سنواتٌ ستٌّ عِجافٌ تشهدها عفرين المحتلة والمرأة فيها غدت رمزاً للصمود

قامشلو/ دعاء يوسف ـ

مع مرور ست سنوات على احتلال عفرين من قبل المحتل التركي، تستمر جرائم الحرب ضد الإنسانية من طمس للهوية، وتهجير وإبادة ممنهجة، وعمليات توطين، وجرائم قتل واغتصاب للنساء داخل السجون وخارجها، وغيرها الكثير من جرائم وانتهاكات الاحتلال التركي ومرتزقته، فيما أكدت نساء عفرين أن المقاومة والصمود والأمل طريقهن للعودة والتحرير.

لقد كانت عفرين ملاذاً آمناً للسوريين من مختلف الشعوب، والأطياف الدينية، وأن ما قامت به مرتزقة الاحتلال التركي في المناطق المحتلة، وعفرين بشكل خاص، دون أن تأبه للأمم المتحدة وقراراتها واتفاقياتها الملزمة للأطراف كافة، كان ذلك الإجرام التركي وصمة عار في جبين الإنسانية والأعراف الدولية، وما تعيشه النساء في عفرين والمناطق المحتلة الأخرى خير مثال على هذا الإجرام، وهو خرق واضح للقانون الدولي والإنساني.

تهجير بقوة السلاح 

فمدينة الزيتون، التي احتلتها تركيا، ومرتزقتها في 18 آذار 2018، شهدت جرائم حرب ارتكبها مرتزقة مدعومة من تركيا، فإلى جانب حالات القتل والدمار الشامل للمنطقة، والنهب والتعذيب التي شهدها سكان عفرين، هُجّر أكثر من 300 ألف مدني بقوة السلاح والتعذيب، فاستوطنت فيها الآلاف من أسر المرتزقة المُهجّرة من الغوطة، وحمص، وحلب، وحماة وإدلب، إلى جانب 500 أسرة فلسطينية، وذلك حسب منظمة حقوق الإنسان ـ عفرين.

وفي الذكرى السادسة لهجوم الاحتلال التركي ومرتزقته على مقاطعة عفرين 20/1/2018، التقت صحيفتنا المواطنة “داليا حنان” مهجرة من

 عفرين: “مدينتي الزيتون الأخضر، مدينة السلام عشنا فيها بمحبة، حتى دخل الاحتلال التركي، فشن حرباً وحشية، لمحونا عن الوجود، والقضاء على الشعب الكردي، حيث تبقى المرأة المتضررة الأولى مما يجري، وأنا مثل عشرات الآلاف من الكرد المهجرين قسراً من أرضهم أعاني مما يعانيه أهل عفرين”.

وأضافت داليا: “القوانين الدولية ضربت عرض الحائط في عفرين، فقد انتهكت وسلبت حياة الأهالي، ونهبت ممتلكاتهم وسرقت أموالهم، واعتُقلت واغتُصبت نساؤهم، وحُرم أطفالهم من العيش في أسرة آمنة، وهجروا قسراً من منازلهم؛ فأصبحوا شتاتا في بلاد مختلفة”.

مقاومة العصر 

ورغم ما يجري، فعفرين مازالت تقاوم وتحارب الاحتلال برجالها ونسائها وشبانها، حتى روت حكايات الصمود، والقوة: “بقينا نحارب ونقاتل رغم الأسلحة الثقيلة، التي وجهت إلينا، ولكننا لم نستسلم واستمر دفاعنا عن أرضنا، فارتقى عدد من أبنائنا شهداء على أرض عفرين الحبيبة”.

وبالرغم من التحديات والصعوبات إلَّا أن مقاومة المرأة ونضالها مستمرين، من خلال تنظيم نفسها، وتوحيد طاقاتها عبر تنظيمات المرأة، والحركات النسائية، لتكون الركيزة الأساسية في مقاومة الاحتلال، وإنهائه وتطرقت داليا إلى المقاومة التي أبدتها النساء في عفرين: “مدنيون، نساء ورجال حملنا السلاح واتجهنا لساحات القتال، فكل امرأة كانت قادرة على القتال التحقت بصفوف المقاومة للدفاع عن الأرض”.

وتابعت: “لقد قاومنا لـ ٥٨ يوماً، إلا أننا خرجنا قسراً ورغماً عنا، فمرت ست سنوات، ونحن خارج حدود عفرين، إلا أن الحكاية لم تنتهِ، فعفرين مازالت تنتفض وتحارب مع كل ما قام به الاحتلال من أساليب خالية من الإنسانية، وفي هذه الأثناء يقاوم حي الشهباء بالروح الصامدة، المليئة بالعزم، بالرغم من الحصار الذي يشهده الحي”.

كما طالبت داليا المنظمات الحقوقية والجهات المعنية بردع الاحتلال التركي المجموعات المرتزقة، ووقف الانتهاكات بحق المدنيين والنساء، ورد المظالم عن أهالي عفرين بالإضافة لضمان العودة الآمنة للمهجرين. وتمنت المواطنة “داليا حنان” في ختام حديثها أن تعود لعفرين، مؤكدةً أن الأرض ستعود في نهاية المطاف إلى أهلها: “بروح المقاومة والصمود سنحرر عفرين، وقائدنا ومناطقنا المحتلة”.

عفرين مقاومة وصمود 

فيما بينت عضوة المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي، “عريفة بكر” أنه منذ احتلال عفرين والاحتلال التركي يمارس أبشع الجرائم بحق النساء، وقد اختطفت واعتقلت منهن الكثيرات في سجن عفرين المركزي، بتهم وحجج واهية بعد احتلال المنطقة، واليوم يزيد عدوانه بحق المرأة فمارس وأصدر أحكاماً جائرة بحقها.

وترى عريفة، أن الاحتلال التركي يحاول قمع مقاومة المرأة في عفرين، لأنها أرهبت الاحتلال التركي: “إن المقاومة مازالت مستمرة بالرغم من أساليب القمع، التي تمارس ضدها”، منوهةً إلى الحكم الذي أصدرته مرتزقة الاحتلال التركي بالإعدام والسجن المؤبد بحق النساء بحجج واهية وبعيدة عن المنطق.

فيما أدانت عريفة هذا الاجرام بحق نساء عفرين: “إن الاحتلال التركي قد تمادى بجرائمه في عفرين فقد قطع أغصان الزيتون الأخضر، وعمد إلى تغيير ديمغرافي للمنطقة، واعتقال للنساء”، وعدتها عريفة: “محاولات فاشلة لتدمير هذه المقاومة، وجريمة حرب يجب المحاسبة عليها”.

واختتمت عضوة المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي “عريفة بكر” حديثها: “القصص كثيرة، والحوادث تدمي القلوب لكن صدى صوتها كتم، وبقي النفاق العالمي سيد الموقف بما يخص ملف المناطق المحتلة، لتعاني النساء في عفرين، وتبرهن للعالم، أنها ما زالت على طريق المقاومة والصمود أمام براثن الاحتلال”.

هذا وقد كشف منذ أيام قائمة بأسماء عشر نساء معتقلات، بينهن امرأتان محكومتان “بالإعدام ” في سجن عفرين المركزي، ممن اختطفتهن سلطات الاحتلال التركي، ومرتزقته بعد احتلال منطقة عفرين.