سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

شكوك حول الدور الفرنسي القادم في العراق

 

مركز الأخبار ـ تحوم شكوك بشأن قدرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على استعادة نفوذ فرنسا في العراق في ظل الهيمنة الإيرانية على الوضع السياسي في البلاد، وتزداد حدة هذه الشكوك باستحضار الفشل الفرنسي في حل الأزمة اللبنانية.

وقالت أوساط سياسية عراقية إن التصريحات القوية التي صدرت عن ماكرون بشأن التواجد في العراق تُذكّر بتصريحاته القوية في لبنان والتي لم تجد طريقها إلى التنفيذ بسبب النفوذ الإيراني عن طريق حزب الله.

لن نترك العراق حتى لو انسحبت أمريكا

وقال ماكرون السبت على هامش حضوره قمة بغداد إن فرنسا ستُبقي على قواتها في العراق في إطار عمليات مكافحة الإرهاب ما دامت الحكومة العراقية تطلب ذلك، وسواء قررت الولايات المتحدة سحب قواتها أم لم تقرّر. وعكست الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي إلى الموصل دعماً لمسيحيي العراق، وهو ما يُذكّر بوصاية فرنسا على المسيحيين في لبنان، ما يشير إلى أن فرنسا تسعى لإيجاد الظروف نفسها التي عملت فيها في لبنان وفشلت. ويدرك الرئيس الفرنسي فائدة وخطورة التراجع الأميركي في المنطقة، لذلك يحاول الاستفادة من الفراغ الذي ستتركه الولايات المتحدة بعد مغادرتها البلاد في نهاية العام الحالي، وبدأت خطوات ماكرون لاستعادة نفوذ بلاده في العراق منذ العام الماضي عندما زار بغداد عقب زيارة لبيروت، في سعي للاستفادة من وصول مصطفى الكاظمي إلى رئاسة الوزراء.

وبالإضافة إلى التحدي الإيراني من المتوقع أن تواجه باريس في سعيها لاستعادة نفوذها في العراق عراقيلَ تركية حيث أن تركيا تحاول السيطرة واحتلال المزيد من الأراضي العراقية، وهو ما يذكّر بالسيناريو الذي واجهته في ليبيا حيث فشلت في منع تركيا من السيطرة على الغرب الليبي، رغم تقارير بشأن تواجدها العسكري في البلاد منذ 2014 ومساندتها الجيشَ بقيادة المشير خليفة حفتر في التصدي للجماعات الإسلامية المتطرفة.

وزار ماكرون أيضا مدينة هولير عاصمة باشور في ظل العمليات العسكرية التركية التي لم تتوقف ضد حزب العمال الكردستاني في “جبال متينا” الحدودية بين الطرفين، وينفذ جيش الاحتلال التركي حملة عسكرية موسعة في تلك المنطقة تحت مُسمى “المخلب”، منذ أواسط شهر نيسان الماضي في ظل المواقف الدولية الصامتة.