شعوب شمال وشرق سوريا تنتفض ضدّ مخطط تقسيم سوريا

مهما بنت دولة الاحتلال التركي من جدران لتقسيم الأراضي السورية، فلن تفلح في تجزئة سوريا وتشتيت وحدتها والقضاء على النسيج الاجتماعي فيها؛ وهذا ما أكدته شعوب شمال وشرق سوريا التي انتفضت ضدّ مخططات الدولة التركية المحتلة ومساعيها في فصل عفرين عن الوطن الأم؛ سوريا وضمها إلى الأراضي التركية واحتلال المزيد من الأراضي السورية؛ وأشاروا إلى أنهم سيحطمون الجدار ويخرجون المحتل التركي من سوريا شاء أم أبى….

مركز الأخبار ـ تستمر دولة الاحتلال التركي بانتهاكاتها بحق أهالي عفرين، وتعمل في الوقت الحالي على بناء جدار يفصل عفرين عن باقي الأراضي السورية وضمها إلى الأراضي التركية، وبهذا الصدد استنكرت شعوب شمال وشرق سوريا تلك السياسة التعسفية، مستنكرين الصمت الدولي حيالها، وذلك خلال تظاهرة عمت مدن عدة في شمال وشرق سوريا.

 ففي الجرنية؛ تظاهر العشرات من أهالي الجرنية شمال غرب الطبقة وحتى ساعات متأخرة من ليلة الخميس؛ تنديداً باستمرار الاحتلال التركي في انتهاكاته للأراضي السورية، ومحاوله سلخ عفرين عنها من خلال بناء جدار التقسيم، حيث تجمعوا في قرية المعامرة الواقعة جنوب غرب البلدة، وحمل المتظاهرين المشاعل وساروا حتى مدرسة القرية، هاتفين بسقوط الاحتلال التركي وحيوا مقاومة عفرين، معاهدين على تحريرها.

وخلال التظاهرة؛ رفع المشاركون لافتة كتب عليها “لا للصمت الدولي الذي لن يزيدنا إلا عزيمة وإصراراً وإرادة”.

وبعد التجمع في مدرسة القرية والوقوف دقيقة صمت استذكاراً لأرواح الشهداء؛ ألقيت كلمات باسم المجلس المدني في الجرنية ألقتها الإدارية حنان الخلف وكلمة باسم دار المرأة في الجرنية ألقتها الادارية آيات الخلف.

واستنكرت الكلمات ما يقوم به الاحتلال التركي من انتهاكات لحقوق الإنسان في عفرين وباقي المناطق التي يحتلها وسط الصمت الدولي المطبق إزاء ما يحصل، كما استشهدت كلمة إدارة المرأة بمقاومة المرأة في عفرين والتي نالها النصيب الأكبر من الانتهاكات على أيدي الاحتلال التركي ومرتزقته.

وأكدت الكلمات على أن المقاومة مستمرة حتى تحرير آخر شبر من الأراضي السورية من رجس الاحتلال العثماني الفاشي وأن أحلامه باستعادة أمجاد العثمانيين ما هي إلا ضرب من المستحيل، لتنتهي التظاهرة بعد ذلك بتعالي الشعارات التي تحيّ مقاومة عفرين.

كما استنكر أهالي بلدة الصور في ريف دير الزور انتهاكات الاحتلال التركي في الأراضي السورية عامة وعفرين خاصة، وأبدوا رفضهم بجدار التقسيم الذي يبنيه الاحتلال التركي ومرتزقته في عفرين، وأدانوا الصمت الدولي حيال هذه الانتهاكات الصارخة.

وأدانت المواطنة بعثية عبد الرزاق من أهالي بلدة الصور الصمت الدولي حيال انتهاكات الاحتلال التركي وقالت: “نرفض أي احتلال للأراضي السورية، دولة الاحتلال التركي لا تريد للشعب السوري الخير؛ إنما تود زرع الفتنة بين شعوب المنطقة”.

