سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

سوريا والأمن الأوراسيّ

يستمر العملُ على إعادةِ رسم خرائطِ النفوذِ بالمنطقةِ في سياقِ التنافسِ الدوليّ، لتبقى سوريا ميدانَ حربٍ مفتوحةٍ. وفيما تترددُ واشنطن حول استمرار بقاء قواتها بالمنطقة وتناور بمواقفها، واصلت موسكو تعزيز نفوذها وحضورها وقامت بمناورة على مسار جنيف، إلى “أستانة” فأنشأت مناطق خفض التوتر، في محاولةٍ لاستقطابِ الدورِ التركيّ واستثمارِ المجاميع المسلّحة المتطرفةِ لتؤدّي دوراً لصالحها بتشكيلِ عواملِ الضغطِ، فتراكم ملفاتِ التفاوضِ، وتفرض حلاً للأزمة وفق رؤيتها.
استمرار الأزمة السوريّة يؤكّد الأهمية الاستراتيجية لهذا البلد كمركزٍ جيوسياسيّ واقتصاديّ بالنسبة للأطراف الدوليّة، فيما تجهدُ القوى الإقليميّة للحفاظ على توازناتها الجيوسياسيّة، وإنتاج صيغةٍ تضمن مصالحها وأولوياتها.
 سوريا واستثنائيّةُ الموقعِ
تمحورتِ الدراسات والأبحاثُ الجيوسياسيّة منذ عقود حولَ أهميّةِ سوريا موقعاً جغرافيّاً على الساحلِ الشرقيّ للبحرِ المتوسطِ، لتكون البوابةَ الساحليّة لقارةِ آسيا، ويُكسبَها أهميّةً استثنائيّةً في المشروعِ الأوراسيّ، الممتدِّ من حدودِ أوروبا الغربيّة على المحيطِ الأطلسيّ حتى ضفاف الصين وروسيا على المحيط الهادئ شرقاً مروراً بالشرق الأوسط.
تقعُ سوريا على تقاطعِ خطوطِ التبادلِ التجاريّ بين ثلاثِ قارات (آسيا وأوروبا وإفريقيا) وكذلك على تقاطعِ خطوطِ نقلِ الطاقةِ إلى أوروبا، وينظرُ المحورُ الأطلسيّ باهتمامٍ إلى هذا الموقع في سياقِ سياسةِ الحصارِ التي يفرضها على منافسيه بالمنطقة.
لفهمِ العقلِ الجيوبوليتيكيّ الروسيّ في سوريا وخاصةً بالمنطقةِ الساحليّة، تجبُ مراجعةُ مرحلةِ الحربِ الباردةِ حيث وصف دوغين هزيمةَ الاتحاد السوفيتيّ بالحربِ الباردةِ من وجهةِ نظرٍ جيوسياسيّةٍ بأنّها انتصارٌ لحضارةِ البحر “التالاسوكراتيا” على حضارةِ البر “التيلوروكراتيا”. فروسيا بمساحتها الكبيرة على خريطةِ العالمِ عجزت عن النفاذِ إلى البحارِ الدوليّةِ وهي نقطةُ ضعفٍ كبيرة أسهمت بحصارها، وهو ما حدث في مواجهة بريطانيا في القرنين 18 و19، ومن بعدها الولايات المتحدة الأمريكيّة في القرن العشرين، فالحربُ الأولى بين إنكلترا وروسيا القيصريّة انتهت بهزيمةِ روسيا القيصريّةِ، وانتهت الحربُ العالميّة الثانية بانتصارِ الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيّةِ ومعسكر الناتو، فيما خرج المعسكر الاشتراكيّ مثخن الجراحِ وبخسائر كبيرةٍ، وإن لم يُهزم بالنتيجة، وفي كلتا الحربين لم يكنِ الصراعُ العالميُّ أيديولوجيّاً صرفاً بين الرأسماليّةِ والاشتراكيّة، بين قوى البر والبحر، بل كان الدافعُ هو الجغرافيا والمصالحُ التي تترتبُ فوق أرضيّةِ الجغرافيا. وبهذا يُفهم عدم ترددِ الكرملين بقرار الدفاعِ عن المصلحةِ الجيوسياسيّة، ولو اقتضى الأمرُ صراعاً عسكريّاً طويلاً في سوريا. فروسيا بدفاعها عن سوريا تحافظُ على نفوذها قوةً دوليّةً عظمى، وتدافعُ عن وجودِها على الساحلِ الشرقيّ للبحرِ المتوسطِ، فسوريا جزءٌ مهمٌ جداً من الفضاء الأوراسيّ، الذي تتطلع موسكو لقيادته لمواجهة الغربِ، وخسارتها لا تُعوّضُ.
