لهم ضنك العيش وقلة الحيلة لتدبّر أمورهم في هذا الفصل، الذي زاد من مصاريف ومتطلبات الحياة.

وتقول المهجّرة عدلة المحمد، القاطنة في مخيم سري كانيه، والتي كانت تنظف مدفأتها بجانب خيمتها: “في فصل الصيف تتوفر فرص العمل لكافة النساء في المخيم، حيث كنا نخرج بشكل يومي للعمل في الحقول الزراعية المحيطة بالمخيم، ولكن مع دخول فصل الشتاء توقف مصدر هذا الرزق، وأصبحنا نحتاج إلى دخل يومي لمواجهة قائمة طويلة من احتياجات أسرنا”.

وأشارت عدلة المحمد إلى أن إدارة المخيم تؤمّن فرصة عمل واحدة لهم كل عام لتستفيد منها “لشهر واحد، لكن هذا لا ي

كفي لإعالة أسرتي المكونة من ثمانية أفراد، وزوجي الذي لا يقوَ على العمل بسبب تقدمه في السن، وفقدان مصدر دخله السابق (الأرض الزراعية) الذي كان يملكه قبل أن نتعرض للتهجير من قبل الاحتلال التركي”.

وستضطر أسرة المهجّرة عدلة لانتظار فرصة عمل تؤمّنها لها إدارة المخيم، وصرف ما توفر لديها من مدخرات مالية استطاعت الحصول عليها من عملها هي وبناتها خلال فصل الصيف من عمل المياومة. فيما كان وضع المهجّرة جيهان علي (40 عاماً) أفضل حالاً من وضع المهجرة عدلة، حيث تمتهن الخياطة النسائية، ويُعد عملها العمل الأساسي للأسرة؛ كون أفراد أسرتها صغاراً ويحتاجون إلى مصاريف دائمة مع اشتداد البرد من مواد تدفئة ولباس شتوي وأدوية وغيرها.

وبيّنت جيهان علي في لقاء مع وكالة أنباء هاوار، أنها لم تستلم بعدُ مازوت التدفئة المدعوم الذي قدمته الإدارة الذاتية للعائلات المهجرة القاطنة في المخيم (300 لتر بسعر 100 ألف ليرة سورية)، وأنها تضطر في غالب الأحيان إلى الغاز كبديل لتأمين بعض الدفء لأطفالها الصغار على الرغم من مخاطرها، كونها غير قادرة على شراء مادة التدفئة من السوق الحرة وبأسعار باهظة.

وأضافت أن ما يدرّهُ عمل الخياطة لا يكفي: “لاحتياجات أسرتي بالكامل مع زيادتها في فصل الشتاء؛ ولكن على الرغم من ال

متطلبات الحياتية الصعبة أستطيع تأمين بعض الأساسيات لعائلتي، ويُعد حالي أفضل من غيري من الأسر المهجرة التي تعتمد على عمل المياومة أو اقتناص فرص العمل التي توفرها إدارة المخيم”.

أما المهجرة حورية دهام سليمان، القاطنة في خيمتها المتواضعة مع أفراد أسرتها المكونة من 15 شخصاً، في مخيم واشو كاني، فقد قالت: “خمسة أعوام على الاحتلال التركي لمدينتنا وأرضنا، نعيش في هذه المخيمات رغم كل الصعوبات لحين عودتنا لديارنا”.

من جانبها، قالت المهجرة فاطمة الصالح، من قرية العريشة التابعة لمنطقة سري كانيه المحتلة من قبل تركيا ومرتزقتها: “في المخيمات نحن اليوم؛ لأننا فقدنا أملاكنا وقرانا وكل ما نملك بسبب الاحتلال التركي لمنطقتنا”.

وتعمل وحدها الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا على تقديم الدعم للمهجرين، في وقت تشهد تلك المخيمات غياباً تاماً للمنظمات الإنسانية.

وكالة هاوار