يقولون “الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها” ولكننا لا نراها في شمال وشرق سوريا، توجد خلايا نائمة بنصفِ عين، تريد إشعال الفتن بين العرب والكرد، فلا يتحقق طموح الكرد، ولا يستفيد العرب، والخلايا النائمة في الشرق السوري عملاء للنظام التركي، والفتنة واضحة لا تحتاج سوى عود ثقاب لتشعلها، وهو ما نكتب عنه. فجأة وبدون مقدمات مُعلنة حدثت اشتباكات دامية بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وبين بعض “الخلايا والمُخربين” ولا شك أن كل شخص في تلك المناطق ينتمي لـ “عشيرة” ما، ولإظهار الأمر كأزمة وتمرّد، أرادوا تسميتها بقتال بين “قسد” والعشائر العربية، وقع فيها عشرات القتلى والشهداء بدون أي داعٍ للقتال، وهذا يخصم من العملية الديمقراطية بشكلٍ عام في الشرق السوري ويُهدد الوحدة الديمقراطية.
ولقد انفجرت الأوضاع في دير الزور بدون تمهيد بعد أن أوقفت قوات سوريا الديمقراطية قائد “مجلس دير الزور العسكري” (أحمد الخبيل)، المعروف بأبي خولة، في مدينة الحسكة، وهو ما أثار توتّراً تطوّر إلى اشتباكات مُسلّحة أودت بحياة العشرات، فأعلنت قسد شن “عملية لتعزيز الأمن” في مناطق سيطرتها ضدّ مرتزقة داعش وعلى عناصر إجرامية متورطة في الاتجار بالمخدرات ومستفيدة من أعمال تهريب الأسلحة”، إلى هنا والأمور كان من المفترض أن تبدو طبيعية، وتوقيف أبي خولة كان يمكن أن يمر مرور الكرام، فيمكن التفاوض مع عشيرة أبي خولة وغيرها من العشائر، خاصةً أن العرب والكرد في تلك المناطق يعيشون جنباً لجنب، وبينهما مُصاهرات أُسريّة عديدة، ولكننا تتبعنا الأخبار فوجدناها تؤكد أن الاشتباكات الدموية في دير الزور هي مع مسلحين من الانكشارية الموالين لتركيا، حيث استهدف جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، قرى الطويلة، وتل طويل الآشورية، وأم الكيف، بالريف الغربي لناحية تل تمر بالأسلحة الثقيلة وقذائف الهاون، وحدثت اشتباكات قُتِل فيها بعض المرتزقة الأتراك، وهو ما يؤكد وجود أصابع خفية تركيّة لإشعال الفتنة المسلحة، ونعتقد أن العشائر العربية استوعبت هذا الأمر، وكما قال مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية: “على عكس ما يُقال ليس هناك أي خلاف بين قسد وعشائر المنطقة، ونحن على تواصل دائم معهم وأن حملة تعزيز الأمن تمت بناءً على طلب أبناء دير الزور وشيوخ ووجهاء العشائر وهم مُطّلعون على مجرياتها … وتواصلنا مع شيوخ ووجهاء عشائر وناقشنا الأوضاع الأخيرة في دير الزور بناءً على طلبهم كلفنا شيوخ ووجهاء بالتواصل مع الشيخ إبراهيم الهفل، وسنعمل على إعلان عفو عن المشاركين في القتال، وندعو سكان المنطقة لتوخي الحذر، وتجنب الانجرار للفتن والتحريض والعنصرية، نجدد التزامنا بإيجاد حلول لمشكلات دير الزور من خلال الحوار”.