ينطلق بوتين من اعتبارِ المنطقةِ الأوراسيّة جزءاً من الأمنِ القوميّ والمصالحِ الوطنيّةِ الروسيّةِ المركزيّةِ، لا يجوزُ التهاونِ فيها، وجاءتِ السياسةُ الروسيّةُ على نسقٍ واحدٍ في الفضاءِ الأوراسيّ، وتعددت مواقفُ موسكو فكانت عسكريّةً في الشيشان وجورجيا وتدخلت شرق أوكرانيا لتكون النتيجة استقلال جمهورتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، وضمَّت شبه جزيرة القرم إليها، وتدخلت بثقل ٍ نوعيّ في سوريا، والتزمت مواقفَ سياسيّة مرنة حيال البرنامج النوويّ الإيرانيّ، فيما واجهت بقوةٍ توسّعَ حلف شمال الأطلسيّ في أوروبا الشرقيّة ونشر الدرع الصاروخيّ الأمريكيّ. فالاستسلامُ للتفردِ الأمريكيّ الأطلسيّ بقيادة العالم موتٌ وفناءُ، ومواجهته تتطلب بلورة تكتل جيوبوليتيكي مناوئ للأطلسيّة. ولذلك؛ تدخلت موسكو بثقلٍ نوعيّ في حرب الطاقة بسوريا، وشرق أوكرانيا وضمّت شبه جزيرة القرم. وفي كتابه “أسس الجيوبوليتيك” يقول ألكسندر دوغين عرّاب المشروعُ الأوراسيّ: “من حيثُ المبدأ، أوراسيا ومحيطها، مركزُها روسيا، تبقى منطقةَ انطلاقِ الثوراتِ المناهضةِ للولايات المتحدةِ الأمريكيّة والبرجوازية”. وجاءَ التدخلُ الروسيّ في أوكرانيا وسوريا مطابقاً لهذا القول.
الأوراسيّة وصراع الأقطاب
 بمرور الوقت ثبتَ أنّ روسيا بقيادة بوتين مستعدةٌ لخوضِ صراعٍ عسكريّ طويل الأمد في سوريا، ليس فقط للحفاظ على نفوذها كقوةٍ دولية عظمى، بل وللدفاع عن وجودها في الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط والبحار الدافئة. وهو السبب ذاته للحرب على جورجيا، ومحاولة إقامة قاعدة روسية في مصر، والتدخل في دونباس شرقي أوكرانيا، وضم شبه جزيرة القرم، ثم استقلال دونيستك ولوغانسك. فروسيا بفعلها ذلك تضمن بقاءها، وكما يقول دوغين: “لو خسرنا دونباس، فإنّنا سنفقد القرم وبعد ذلك روسيا كلها”. كذلك، يعتقد دوغين أنّ سوريا “هي الهدف الأبعد” من أوكرانيا ولكنّها لا تقل عنها أهمية، فمواجهة ما أسمّاه الإرهاب وخصوصاً ما التنظيمات الجهاديّة المتطرفة على اختلافها، ضرورةٌ وجوديّةٌ لروسيا من منظور الجغرافيا السياسيّة الأوراسيّة. ونجد دوغين غارقاً في نظرية المؤامرة، ويعتبر داعش مثلاً صناعةً أمريكيّةً وُجد كذريعةٍ للتدخلِ بأي وقتٍ، متجاهلاً كلَّ الأسبابِ والعوامل الموضوعية لنشأته ووجوده والدور التركيّ في دعمه. ويؤكّد أنّ سوريا هي خطُّ روسيا الخارجيّ للدفاع، والخط القادم بعدها هو على أراضي الاتحاد الأوراسيّ، وحتى داخل الاتحاد الروسيّ ذاته. وبذلك يُفهم سبب التدخّل الروسيّ العسكري في سوريا كضرورةٍ لاحتواءِ ما يعتبره إرهاباً على تخومِ الحزامِ الأوراسي، قبل انتقاله والاضطرار لمحاربته في الأراضي الروسيّة ذاتها. بعد توسّع نشاط داعش خارج سوريا والعراق، وفي دول آسيا الوسطى كأفغانستان وطاجكستان وأوزبكستان، وفي شمال القوقاز، أي داخل روسيا نفسها، وهو لتكريس حالة الفوضى في المنطقة. وفي الواقع فإنّ آلافاً من المرتزقة في سوريا من الجنسيّة الروسيّة، وموسكو تحاربهم على الأرض السوريّة.
