صلاح بريم….الفن مقاومة

إعداد/ عبدالرحمن محمد –

لم يأتِ عشق السوريين عامة والكرد بخاصة لعفرين من هباء، ولم تحتل مكانتها في القلوب من فراغ، فالطبيعة الساحرة، والمناخ المعتدل والتنوع الجغرافي في تضاريسها بين السهل والجبل، وزيتونها وخضرتها جعلها آسرة القلوب على الدوام وكانت منبع الفن الأصيل والتراث والفلكلور الكردي العريق وكانت فخورة بأبنائها الفنانين المميزين الذين كانوا في ريادة الفنانين الملتزمين بالأمس واليوم.

تركت طبيعة عفرين في نفوس ساكنيها والمقيمين فيها عشق الصفاء والخيال الواسع وجهورية الصوت والفصاحة التي يتميز بها سكان المناطق الجبلية عامة، والفنان صلاح بريم أحد أولئك الفنانين المبدعين والملتزمين الذين ما زالوا يواصلون نضالهم عبر الفن لتعود عفرين إلى أصالتها وغناها الثقافي والفني وليعود المجد لأساطين فنانيها جميل هورو وعلي تجو وبافي صلاح وعدنان دلبرين.

ففي قرية حجيكا التابعة لمنطقة راجو في مقاطعة عفرين وفي عام 1979 كانت ولادة الفنان صلاح، كبر وترعرع في  عائلة محبة للفن والتراث الكردي مما جعله يحب الفن والغناء خصوصاً، إضافة إلى براعته في العزف على البزق والمزمار، لتبدأ مسيرته مع الفن في سن مبكرة ويصبح لديه ما يفوق الـ 120 أغنية عن عفرين وتاريخها ونضالها. وبصوته المميز بطبيعته الجبلية  وفي وقت قصير استطاع صلاح كسب حب أهالي عفرين، وأقام الكثير من الحفلات كانت تتم دعوته إليها ليصبح فناناً شعبياً مميزاً ومحبوباً في الأعراس والحفلات الجماهيرية.

أصدر الفنان صلاح بريم ألبومه الأول في عام 2002 وكان يضم عشرة أغاني، واستمر في إصدار ألبومات حتى عام 2010 بشكل سنوي. وتنوعت محتويات البوماته وشملت كافة الأغاني التراثية منها والشعبية، وظهر فيها تأثرة بالفنانين العباقرة أمثال جميل هورو وعلي تجو.

خلال ثورة روج آفا شارك صلاح بفعالية عبر انضمامه لحركة الثقافة والفن وفي كافة الفعاليات والاحتفاليات التي أقامتها الحركة مثل احتفاليات عيد نوروز وغيرها من الفعاليات الجماهيرية، وخلال وبعد العدوان التركي على عفرين وعبر مشاركته وانضمامه إلى حركة الثقافة والفن في عفرين كان له مشاركة واسعة ونشاط ملحوظ ولافت، ومن خلال إقامته مع الكثير من أهله من مهجري عفرين في الشهباء، يواصل نشاطه وفنه الداعم لمقاومة عفرين البطولية، وأصدر عام 2014 أغنية عنوانها “عفرين وعدي لكٍ Efrîn soza min bi te re”، وأصدر في هذا العام أغنيته المصورة “nakim terka Efrînê لن أترك عفرين”، ويحضر الآن لتصوير أغنيته القادمة بعنوان “”soz didim van şehîdan em bernadin Efrînê نعاهد هؤلاء الشهداء أننا لن نترك عفرين”.

هو شكل آخر وساحة أخرى من ساحات النضال، أنها المقاومة بالفن، والتي لا تقل أهمية عن المقاومة بكل أنواع الأسلحة التي يأتي في مقدمتها سلاح الإرادة الحرة التي تنتصر دائماً.