طبيب يحذر من تفاقم الوضع؛ لإدمان الأطفال الألعاب الالكترونية

الطبقة/ عمر الفارس-

شَغلت الألعاب الإلكترونية في عصرنا الحالي نهجَ عقول أطفالنا، ما قد يؤثر على منحى سلوكهم الطبيعي وسلوكهم التربوي، حيث وضح الدكتور عبد الفتاح الحميدي المتخصص في العلاج النفسي بالطبقة ماهية خطورة تلك الألعاب الإلكترونية، التي قد تؤثر على الأطفال، وعلى مسارهم التربوي، والدراسي، فهي تصنف كأحد الأسباب الرئيسية الكامنة في ظهور الأمراض النفسية لدى الأطفال.

استحوذت الألعاب الإلكترونية على عقول أطفالنا، إذ أصبحوا يتباهون بعدد الألعاب التي يلعبوها سوياً، وعدد المراحل التي يمكن أن يتخطوها سوياً عبر شبكة الإنترنيت، حيث اتسمت تلك العادة بالعادة السيئة، التي أصبحت إحدى احتياجات الأطفال الترفيهية الرئيسة، أينما ذهبوا لتمسي الأسرة أمام إشكالية ومعضلة ضخمة تواجه أطفالهم فكيفية التعامل معهم بعد أن بات تأثير تلك الألعاب يظهر بشكل واضح على سلوكيات أطفالهم العدوانية.

خطورة الألعاب الإلكترونية

وللحديث عن هذه المشكلة، واستعراض سلبياتها ومدى خطورتها على المجتمع أجرت صحيفتنا “روناهي” لقاء مع دكتور مختص بالعلاج النفسي في مدينة الطبقة “عبد الفتاح الحميدي” الذي تحدث لنا قائلاً: “التكنولوجيا الحديثة التي نمتلكها اليوم هي سلاح ذو حدين، فالمرحلة الأولى التي يمر فيها الطفل حتى عمر اثنتي عشر سنة هي مرحلة نمو تعمل على تحقيق، وصقل شخصيته المتكاملة على كافة الأصعدة، فهي مرحلة نمو ووضع حجر الأساس في العالم الوجداني، والنفسي، والعاطفي، والمعرفي للطفل، لذلك تعد الألعاب الإلكترونية، التي تمنح للطفل على أنها مصدر أو وسيلة ترفيهية، إحدى المواد الهدامة للطفل على الصعيد النفسي، فقد تدخل على بعض المدخلات السلوكية في نفسيته، وقد تعزز بعض التصرفات الناجمة عن حب التقمص والتقليد المزروعة في نفس الطفل حيث من الممكن أن تصل تلك الـتأثيرات السلبية إلى حالات القتل الغير متعمد، أو حالات الانتحار”. 

سلوكيات خاطئة

وينجم عن ممارسة تلك الألعاب، التي يجدها الأطفال أداة ترفيهية سلوكيات يبتعدون فيها عن شخصيتهم الأساسية لتغدو السمة، التي تعززت لديهم من الطباع أو العادات بالنسبة لهم، حيث يؤكد الحميدي فيما يخص ذلك “التأثير السلبي للألعاب الإلكترونية ينجم عن تأثير الطفل المعزز في عالم الخيال الوهمي، فقد يقوم الطفل بتمثيل تلك السلوكيات العنيفة على أي شيء يلقاهُ مثل الإنسان أو الحيوان أو تخريب في الممتلكات وتحطيمها، لاسيما بعض الألعاب الإلكترونية، التي لاقت شعبية وإقبالاً كبيرين من قبل فئة الأطفال على مستوى العالم مثلَ لعبة مريم، التي تمارس تأثير رعب نفسي كبير على الطفل بشكل مباشر، واستخدام التخويف والترهيب الذي قد يتلازم مع الطفل حتى يكبُر، وأيضاً لعبة البوبجي الشهيرة التي استحوذت على عقول الكبار والصغار، والتي تقوم على مبدأ سيادة الأقوى، والتعنيف الجماعي في عالم وهمي، فهنا تكمن خطورة تلك الألعاب على سلوك أطفالنا وحيادهم عن التعليم السوي”.

تفاقم العنف في عالم الطفولة

وأوضح الدكتور عبد الفتاح الحميدي: إن إحصائيات حالات العنف المسجلة لدى المؤسسات التربوية، وعيادات الطب النفسي باتت كبيرة جداً، فسنوياً تسجل المئات من حالات العنف الجسدي التي يمارسها الأطفال بين بعضهم البعض، لذلك يجب تكثيف الجهود من قبل الجهات التربوية حتى إذعان تلك المشكلة، ورصد الأسباب في علاج الجوانب الوظيفية، والسلوكية، وحتى منها الجوانب الصحية، الذي تتأثر نتيجة حياد الطفل عن نشاطات الحياة الأخرى التي تهمش في وجود تلك الألعاب في متناول يديهِ.

إرشادات وتوجيهات

واخيراً أشاد الدكتور المختص في العلاج النفسي عبد الفتاح الحميدي، بأهمية تكثيف حملات التوعية الأسرية، التي تشرف عليها المؤسسات التربوية، والعيادات الطبية المختصة في العلاج النفسي للحد من تلك المخاطر الخفية، التي من الممكن أن تمسي طامة على المجتمع، فالأطفال هم اللبنة الأولى للمجتمع، ويجب إعدادهم إعداداً سوياً متكاملاً بعيداً عن المخاطر السلوكية، ومن المهم إبراز خطورة الأجهزة الإلكترونية، التي تمنح للأطفال، والتي يتوجب أن تبقى وفق رقابة أبوية منتظمة.