يعتقد دوغين أنّ روسيا ستمنعُ من خلالِ سياستها الخارجيّة انهيارَ معظم دول المنطقة بعد سوريا، وبخاصةٍ دول شمال أفريقيا، ما يُوقفُ تدفّق ملايين اللاجئين إلى أوروبا. ويرى أنّ أوروبا تشكّل سداً على حدود روسيا الجنوبيّة والغربيّة، وهو بذلك يؤمن بتبادليّة الهاجس الأمنيّ ما بين روسيا وأوروبا؛ ذلك لأنّ الأوراسيّة ليست مجرد جغرافيا، بل أيديولوجيا تقود الحياة في روسيا، وبإمكانها استقطاب القوى المناوئة للهيمنة الأمريكيّة، وأوروبا تحتاج التحرر من الهيمنة الأمريكيّة، وبناء منظومتها الأمنيّة.
وجودٌ منذ استقلال سوريا
مؤكد أنّ الصراعَ على سوريا ليس جديداً، وتبدأ العلاقة بين موسكو ودمشق مع الاستقلال الوطنيّ فكانت موسكو أول من اعترف بالاستقلال وأقام معها علاقات دبلوماسيّة، وشهدت سوريا خلال عقدي الأربعينات والخمسينات سلسلة انقلابات كانت ترجمة مباشرة لصراع الإرادات الدوليّة، والعلاقة بين موسكو ودمشق وصلت لمستويات متقدمة من التنسيق والتعاون، وحصرت سوريا تعاونها العسكريّ مع موسكو فقط.
هذه المقدمة تعكس اهتمام الاتحاد السوفيتي بسوريا لأهميتها الاستراتيجية كدولة محورية، إن سياسة روسيا الحالية نابعة أيضاً من الأهداف السابقة، باعتبار أنَّ سوريا منفذ لها على البحر المتوسط. ولذلك لا نستغربُ استخدامَ روسيا حق الفيتو بمجلس الأمن الدوليّ ضد توجيه ضربة لسوريا، وبرّرت موسكو موقفها بأنها “تدافعُ عن النظام الدوليّ العالميّ الجديد واستخدام القوة فقط في إطار القواعد الدوليّة والنظام الدوليّ”؟ وزار وفد من الدوما الروسيّ الولايات المتحدة والتقى أعضاء من الكونغرس الأمريكيّ لإجهاض محاولة الرئيس أوباما أخذ موافقة الكونغرس لتوجيه ضربة عسكريّة لسوريا،
موسكو تدافع عن مصالحها في سوريا
بقي المشروعُ الأوراسيّ في إطارِ التنظيرِ السياسيّ حتى اندلعت الأزمة السوريّة عام ،2011 والتزمت موقفاً سياسيّاً داعماً للنظامِ، فيما تدخلت الدول الغربيّة لصالح المعارضة وتمكنت من السيطرة على مساحات واسعة من البلاد، قررت موسكو مواجهة ذلك مباشرةً وتغيير خرائط الميدان، وحثَّ دوغين بوتين للدفاع عن سوريا بكلِّ قوة، ودعا إلى معالجة الملف السوريّ من المنظور الجيوبوليتيكيّ، باعتبار دمشق العاصمة الوحيدة بمنطقة الشرق الأوسط التي يمكنُ الاعتمادُ عليها بالمشروعِ الأوراسيّ.