وبدورها رفضت المواطنة بشرى الأحمد وضع أي جدار بين عفرين والأراضي السورية وأشادت بدور قوات سوريا الديمقراطية التي حررت مناطق شمال وشرق سوريا من مرتزقة داعش وأضافت: ” قوات سوريا الديمقراطية أصبحت قوة لا يستهان بها، ومثلما دُحر مرتزقة داعش في مناطقنا سيخرج الاحتلال التركي من الأراضي السورية”.

وأوضح المواطن هاشم ملحم بأنّ على الشعب السوري التكاتف وتوحيد الصفوف أمام مخططات الدول الطامعة  التي تود أن تسلب خيرات سوريا.

وفي الشهباء؛ استنكر مثقفو عفرين الممارسات التركية، كما دعوا المجتمع الدولي ومجلس الأمن وبشكل خاص الحكومة الروسية والنظام السوري لاتخاذ مواقف صارمة تجاه مساعي الدولة التركية في احتلال المنطقة. وقالت عضوة اتحاد المثقفين في عفرين فيدان محمد: “إن الاحتلال التركي ومرتزقته وبعد احتلالهم لمقاطعة عفرين وتهجير سكانها الأصليين واستبدالهم بمستوطنين من مناطق أخرى، يقوم في الآونة الاخيرة ببناء جدار التقسيم في محيط مقاطعة عفرين، حيث وصل طول الجدار إلى أكثر من 1000 متر في قرى كيمارا وجلبرة ومريمين في ناحية شيراوا، مما يؤكد نية الاحتلال التركي في ضم عفرين إلى أراضيها كما فعلت في لواء إسكندرون”.

وناشدت فيدان محمد المجتمع الدولي ومجلس الأمن والحكومة الروسية والنظام السوري إلى اتخاذ مواقف جديّة حيال أفعال وممارسات الاحتلال التركي ومرتزقته في مقاطعة عفرين.

وقال عضو اتحاد المثقفين في إقليم عفرين عبد الحميد أحمد بهذا الصدد: “جدار التقسيم الذي يبنيه الاحتلال التركي ومرتزقته بمحيط عفرين يهدف إلى تقسيم عفرين عن سوريا وضمها إلى تركيا وكسر إرادة ومقاومة أهالي عفرين القاطنين في مقاطعة الشهباء، الذين أكّدوا للعالم أن إرادة المقاومة هي نتيجة هجمات الأعداء”.

وتابع: “الدولة التركية المحتلة باتت تعلم أن إرادتنا لم تنكسر باحتلال عفرين ولا بالانتهاكات المستمرة، لذلك لجأت إلى بناء جدار التقسيم في محيط عفرين، مما يؤكّد أنهم لم يستطيعوا التصدي لمقاومتنا التاريخية”.

وناشد عبد الحميد أحمد في ختام حديثه النظام السوري والحكومة الروسية أن يتحركان فوراً للحد من الانتهاكات  التي تحدث في عفرين وإيقاف بناء جدار التقسيم الذي يبنيه الاحتلال التركي ومرتزقته بمحيط عفرين، واتخاذ مواقف جديّة حيال هذه الممارسات.

ومن جانبها؛ قالت الإدارية في اتحاد المثقفين بإقليم عفرين أفيستا محمد: “إن جدار التقسيم الذي يبنيه الاحتلال التركي في محيط عفرين دليل واضح للعالم أجمع أن دولة الاحتلال التركي تنوي ومنذ بدء العدوان احتلال عفرين وليس كما ادعت بأنهم يقومون بحماية حدودهم”.

وتابعت: “علينا كأهالي عفرين القاطنين حالياً في مقاطعة الشهباء، وعلى جميع الشعب السوري الوقوف ضد أردوغان في إعادة الإمبراطورية العثمانية”.

وناشدت أفيستا في ختام حديثها النظام السوري والحكومة الروسية وجميع دول العالم باتخاذ مواقف صارمة حيال هذه الأفعال في عفرين وجميع المناطق التي تحتلها الدولة التركية المحتلة.