ويوم الاثنين الرابع من أيلول 2023 أصدرت الإدارة المدنية الديمقراطية في دير الزور بياناً إلى الرأي العام، حول الأوضاع في دير الزور، قُرِئ أمام مبنى مجلس دير الزور المدني في منطقة السبعة كيلو من قبل الرئيس المشترك للمجلس محمد الرجب، جاء فيه: “لطالما أولت الإدارة الذاتية أهمية كبيرة لمدينة دير الزور وعملت في سبيل ذلك كل ما هو متاح وبذلت جهوداً عظيمة للارتقاء بالواقع الاجتماعي والإداري بالتنسيق مع المؤسسات، في المقابل سعت القوى المعادية ولا زالت لضرب الأمن والاستقرار في المنطقة وما الأحداث الأخيرة إلا استمراراً لسلسلة لهذه المحاولات اليائسة، مستغلةً ما بذلته قوات سوريا الديمقراطية لفرض الأمن والاستقرار وملاحقة الخلايا الإرهابية وتجار المخدرات، حيث شرّعت دوائر النظام والقوى التي تسير في ركبها إلى تحويل معابرها غير الشرعية إلى ممرات لنقل المسلحين والأسلحة، حيث عملت هذه المجاميع على بثّ الفوضى وتخريب الممتلكات العامة تحت شعارات عرقيّة وتصوير ما يحدث على أنه صراع عربي كردي وأكد البيان إننا في الإدارة الذاتية نؤكد دعمنا الكامل للقوات العسكرية ونصرُّ على محاربة كل من يحاول ضرب النسيج الاجتماعي الذي بُني بدماء أبناء شعوب المنطقة، كما نهيب بعشائرنا الارتقاء إلى مستوى المسؤولية كما كانت عبر تاريخها صمام أمان للوحدة الوطنية ونحمّل التحالف الدولي مسؤولية ما يجري ونطالبه بدعم حقيقي لجهود قواتنا في فرض الأمن والاستقرار ما يخدم مهامها في محاربة الإرهاب، وإن الإدارة المدنية الديمقراطية في دير الزور تؤكد دعمها الكامل للقوات العسكرية”، ودعت الإدارة المدنية الديمقراطية في دير الزور العشائر بالارتقاء إلى مستوى المسؤولية كما كانت عبر تاريخها صمام أمان للوحدة الوطنية وحمّلت التحالف الدولي مسؤولية ما يجري والمطالبة بدعم حقيقي لجهود القوات في فرض الأمن والاستقرار.
الموقف التركي غير الأخلاقي
أما ما يُدين الموقف التركي وهو أمر متوقع من تركيا ومن الرئيس أردوغان بصورةٍ خاصة، حيث اضطهاد الكرد عادة تركيّة مُمنهجة ومستمرة، ولا يخفى إن ما حدث هو سياسة تركية مستمرة، فكان لها يد العبث بمحاولة التفريق والفتنة في شمال وشرق سوريا، مثلما بنت الجدار العنصري في مدينة (عفرين) في الشمال الغربي السوري، وتدخّلاتها ضد الكرد في إقليم كردستان بموافقة أليمة مأساوية من العائلة البرزانية وتحتاج لمقال مستقل.
يخشى النظام التركي من أي نصر يحققه الكرد داخل تركيا وخارجها، أما الموقف التركي الحالي، فهو يُدين الكرد، وكأنه يحب العرب، وهو يكره الكرد والعرب وغيرهما ممن لا يحملون أصولاً تركيّة، وحسب جريدة الزمان التركية يوم السابع من أيلول 2023 فقد أصدرت وزارة الخارجية التركية بياناً يُلقي باللائمة على الكرد جاء فيه “بخصوص الاشتباكات بين عشائر عربية وقوات سوريا الديمقراطية، في دير الزور شرقي سوريا، وأننا نتابع عن كثب وبقلق، الاشتباكات التي تدور منذ فترة، في ريف دير الزور، بين فروع التنظيم الإرهابي الانفصالي في سوريا، وبعض العشائر العربية…”، أي أن أردوغان يعتبر كرد سوريا إرهابيين انفصاليين، رغم أنهم الذين انتصروا على تنظيم داعش الإرهابي، الذي كان النظام التركي يبيع له النفط السوري المسروق لهم، هذا فضلاً عن سرقة مصانع ومحاصيل زراعية سوريّة، دون أن تردعه أخلاق أو دين أو قانون..
خلاصة القول إن ما حدث من اشتباكات انتهت بسرعة بعد أن تصالح عقلاء الفريقين، وعلّمهم بأن المحتل التركي هو المستفيد في النهاية، ونرجو التوحّد، وعدم إعطاء الفرصة لأي فتنة يقِظة؛ وخلايا نائمة نوم الثعالب تأتي من الخارج… والله يوفقنا جميعاً…
يقولون “الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها” ولكننا لا نراها في شمال وشرق سوريا، توجد خلايا نائمة بنصفِ عين، تريد إشعال الفتن بين العرب والكرد، فلا يتحقق طموح الكرد، ولا يستفيد العرب، والخلايا النائمة في الشرق السوري عملاء للنظام التركي، والفتنة واضحة لا تحتاج سوى عود ثقاب لتشعلها، وهو ما نكتب عنه. فجأة وبدون مقدمات مُعلنة حدثت اشتباكات دامية بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وبين بعض “الخلايا والمُخربين” ولا شك أن كل شخص في تلك المناطق ينتمي لـ “عشيرة” ما، ولإظهار الأمر كأزمة وتمرّد، أرادوا تسميتها بقتال بين “قسد” والعشائر العربية، وقع فيها عشرات القتلى والشهداء بدون أي داعٍ للقتال، وهذا يخصم من العملية الديمقراطية بشكلٍ عام في الشرق السوري ويُهدد الوحدة الديمقراطية.