القضة السوريّة تشبه ما حدث في أوكرانيا التي تعتبر بوابة أوروبا، فلم تتردد بالتدخل فيها ودعمت استقلال جمهورتي دونيتسك ولوغانسك، وضمت شبه جزيرة القرم إلى روسيا، بعدما دعمت واشنطن الانقلاب ضد الرئيس الأوكرانيّ السابق فيتكور يانكوفيتش إذ عزله البرلمان في 22/2/2014.
كان الاتحاد السوفييتيّ يشغل مساحة 24 مليون كم2، إلا أنّه لم يكن يطل مباشرةً على البحار الدوليّة، وهي نقطة ضعفٍ جيوبوليتيكيّة خطيرة، فكان غزو أفغانستان محاولةً لترميم هذا الخلل، لكنّه بعد عشر سنوات من الاحتلال مُنِيَ بالهزيمة أدّت إلى تفككه ولعبت واشنطن دوراً مهماً في ذلك.
كانتِ التجربةُ الأفغانيّةُ مؤلمةً جداً لموسكو إذ خاضتها مفعمةً بالطموحِ كدولةٍ عظمى وخرجت منها لتواجهَ الانشطارَ والانقسام ونفق الأزماتِ، استمر طيلة عقد التسعينات، وأظهرها عاجزةً حيالَ الحربِ اليوغسلافيّةِ فلم تتجاوزِ المواقفَ السياسيّةَ والتصريحاتِ دونَ الفعل. ولذلك يدعو دوغين لإقامةِ تحالفٍ بين روسيا والصين وإيران لتشكيلِ سدّ بوجه هيمنةِ القطب الواحد، بالمقابل تسعى واشنطن إلى احتواءِ المحاولة أو منعها بالوسائل الممكنة. وهذا تحديداً ما يجعل سوريا اليوم – برأي دوغين – محورَ الصراع بين الفلسفتين في إدارةِ النظام العالميّ، فهي تعدُّ ركيزةً أساسيّةً ولعلها الوحيدةَ للمشروعِ الأوراسيّ شرق المتوسط، حيث توجد القاعدة البحريّة الروسيّة في طرطوس، والتي تحوّلت إلى قاعدةٍ ثابتةٍ ودائمةٍ. ويرى دوغين “أنّ مصيرَ العالمِ المتعددِ الأقطابِ يتقررُ في سوريا”.
والواقع أنَّ روسيا تدافعُ عن مصالحها عبر دعمِ النظامِ السوريّ، ولطالما حرصت موسكو في مختلفِ المراحلِ على المحافظةِ على وجودها على البحار الدافئة، ومع الأزمة الليبيّة وقرار تدخل الناتو شعرت موسكو أنّها خُدعت وأُزيحت من شمال إفريقيا، وفقدت دورها والتسهيلات التي كان القذافي يقدمها، فاعتبرت تدخلَ الناتو وسقوطَ القذافيّ خطأً استراتيجيّاً حرصت على منعِ تكرار السيناريو في سوريا، فتخسرَ وجودَها في ميناء طرطوس على البحرِ المتوسطِ.
