No Result
View All Result
المشاهدات 2
قصة حقيقة دارت أحداثها بالعراق عام (١٨٧١ م) طيور شلوى، وهم ثلاثة أطفال كبيرهم عمره ثلاث سنوات، والأصغر لم يبلغ العام، توفي والدهم (عجرش) وبعد وفاة الأب بستة أشهر توفيت والدتهم، فلم يبقَ لهم إلا جدتهم من أبيهم، وتدعى “شـلوى” ونظرا لضيق ذات اليد، أصبحت هذه العجوز تدور وسط البيوت تطلب الطعام للأطفال… فصارت، ومن باب الاستلطاف تقول: “ما عندكم عشى أو غدا لـ طويراتي” تقصد بذلك الأطفال الثلاثة.
شاع خبر شلوى، وطيورها بين الناس، وعلم الشيخ “عبد الكريم الجربا” الملقب بـ (أبو خوذة) لكثرة ما كان يعطي للمحتاج، والسائل، ويقول “خوذ” ولكرمه، علم الشيخ بقصة هذه العجوز، وأحفادها الثلاثة، فأمر أن ينقل بيتها إلى جوار بيته، ومنذ أن انتقلت تلك العائلة الفقيرة إلى جوار الشيخ عبد الكريم الجربا، أصبح يتفقد أحوالهم، وكأنهم أهلٌ له، ومن ذلك أنه قبل أن يقدم الغداء، أو العشاء لضيوفه، كان يقول لا تنسوا “طيور شلوى” وكان يشرف بنفسه أحيانا على ذلك.
ومع الأيام كبر الأطفال الثلاثة، وهم “شويش، وعدامة وهيشان”… وأصبحوا رجالا يستطيعون القتال، ونظرا لارتباط تربية الحلال “الأغنام، والماعز، وسواهما” بالربيع رحل الجربا، وجماعته إلى مكان بالقرب من الحدود السورية، حيث مكان الربيع والماء، وفي هذا المكان، كان تواجد الدولة العثمانية فيه أكثر، وكانت قبيلة أخرى تقطن في الجوار.
وكان الجربا، وجماعته قليلي العدد في نزلهم الجديد، مقارنة بكثافة تواجد الأتراك وبعدد أفراد القبيلة المجاورة لهم، هنا طمعت تلك القبيلة، والوالي التركي بقبيلة شـمر، فأرسل الأتراك مرسالاً إلى الجربا يطلبون منهم دفع ضريبة إقامتهم ونزولهم في المكان.
اجتمع الجربا وأفراد من قبيلة شمر للتشاور… ونظرا لقلة عددهم، ولوجودهم المؤقت، وافق الجربا على دفع “الضريبة”.
وبعد مدة بسيطة طلب الوالي العثماني من الجربا أن يكون الضريبة “مطبوق، مضاعف” وهنا أيضا وافق الجربا، فرأت القوات التركية، والقبيلة المجاورة فرصة لها في ابتزاز قبيلة الجربا، والاستقواء عليها.
وبعد حوالي أسبوعين من دفع الضريبة مضاعفة، أقبل فرسان من القوات التركية، وبعض أفراد القبيلة الأخرى الموالية للعثمانيين، ومعهم مرسالهم، الذي تعمد التكلم بالتركية، وطلب من الجربا “خاكور” باللهجة التركية.
وبسؤال المرسال ومن معه من القبيلة الأخرى عرف الجربا ورجاله أنهم يقصدون النساء من قبيلة شمر ليرسلوها لمقر القوات العثمانية، فانبرى رجل عجوز لهم، ووقف قبالة جمعهم وأنشد:
“هنيكم ياساكنين تحت قاع
ما مركم وديٍ، تقفاه خاكور
هنيكم مُتم بحشمة وبزاع
وما من عـديم ينغز الثور”
وما إن قال… ما من عديم ينغز الثور؟ إلا وقد وثب “شويش العجرش” … وقال أنا، وأنا طير شلوى. وامتطى صهوة جواده، واندفع منفرداً بشجاعة منقطعة النظير على جيش العثمانيين حيث شق طريقا وسط جموع الخيل، والطرابيش الحمر تتطاير يمنة ويسرة، من ضرب شويش لرؤوس الخيالة، هنا لحق به أخواه “عدامة، وهيشان العجرش” ومن معه الجربا، وأغاروا على القبيلة الأخرى.
وماهي إلا سويعات، وكان كل شيء قد انتهى، لقد تم الانتصار على العثمانيين، وعلى تلك القبيلة، وغنم شجعان شمر والجربا مغانم كثيرة، ومن هنا أطلقت تسمية (طير شلوى) على كل من يتصف بالشجاعة والإقدام، والعزة، والكرامة، ويرد الجميل بأجمل منه لأهله عاجلا أم آجلا.
No Result
View All Result