صناعة الخبز مهنة للنساء المهجرات

ديرك/ هيلين علي –

في إحدى الحارات الشعبية بمدينة ديرك في شمال وشرق سوريا، تعمل سمية إبراهيم “أربعون عاماً”، وهي مهجرة من سري كانيه تقطن مخيم نوروز بريف ديرك، مع نساء أخريات في صناعة خبز “الصاج والتنور”.

مع تفاقم سوء الحالة المعيشية للكثير من العائلات المهجرة؛ نتيجة الغلاء الكبير وفقدان المعيل، اضطرت العديد من النساء للعمل بمهن مختلفة، لتأمين قوت أطفالهم اليومي، وتحسين معيشتهم.

وعلى الرغم من الأجور المتواضعة، إلا أن سمية، والعشرات من قريناتها، يخرجن منذ الصباح من مخيمهن في الريف، ويتوجهن لأعمالهن في المدينة.

وعلى شكل أقراص متوسطة الحجم، ترققها بيديها بطريقة ماهرة، على طبق الصاج، تخبز سمية مع زميلاتها في الفرن الأرغفة، لتأمين احتياجات الأهالي من الخبز الشعبي.

وقالت سمية إبراهيم، لصحيفتنا “روناهي”: تتميز النساء الريفيات بشمال وشرق سوريا، في صناعة الخبز، إلى جانب العديد من الصناعات، لكن صناعة الخبز الحرفة الرئيسية، التي يجب على كل امرأة ريفية، أن تتقنها، وبمهارة لأنواع الخبز المعروفة في المنطقة مثل خبز “الصاج والتنور”.

وأضافت: قبل تهجيرنا من مدننا وأريافنا، كنا نصنع خبز التنور، والصاج بين الحين، والآخر لعائلاتنا، لكن لم نكن مرغمين على العمل في الأفران؛ لأن أوضاعنا المعيشية كانت مستقرة.

وأِشارت: أجورنا متواضعة جداً مقارنة بساعات عملنا الطويل، لكن نأمل من صاحب الفرن، أن ينظر بعين العناية لما نقدمه من نتاج عمل خلال الأيام القادمة ونأمل أن ينظر في زيادة دخلنا اليومي لقاء ما نعمل، لا سيما أننا لا نملك فرصاً كثيرة لمزاولة مهنة أخرى.

وتشارك عائشة خلف 28 عاماً، وهي مهجرة من سري كانيه، التي تقطن مخيم نوروز منذ عامين ونصف، العمل مع سمية في الفرن ذاته، قالت لصحيفتنا “روناهي”، نعمل هنا من أجل مساعدة أسرنا في المصاريف، خاصة في ظل الغلاء، وارتفاع الأسعار، التي تشهده الأسواق، حيث لا يمكن لمعيل واحد إعانة أسرة كاملة.

وأضافت المهجرة عائشة عن عملها في صناعة الخبز، صناعة الخبز تعد رمزاً للألفة، والتعاون بين النساء منذ القدم، كما أن عملنا ليس صعباً، ويؤمن لنا قوتاً يومياً، يعيننا ولو بشيء في تحمل أعباء المعيشة.