جل آغا/ أمل محمد –
امتهنت العديد من الحِرف اليدوية في سن مبكرة، وعملت حتى احترفت الكثير منها، وخاصةً المهن النسوية الريفية، وهي من الشخصيات المؤثرة في المنطقة يلجأ إليها الأهالي طلباً للمساعدة، نتيجة خبرتها الكبيرة التي اكتسبتها بسنوات عمرها التي تخطت الأربعين، إنها الأم فريال حسين من قرية ديرو كفنك التابعة لناحية جل آغا.
جعبة مليئة بالمهن وخبرة لسنوات طويلة
تعدُّ فريال مثالاً للمرأة الريفية التي تمتهن المهن الريفية من زراعة وحراثة وتربية المواشي، وبعض الحرف الأخرى من حياكة وتطريز، ولا تزال تقوم فريال بهذه الأعمال على الرغم من التطور الذي يشهده العالم، إلا أنها ترفض التخلي عن أعمال الأجداد والتي تجد فيها اللذة حين القيام بها على حد تعبيرها، هذا والتقت صحيفتنا بفريال حسين، والتي قالت في بداية حديثها: “المرأة في مناطقنا قاموس يستطيع القيام بالكثير من الأعمال وبالذات المرأة الريفية، والتي تصنع شيئاً من اللا شيء، شهد العالم تطوراً سريعاً في العقود الأخيرة، ومع هذا لا يمكنه الاستغناء عن اليد العاملة النسوية الريفية”.
الخبرة التي تملكها فريال اليوم لم تكن نتيجة عمل سنة أو سنتين، بل كان نتاج سنوات من الممارسة والعمل، وأضافت فريال: “المرأة الريفية تجيد الأعمال منذ نعومة أظافرها، هي أساس الريف ومختلف أعماله لا تتم دون المرأة، أجد المتعة حينما أُقدم على الأعمال بيدي، الطهي بنيران الخشب يزيد من نكهة الطعام، وبزراعة الخضروات في المنزل نحصل على خضروات نظيفة وطازجة، عدا التطريز وحياكة الصوف باليد وعجن الخبز وصناعته على التنور أو الصاج عمل ريفي بامتياز”.
المرأة الريفية والتطوّر الحضاري
وتابعت فريال قائلةً: “في بداية الأزمة عدنا بالزمن إلى الوراء، واتبعنا الأسلوب الريفي القديم للمعيشة، كنا نطهو ونخبز على العيدان الخشبية وحتى مدفأة الخشب استخدمناها، وهنا عرفنا المعنى الحقيقي للريف والحياة السابقة، ولكن شيئاً فشيئاً عادت الأمور إلى نصابها”.
وعن أهمية اليد العاملة الريفية قالت فريال: “تطور العالم بشكل لافت ومع هذا اليد العاملة الريفية كانت ولا زالت الأساس الذي لا يمكن التخلي عنه، مهما بلغ العالم من الحضارة لكنه يقوم على بعض الأسس التي لا يمكن الاستغناء عنها ومنها الريف واليد العاملة الريفية وخاصةً النسوية، والتي تُثبت ليومنا هذا أنها من الدعائم الأساسية للاقتصاد”.
مبادرة إنسانية وروح التعاون
وفي مبادرة إنسانية من فريال حسين فإنها تقوم بتدريس أطفال قريتها، وتعلمهم القراءة والكتابة، بالإضافة إلى أنها تقوم بتعليم بعض الفتيات اليافعات أصول التطريز وحياكة الصوف، تُشارك في الأعمال الجماعية التي تُطلب منها في مناسبات القرية، والتي يستعين الأهالي بها كونها على دراية تامة بالكثير من المهن، ولا تبخل على أحد من عطائها لتكون بذلك من النساء المؤثرات في المنطقة ولها اسمها ومكانتها.
