ضعف الإنتاج الزراعي في ناحية الشدادي وتأثيره على المزارعين

تقرير/ حسام دخيل –

روناهي/ الشدادي ـ أكد مزارعو الشدادي أن عدم استخدام المزارعين للأسمدة والأدوية اللازمة لحماية محاصيلهم من الآفات، بالإضافة إلى هطول الأمطار وحب البرد “الحالول” قُبيل البدء بالحصاد في بعض مناطق الشدادي؛ أدى إلى ضعف الإنتاج، وأشاروا إلى أنّ التهديد الأكبر الذي واجههم هو الحرائق المفتعلة من قِبل دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها.

تعد مناطق الريف الجنوبي لمقاطعة الحسكة مناطق زراعية ذات تربة جيدة؛ تساعد على إنتاج المحاصيل بجودة عالية .ويعتمد الأهالي في زراعتهم على نهر الخابور الاستراتيجي الذي يساهم بري نسبة كبيرة من المحاصيل الزراعية بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى الآبار الارتوازية التي تتركز في منطقة أبو فاس وعلوص غرب ناحية الشدادي  وزراعة آلاف الهكتارات بعلاً والاعتماد على مياه الأمطار .

بدأ موسم حصاد محصولي القمح والشعير في مطلع الشهر الجاري وبنسب إنتاج متفاوتة بين منطقة وأخرى .المزارع موسى الأحمد 45 عاماً من ريف الشدادي الشرقي أشار إلى أنه قام بحصاد أرضه الزراعية المزروعة بمحصول الشعير البالغة 40 دونم بسنبة إنتاج لا تتجاوز الـ80 كغ للدونم الواحد على عكس الموسم الماضي الذي وصل فيه إنتاج الدونم الواحد بين الـ350  والـ400 كغ .

وتابع حديثه منوهاً إن أكثر ما كان يقلق المزارعين هو الحرائق المفتعلة التي باتت كابوساً يلاحق أرزاقهم بين الفينة والأخرى . وأشار إلى أنه بالتعاون بين المزارعين قاموا بتنظيم أدوار فيما بينهم لحراسة المحاصيل ولحمايتها من الحرائق التي غالباً ما تكون مفتعلة من أشخاص تابعين لأجندات خارجية وفي مقدمتهم دولة الاحتلال التركي؛ هدفهما زعزعة أمن واستقرار المنطقة .

وبدورة أرجع المزارع بسام الإبراهيم 26 عاماً أسباب ضعف إنتاج المحصول هذا العام إلى عدم رشهم الأسمدة اللازمة؛ وذلك لغلاء أسعارها وبيعها للمزارع بالدولار الأمريكي بدل الليرة السورية؛ مما أدى لإصابة المحصول بعدة أمراض أهمها الصدأ أو “الجالب” كما يسمى باللهجة المحلية وضرب الموسم بشكلٍ عام .

وأضاف الإبراهيم: “إن مشكلة تسويق محصول الشعير وعدم تحديد سعر لشرائه من قبل الإدارة الذاتية في بداية موسم الحصاد؛ جعل تجار السوق السوداء يتحكمون بأسعار المادة واضطرار بعض المزارعين لبيعة بسعر لا يتجاوز  الـ70 ل.س من تسديد تكاليف الحصاد الباهظة بالمقارنة مع كمية الإنتاج المنخفضة هذا الموسم، وتعد أزمة ثانية أثقلت كاهل المزارع وتسببت بخسارة بعض المزارعين” .

ونوه أن قرار الإدارة الذاتية برفع سعر محصول القمح إلى 315 ل.س للكيلو الواحد وشراء محصول الشعير بـ150 ل.س، ومن ثم تعديل تسعيرة شراء القمح بالعملة الأجنبية؛ قطع الطريق أمام تجار السوق السوداء والمتلاعبين بالأسعار وشجع المزارعين لتسويق محاصيلهم الزراعية لصالح الإدارة الذاتية.

ولفت الإبراهيم في نهاية حديثه إن انخفاض قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي أثّر بشكل كبير على المزارعين، حيث وصل سعر الصرف إلى أكثر من 2500 ل.س للدولار الواحد؛ أي كلّما ارتفع سعر الصرف، انخفض سعر المحصول الذي يباع بالليرة السورية على حدِ تعبيره .

الرئيس المشترك للجنة زراعة ناحية الشدادي عبد المجيد العبيد أشار إلى أن مساحة الأراضي الزراعية المرخصة التي تم زراعتها في ناحية الشدادي وريفها وصلت إلى أكثر من 47000 دونم من محصول القمح المروي و 160000 دونم مزروعة بعلاً و 20000 دونم من محصول الشعير المروي و180000 دونم بعلاً .

ونوه أنه تم حصاد نسبة 80% من الأراضي الزراعية وبمتوسط إنتاج كيس واحد “80 كغ” للأراضي البعلية وكيسين “160كغ” للأراضي المروية .

وأرجع العبيد تردي إنتاج المحصول إلى عدم استخدام المزارعين الأسمدة والأدوية اللازمة لحماية محاصيلهم من الآفات، بالإضافة إلى هطول الأمطار وحب البرد “الحالول” قبيل البدء بالحصاد في بعض المناطق أدى إلى ضعف الإنتاج .

ولفت العبيد أن لجان الزراعة بدأت باستلام المحاصيل الزراعية من المزارعين وإيصالها إلى مركز الاستلام في صوامع غويران بمقاطعة الحسكة .ونوه العبيد أن التهديد الأكبر الذي كان يواجه لجنة الزراعة والمزارع في آن واحد هي مشكلة الحرائق التي أكلت 5580 دونم من مساحة الأراضي الزراعية تعود ملكيتها لصالح 68 مزارع موزعة في قرى: جروان، وخويتيلة، كديشان، أبو شوكة، علوص، سيف السبع، عب الشوك، الحريري، السلماسة، سراب، ومستور الحجر، حيث التهمت النيران 385 دونم من القمح المروي و2290 دونم قمح بعلي و2850 دونم من محصول الشعير البعلي، بالإضافة إلى احتراق 55 دونم مزروعة بأشجار الزيتون.