شيوخ العشائر: “ملتقى العشائر رسم لمعالم سوريا اللامركزية”

تقرير/ سلافا أحمد –

بالتقائهم أبرزوا مدى تكاتف أبناء المجتمع السوري وتعاضدهم، حيث المشاعر الموحدة والآلام والآمال المشتركة، إضافة إلى وحدة المصير؛ هذا ما أكده شيوخ العشائر السورية في “ملتقى العشائر السورية” الذي انعقد قبل يومين في عين عيسى، وأشاروا إلى ضرورة وحدة الصف والتصدي لأيّ قوى خارجية تود احتلال المنطقة وإخراج المحتل التركي من الأراضي السورية، وبالتالي رفض التقسيم والتجزئة، وبناء سوريا اللامركزية الديمقراطية ذي الألوان المتعددة….

مركز الأخبار ـ بيّن وجهاء العشائر العربية الذين شاركوا في ملتقى العشائر العربية إلى أنهم يوجهون رسالة إلى العالم في أنهم قادرون على حل قضاياهم الداخلية كافة بأنفسهم ولا يحتاجون إلى أي قوة أخرى لحلّ مشاكلهم، مشيرين إلى إن السوريين هم من سيحددون مصيرهم وليست القوى الخارجية.

وعلى هامش الملتقى؛ أجرى مراسلو صحيفتنا لقاء مع وجهاء العشائر العربية المشاركة في ملتقى العشائر السورية، حول دور مساهمة العشائر في التصدي للهجمات الخارجية على البلاد، ودورهم في حل الأزمة السورية.

وعقد ملتقى العشائر السورية، الذي أقيم تحت شعار “العشائر السورية تحمي المجتمع وتصون عقده الاجتماعي” في بلدة عين عيسى شمال سوريا، بحضور حوالي 70 عشيرة وقبيلة متواجدة في سوريا، وممثلين عن جميع مكونات الشعب السوري، إضافة إلى ممثلين عن فعاليات المجتمع المدني، والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، والأحزاب السياسية وقيادات قوات سوريا الديمقراطية، وذلك في الثالث من شهر أيار الجاري.

وقال شيخ قبيلة البو خميس من مقاطعة عفرين علي الخميس قائلاً: “نجتمع اليوم مع بعض لنرسم معالم سوريا الجديدة في مرحلة انعطاف، لنبني سوريا حرة ديمقراطية تعددية لا مركزية، خالية من الأجندات الخارجية، في الوقت التي يقدم أبناءنا أرواحهم في سبيل القضاء على الإرهاب ورسم حياة جديدة”.

وبيّن إلى أنهم يوجهون رسالة إلى العالم بأنهم قادرون على حل كافة قضاياهم الداخلية بأنفسهم ولا يحتاجون إلى أي قوة أخرى لحل مشاكلهم.

وأوضح الشيخ علي الخميس: “اليوم السوريين هم من سيحددون مصيرهم وليست القوى الخارجية، وهم من يصنعون لأنفسهم مستقبلاً حراً”.

وأكد شيخ قبيلة الشمر الشيخ حسن الحاشورة على رفضهم تقسيم الأراضي السورية والعنصرية وأيّ خلافات تظهر بين الشعوب على أساس عرقي وديني”. وأوضح بأنهم يسعون من خلال مشاركتهم هذا الملتقى إلى وحدة التراب السوري، للتصدي للتدخلات الخارجية كافة باتحادهم وتنسيقهم. مؤكداً على أنهم بوحدة التراب السوري وشعوبه سيتكمنون من طرد المحتلين من مناطقهم وعلى رأسهم الاحتلال التركي الذي يسعى إلى تقسيم سوريا وضمها إلى سلطنتها العثمانية والفاشية.

وأشار إلى أن القوى المتصارعة بمستقبل الشعب السوري، تعمل على خلق الفتن بين السوريين “بين العشائر نفسها وكذلك سائر الشعب” في ظل المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة. متابعاً إلى أن الحل الأزمة السورية بيد أبناء المنطقة، وسيكون الحوار ركيزة وقاعدة نحو الحل السوري.

وفي السياق ذاته؛ أكّد وجيه عشيرة البوبنة فاروق الماشي إلى أن الملتقى أبرز تماسك المجتمع, وأكّد على الوقوف ضد الاحتلال بأشكاله كافة من الجولان إلى عفرين, منوّهاً إلى أن سوريا ستبقى موحدة لكل أبناء الشعب السوري بشعوبه وأطيافه.

وتعتبر العشائر العربية السورية وبخاصة في مناطق شمال وشرق سوريا من العشائر العريقة والتي تمتد جذورها وانتمائها إلى شبه الجزيرة العربية وبلاد الرافدين كعشيرة شمر المشهورة وعشيرة البوبنة والبو خميس التي كانت تعتمد في نشاطها المعيشي والاقتصادي بشكل عام على العمل بتربية المواشي التي تحتاج إلى الحل والترحال بشكل مستمر وهذا الأمر هو أحد أهم الأسباب التي دفعت تلك العشائر إلى الهجرة والرحيل.

وتتوزع هذه العشائر في المناطق السورية كافة ومن ضمنها وأهمها مناطق شمال وشرق سوريا، استقرت قبيلة شمر حول نهر جغجغ بقامشلو حالياً وشيخها الجربا بينما تركزت عشيرة البوبنة في منطقة منبج السورية وحالياً يترأسها الشيخ فاروق الماشي، أما عشيرة البو خميس فهي في منطقة الطبقة والمنصورة والرقة يترأسها عائلة البري المعروفة.