في خضم الانتفاضة أو الثورة الشعبية التي عمَّت بيروت والمناطق اللبنانية وما برحت، منادية بإسقاط النظام البائد القائم على التقاسم الطائفي والمحاصصة وداعية إلى فضح الفساد المستشري ورموزه، ارتأى مجموعة من الشعراء الشباب لمواجهة حال الانهيار والتردي، شاهرة سلاحاً وحيداً هو الشعر. محمود وهبة وزنوبيا ظاهر وباسل الأمين أو شعراء “نيزك”، ليسوا غرباء أصلاً عن ساحات التظاهر، بل لعل فكرة إحياء مجموعتهم هذه وقرار إصدار نشرة شعرية تحمل اسم “نيزك”، انطلقت من ميدان الثورة وشعارها “لا بد من إعلان حالة طوارئ، بلادنا تنتفض”، لكنها لن تبقى في حدود الميدان بل ستنفتح على أفق أرحب. هؤلاء الشباب الذين هم في مدار العشرين من العمر، وأصدروا حديثاً دواوينهم الأولى، التقوا في هذه اللحظة التاريخية من خضم لبنان السياسي، ليطلقوا صرخة تختزن كل صرخات المواطنين الذين نزلوا إلى الساحات والشوارع والأحياء، ولكن على طريقتهم، صرخة شعرية تحمل في طياتها الكثير من الغضب النقي والحلم والأمل.
السابق بوست