سَيدات عامودا يدوّن التّاريخ بحروف من ذهب

تَقرير/ جوان محمد

---

روناهي / قامشلو ـ لم تفعلها أندية الرّجال في منطقة الجّزيرة، لتقوم سيدات عامودا بتسجيل أسمائهن بحروف من ذهب في تاريخ الرّياضة السّورية لكرة القدم للسّيدات، وذلك بعد نيلهن للقب الدوري السوري الأول لكرة القدم على الملاعب المكشوفة.

سيدات عامودا يصدرن الدّوري السّوري برصيد 28 نقطة بعد لعب 12 مباراة فزن بتسعة وتعادلن بواحدة وتعرضن لخسارتين.

ولم يتعرّض نادي عامودا طوال مرحلة الإيّاب التي انطلقت بتاريخ 16/1/2020، لأية هزيمة ولعب ست مباريات وفاز بخمسة منها وتعادل بواحدة، واختتم مبارياته بالفوز على نادي العربي من السّويداء بهدف  رد على أرضية ملعب الجلاء عبر ابنة كوباني اللاعبة فريال أحمد، بعد استغلالها لخطأ من حارسة المرمى لنادي العربي شهد أبو رأس.

بعد نهاية المباراة أُقيمت مراسيم تتويج لسيدات عامودا، واستلمن درع البطولة وسط فرحة بعثة النّادي بالكامل والجماهير التي ساندت النّادي في المباراة، وعلى الصّعيد الفردي نالت اللاعبة منال حاجي لقب أفضل لاعبة في الدوري وأفضل صانعة ألعاب، ونالت اللاعبة سمر شيخ بكر لقب هدافة البطولة برصيد 13 هدفاً، ومع ختام الدوري كان ترتيب الأندية على الشكل التالي:

1ـ نادي عامودا 28 نقطة.

2ـ نادي محافظة حمص 23 نقطة.

3ـ نادي شرطة حماة 23 نقطة.

4ـ نادي العربي 20 نقطة.

5ـ نادي محافظة دمشق 12 نقطة.

6ـ نادي جرمانا 10 نقاط.

7ـ نادي عمال السّويداء نقطتان.

قطف ثِمار سنوات من التّعب في إقليم الجّزيرة

من العام 2017 بدأت الدّوريات الرّسمية في إقليم الجزيرة لكرة القدم للسّيدات وكانت تشكيلة سيدات عامودا مؤلفةً من لاعبات أندية الإقليم ومنها: الأسايش بطل الدوري لعام 2019 ـ أهلي عامودا بطل كأس السوبر لمرتين 2017 ـ 2018 ـ قامشلو بطل الدوري لمرتين، 2017 ـ 2018، وبطل الكأس أيضاً لمرتين 2018 ـ 2019، ولاعبات من نادي جودي ونادي فدنك، بالإضافة للاعبة من جبلة وأخرى من دمشق.

اللاعبة سمر شيخ بكر نالت أيضاً في إقليم الجزيرة لقب هدّافة الدّوري لعام 2019وهي من نادي أهلي عامودا، واللاعبة منال حاجي نالت لقب أفضل لاعبة في دوري إقليم الجزيرة إلى جانب اللاعبة روعة سليمان من نادي قنديل لعام 2019.

وعملت هيئة الشّباب والرياضة مع الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة بتقديم الدعم حسب الإمكانيات المتوفرة لسيدات إقليم الجزيرة، وتجربة سيدات إقليم الجزيرة اليوم والتي كانت بمجهود كبير من إدارة الأندية والتي أعطت ثمارها وهي بتدوين التاريخ باسم سيدات عامودا كبطلات للدوري السوري الأول لكرة القدم “السيدات” على الملاعب المكشوفة.

لا يجوز النّظر بدونية أو بأنّها قضية صغيرة أحراز هذ اللقب، فذكرنا في تقرير سابق بأن مراحل وظروف النادي كانت صعبة جداً، من هجمات دولة الاحتلال التّركي على شمال وشرق سوريا في شهر تشرين الأول من العام 2019، والتي كانت تتزامن مع مرحلة الذهاب للدوري، بحيث كانت اللاعبات يلعبن وبيوت أهاليهن تقصف من قبل دولة الاحتلال التركي ومرتزقته من الجيش الوطني السوري، ولكنهن تابعنا المسير حتى وصلن للهدف، وهذا غير ظروف السفر والانتظار في مطار قامشلو لساعات، ولعب ستة مباريات في ظرف 14 يوم.

وخاصةً هي تجربة الأولى من نوعها لسيدات إقليم الجزيرة على الملاعب المكشوفة والكبيرة واللعب لمدة ساعة ونصف أي مباراة كاملة، عكس ما كان يحصل في دوريات سابقة في سوريا وفي إقليم الجزيرة واللعب ضمن الملاعب المُغلقة ولمدة عشرين أو خمس وعشرين دقيقة.

وكانت فكرة الملاعب الكبيرة بدأت من إقليم الجزيرة في العام الماضي بمباراة بين سيدات ناديي أهلي عامودا وقنديل، ولكن تم إهمال الفكرة من الاتحاد الرياضي وبعض الأندية ولتنجح في دوري تابع للنظام السوري.

يجب دعم لعبة كُرة القدَم للسّيّدات بدون تَردّد

ويتطلب في الوقت الرّاهن دعم سيدات إقليم الجزيرة من قبل الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، وهيئة المرأة وهيئة الشباب والرياضة التي تعمل ضمنها بالإضافة لكل منظمة وجمعية ترفع شعار دعم حقوق المرأة ومساندتها، وبحيث يجب الخروج من مرحلة الشعارات إلى مرحلة تطبيق تلك الشعارات والأقوال، وببادرة من صحيفة روناهي والاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة في عام 2017، لجلب الدعم المعنوي والمادي لسيدات إقليم الجزيرة، وذلك بزيارات لمؤتمر ستار وهيئة المرأة ومكاتب المرأة في بلديات قامشلو، ومع الوعود المعسولة من قبلهم بتقديم كل أنواع الدّعم، ولكن لم تنفذ تلك الوعود وبقيت مجرد شعارات كلامية فقط.

رغم كل الظّروف وفشل أندية الرِّجال لنوادي عامودا والجّهاد والجزيرة والأندية الأخرى لفئة الرّجال لحصد لقب واحد محلي، كانت لسيدات عامودا السبق والإنجاز التاريخي وهو بتحقيقهن لقب أول دوري سوري لسيدات كرة القدم على الملاعب المكشوفة وتسجيل أسمائهن في التاريخ بحروف من ذهب.