من الدعم السياسيّ للتدخل العسكريّ
بدأت موسكو بإبداء مواقف الدعم السياسيّ، من زيارات المسؤولين الروس إلى دمشق ومن ثم استخدام حقِّ النقض الفيتو في مجلس الأمن الدوليّ 12 مرة، أي حيالَ كلِّ مشروعِ قرارٍ يُدين دمشق أو يفتحُ البابَ لتطبيقِ الفصلِ السابع ويشرعن التدخلَ العسكريّ الغربيّ، فأفهمتِ العالمَ أنّ سوريا حياضٌ خاصاً بها. وفي توقيتٍ مفصليّ حسّاس أعلنت عن التدخلِ العسكريّ المباشر في 30/9/2015 لتحقيقِ جملة من الأهداف.
1ـ استغلت روسيا الظروف الدولية والإقليمية وتورط الولايات المتحدة في كل من أفغانستان والعراق وإعلان الرئيس أوباما الانسحاب من العراقِ بالتدخلِ لعودتها للساحة الدوليّة، ومن المؤكدِ ذلك تمّ وفقَ صيغةٍ ما من التنسيق مع واشنطن، فقد جاء التدخل الروسيّ العسكريّ في سوريا بعد لقاءِ الرئيسين أوباما وبوتين على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في 28/9/2015. وتم الحديث عن العمليات العسكريّة للبلدين ضد الإرهاب في سوريا، إلا أنّهما اختلفا حول بقاء النظام.
2- اعتبرت روسيا أنّ الحربَ في سوريا تهديدٌ للاتحادِ الأوراسيّ، بسبب انضمام أعداد كبيرة من رعايا دول آسيا الوسطى الأعضاء في الاتحاد الأوراسيّ إلى القتال في سوريا تحت لواء المجاميع المتطرفة بمخلف مسمياتها، وتخوفت من نتائج الحرب، وانتقالها إلى دول أوراسية، وتأسيساً على نتائج التجربة الأفغانيّة وانتشار عناصر القاعدة في العالم، بادرت للتدخل في سوريا انطلاقاً من التزاماتها الأمنيّة تجاه هذه الدول، علاوة على الوجود الإسلاميّ في روسيا الذي يتخطى عتبة 20 مليون نسمة، وتجربتها السابقة في أزمات القوقاز.
3- ضرورة استقطاب سوريا إلى منطقةِ التجارة الحرة ضمن أوراسيا، وهذا التكتل التجاريّ مهم لروسيا وبقية دول الاتحاد، وكانت سوريا قد أعلنت عام 2012، رغبتها بالانضمام للاتحاد الأوراسيّ، ولها أهمية استثنائيّة لعدة اعتبارات منها اكتشاف وجود احتياط بترول ضخم يمكن أن يكون مجالاً للاستثمار، وموقع سوريا كبوابةٍ للاتحاد الأوراسي على البحر المتوسط ووجود القاعدة البحريّة الروسيّة بطرطوس. كما أنّ سوريا هي معبر التجارة الحرة للتكتل الأوراسيّ ما يفتح المجال لشركات دول الاتحاد الأوراسي للوصول لأسواق العالم العربيّ.
كما أنّ روسيا كانت بصدد احتواء توتر العلاقات مع الولايات المتحدة عبر تشكيلِ محورٍ يحققُّ مصالحها بالشرق الأوسط، كما أنّ موسكو تتطلع إلى كسر القاعدة الدراجة بالاقتصار على الوجود البريّ، وانسجاماً مع طبيعة البحار المنفتحة على بعضها يمكنها الوصول إلى البحر الأحمر ويكون ممراً لتحسين العلاقة مع دول الخليج. والتدخل الروسيّ في سوريا كان رسالةً واضحةً للولايات المتحدة الأمريكيّة بأنها لم تعد تنفردُ في صناعةِ القرارِ الدوليّ. وتؤكدُ المقاربةُ الروسيّةُ لإيران وتركيا هذا المعنى، وهما قوتان يختلفُ الموقفُ الأمريكيّ حيالهما.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle