شمس الرياضة تُشرِق ببصمة مميّزة للمرأة الشابة
روناهي/ قامشلو ـ لقد اختلفت الأمور في الوطن، اليوم المرأة تكتب التاريخ وتصنعه، تنتصر على كل الصعوبات التي تُزرَع في دربها، وها هي تسطّر الملاحم البطولية في كافة المجالات وهذا كلام واقعي وواضح للجميع، هي من هزمت أقوى وأعتى الجماعات الإرهابية المتمثلة بداعش، وتناهض المحتل التركي ومرتزقته على مختلف تسمياتهم، رياضياً المرأة الشابة الرياضية، قلبت الموازين وكسرت قاعدة الكثير من الألعاب وأنها حكر للرجال فقط.
مع قيام ثورة روج آفا في العام 2012، بدأت المرأة تأخذها دورها شيئاً فشيئاً في كافة المجالات وأصبحت هي الريادية، وفي الرياضة أصبح لها دور ملحوظ وتسيّدت المشهد الرياضي بعد العام 2016، وكانت أول مشاركة ببطولة دوري لكرة القدم في العام 2017، حدث غير واقع رياضة كرة القدم بشكلٍ لافت.
بحيث لأول مرة في روج آفا الفتاة تمارس هذه اللعبة ضمن النوادي المرخصة من الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة، وشكلت عدة نوادي وقتها، ومن ذلك التاريخ إلى الآن شهدنا دوريات وبطولات مختلفة لكرة القدم للسيدات، ولتشارك مجموعة من اللاعبات باسم نادي عامودا في الدوري السوري الأول على الملاعب المكشوفة وحققن إنجازاً تاريخياً ونلنَ لقب الدوري لعامي 2019 ـ 2020، وجاء ذلك تأكيد منهن بأن الفتيات الكرديات في إقليم الجزيرة ولاعبات هذه النوادي لديهن القدرة لكتابة التاريخ رغم كل الصعوبات والمعوقات.
قهرت كل الظروف والمعوقات وتميّزت بجدارة
المرأة الشابة الرياضية اليوم تنشط في مختلف الألعاب الجماعية والفردية، ككرة الطائرة والسلة والقدم، وكرة الطاولة والريشة الطائرة والشطرنج والكاراتيه الكيك بوكسينغ، وألعاب القوى ورياضات أخرى، وفي التايكواندو حققت ميداليات ملونة على الصعيد العالمي عبر مدرسة نمور التايكواندو الدولية.
وتقاوم المرأة كل العادات والتقاليد التي كانت تقف في وجهها بشكلٍ عام والرياضية بشكلٍ خاص، ولكن مع ثورة روج آفا في العام 2012، والتي كانت المرأة الريادية فيها تغير كل شيء فهي باتت صاحبة البصمة المميزة في الكثير من المجالات ومنها الرياضة.
لاعبة كرة القدم في نادي قامشلو بدوري إقليم الجزيرة بيريفان توبر ذات العشرين ربيعاً أشارت بالقول: “في البداية لم نستطيع اللعب نهائياً بسبب عدم تقبّل المجتمع فكرة الفتاة تلعب كرة القدم في الملاعب، ولكن رغم ذلك تم تشكيل فريق نسائي لنادي قامشلو بجهود الكابتن دليل البار “رشو” والكابتن إبراهيم أيوب، في العام 2016، وبسبب قلة الإمكانيات وهواجس المجتمع كانت التمارين في ساحات المدارس على أرضية مبلطة”.
وأضافت: “بعد حوالي السنة بقينا هكذا، عندما تيقنا بأن المجتمع بات جاهزاً لتقبّل لعب الفتاة لكرة القدم، توجهنا للملاعب والمشاركة في الدوريات وأحرزنا العديد من الألقاب مع نادي قامشلو منها دوري عامي 2017 ـ 2018، والكأس عامي 2018 ـ 2019”.
وبينت بيريفان توبر مكلمةً حديثها: “والآن بفضل مقاومة المرأة الشابة الرياضية أصبح لدينا العديد من الفرق للسيدات ضمن النوادي لكرة القدم، ويتطلب من الاتحاد الرياضي في إقليم الجزيرة دعم هذه الفرق ولاعباتها بالشكل المطلوب من كافة النواحي، والعمل على تكثيف الدوريات للحصول على رياضة أفضل لكرة القدم السيدات.
لعبة صنعت اسم روج آفا بحروف من ذهب بفضل المرأة
ليس بخساً بحق الرجال في لعبة التايكواندو ولكن كان هناك دور ريادي وكبير للمرأة الشابة الرياضية بجلب الميداليات الملونة لمدرسة نمور التايكواندو الدولية، ولتكن هذه المدرسة الرافعة لاسم روج آفا في المحافل الدولية، المدربة والحكمة المعتمدة واللاعبة الدولية ذات ال ٢٢ ربيعاً فلك إبراهيم لاعبة مدرسة نمور التايكواندو الدولية في الحسكة والحاصلة على كأس المركز الأول في بطولة النخبة الدولية المفتوحة التاسعة للتايكواندو ٢٠١٨ أشادت بقولها: لقد تغيرت أوضاع المرأة بعد ثورة روج آفا رغم ظهور بعض المعوقات في البداية لكنها ناضلت ووصلت إلى ما كانت تحلم به في الكثير من المجالات العسكرية والسياسية وأيضاً الرياضية.
والمرأة في لعبة التايكواندو حققت ما لم يتحقق من قبل، حيث أننا فريق روج للسيدات وفي هذه الظروف القاهرة استطعنا الحصول على عدة ألقاب وميداليات دولية حيث استطعنا أخذ كأس المركز الأول للسيدات على مستوى جميع السيدات المشاركات من بين العديد من الدول المشاركة في بطولة كأس النخبة الدولية المفتوحة العاشرة للتايكواندو، وبمشاركة ثلاث لاعبات فقط، وفي آخر المشاركات للعام المنصرم في بطولة بيروت المفتوحة المصنفة دولياً g1 من الاتحاد العالمي للتايكواندو حصلنا على فضية وبرونزيتان وكل هذا بجهود وطاقات شخصية ومن هذا المنطلق حصلنا على وعود من الإدارة الذاتية بإقليم الجزيرة بتقديم الدعم اللازم وننتظر الإيفاء به”.
وأضافت فلك: “من جهة بعض الهيئات ضمن الإدارة الذاتية فهي تدعم بمكان وتغض النظر بمكان آخر وخاصةً حققنا على الصعيد الدولي مراكز متقدمة وجلبنا ميداليات على مستوى عالمي، بالرغم من ذلك لم تحصل لاعبات التايكواندو على حقوقهن الواقعة على عاتق الاتحاد الرياضي حتى إنه تم تشكيل لجنة فنية مؤخراً بحيث من أصل سبعة أعضاء في اللجنة تم منح كرسيين فقط للإناث وخمسة كراسي للذكور للعمل ضمن اللجنة”.
واختتمت فلك إبراهيم حديثها بالقول: “أعايد المرأة الحرة بمناسبة يوم المرأة العالمي ٨ آذار وخير مثال عليها الأم الكردية التي أصبحت مثال للتضحية والفداء وأعايد المرأة الثورية في جبهات القتال خاصة، ونساء العالم عامةً، وكلنا أمل أن تبقى المرأة هي الريادية في كافة المجالات”
وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة علينا أن نلفت الانتباه لكل المنظمات والهيئات والجمعيات والجهات المعنية بالمرأة في شمال شرق سوريا، بأن المرأة الشابة الرياضية لديها الكثير من الموهبة والإمكانيات وهي بحاجة للدعم من كافة النواحي، وحتى الآن الكثير من هذا الدعم باقٍ في خانة الوعود والكلام.
وهذا الأمر غير جائز بل يجب دعم المرأة الرياضية لأنها تستحق الأفضل بدون شك، فهي تصنع التاريخ بحروف من ذهب عندما تمارس لعبة كرة القدم ضمن مجتمع مازال مكترث ومتمسك بعادات بالية، وتقيم دوريات في إقليم الجزيرة وتحرز المركز الأول في الدوري السوري وكلامي عن سيدات نادي عامودا، وعبر لعبة التايكواندو شاهدنا كيف هي تحقق الميداليات الملونة على الصعيد الدولي وترفع عالياً اسم روج آفا، وفي كافة الألعاب المرأة الرياضية قادرة لتحقيق الإنجازات الكبيرة ولا صعب ومستحيل أمامها فهي كانت وستبقى التي ترسم اللوحات الجميلة في الوطن.
