الرقة/ حسين علي ـ
لا يزال المحصول التكثيفي والاستراتيجي حاضراً في مدينة الرقة، رغم التحديات، التي تواجه مزارعي الذرة الصفراء، والذي يشكل مصدراً مهما للدخل، والتغذية، والأمن الغذائي.
الذرة الصفراء محصول تكثيفي هام، ويتمتع بمكانة هامة في الزراعة والاقتصاد في أرياف الرقة، وفي العديد من البلدان الأخرى، وتُعدُّ الرقة، التي تقع في شمال وشرق سوريا، إحدى المناطق، التي تزرع الذرة الصفراء بكميات كبيرة، وتحقق إنتاجاً جيداً من هذه النبتة القيمة، وإن حصاد الذرة الصفراء في الرقة، يشكل مصدراً مهماً للدخل، والتغذية، والأمن الغذائي للمزارعين، والمجتمعات المحلية رغم العوائق التي تعترض الفلاحين في انخفاض سعر الذرة، وارتفاع تكاليف الزراعة وقلة مياه الري، بسبب تقليص تدفق المياه في نهر الفرات.
وتعدُّ الذرة الصفراء محصولاً متعدد الاستخدامات، حيث يمكن استخدامها في العديد من الصناعات مثل صناعة الأعلاف الحيوانية، والأغذية البشرية، ويعدُّ مناخ وتربة الرقة ملائمين لزراعة الذرة الصفراء، لأن المنطقة تتميز بطقس دافئ، وجاف، وصيف طويل، وتتطلب الذرة الصفراء كميات معتدلة من الماء وتربة غنية بالعناصر المغذية لتحقيق نمو وإنتاجية جيدة.
الذرة محصول تكثيفي واستراتيجي
تستفيد مدينة الرقة من مياه نهر الفرات، ونظام الري الحديث، لتلبية احتياجات الري والزراعة، لكن تبقى المعضلة الكبرى، التي يعاني منها الفلاحون نقص المياه، التي تحتاجها المحاصيل الصيفية، وذلك يرجع إلى تقليص تدفق مياه نهر الفرات من الاحتلال التركي، وفي ذلك أفصح عضو اتحاد الفلاحين في الرقة “عبد الحميد العلي” لصحيفتنا: “الذرة الصفراء محصول تكثيفي واستراتيجي في الرقة، لكن وردتنا ردود أفعال حول تجنب استلام المحصول من الإدارة الذاتية، وهذا أدى لانخفاض أسعارها بشكل كبير، وقد يصل الطن منها إلى ما يقارب 150 دولاراً أمريكياً، وهناك بعض التحديات التي واجهت الفلاحين، منها غزو الفئران والقوارض لحقول الذرة”.
ويتم استخدام البذور المحسنة، وتقنيات الزراعة المحمية، والتسميد العضوي، والمبيدات الحشرية الصديقة للبيئة، لتحقيق أفضل النتائج في الإنتاجية والجودة، بالإضافة إلى ذلك، يتم تطبيق ممارسات إدارة الأراضي المستدامة للحفاظ على صحة التربة والحفاظ على التنوع البيولوجي في المنطقة وفق الخطة الزراعية المحددة من لجنة الزراعة.
وتُجنى الذرة الصفراء في الرقة خلال فترة النضج، التي تتراوح عادة بين 90 و120 يوماً بعد الزراعة، فيتم قطف النباتات وتجفيفها بعناية قبل أن يتم تقطيع السنابل، وفصل الحبوب، وبعد ذلك، تتم عملية التجهيز والتنظيف للحبوب لاستخدامها في العديد من الصناعات منها الغذائية، والزيوت، ومنها العلفية، وفي ذلك أضاف العلي: “يمكن الاستفادة من محصول الذرة الصفراء في صناعة العلف المركب، الذي يعتمد في غذاء الأبقار، كما يمكن تسويقه محلياً للتجار، أو معامل الزيت، ونأمل أن تكون هناك مجففات تستقبل هذا المحصول للشراء، وليس للتجفيف فقط”.
التحديات التي تواجه مزارعي الذرة الصفراء
حصاد الذرة الصفراء في الرقة، يساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي، وتوفير فرص العمل وتحسين مستوى المعيشة للمزارعين، والسكان المنطقة، وكما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي عن طريق توفير مصدر محلي للغذاء الأساسي، وتقليل الاعتماد على الواردات الزراعية.
ومن الجوانب البيئية، فإن زراعة الذرة الصفراء تعدُّ مفيدة في الحفاظ على التنوع البيولوجي، وتحسين جودة التربة، فهي تساهم في منع التآكل الأرضي، وتحسين هيكل التربة وتعزيز تخزين الكربون في التربة، ولكن يجب أيضاً أن نذكر التحديات، التي يواجهها مزارعو الذرة الصفراء في الرقة، قد تشمل هذه التحديات التقلبات المناخية، ونقص الموارد المائية، والأمراض، والآفات الزراعية، وقلة وجود أماكن كافية لتجفيف هذا المحصول قبل هطول الأمطار؛ ما يدفع المزارعين لتجفيفها على الطرقات العامة؛ ما يسبب حوادث سير بعض الأحيان، ومع ذلك، فإن الجهود المستمرة لتحسين الممارسات الزراعية، وتعزيز البحوث الزراعية من الإدارة الذاتية؛ تساهم في تجاوز هذه التحديات، وتعزيز إنتاجية الذرة الصفراء، فهناك الكثير من المجففات، التي تستقبل محصول الذرة الصفراء للتجفيف، لكن كثرة هذا المحصول غالباً ما تكون عائقا أمام قلة المجففات في الرقة .
والجدير ذكره، إن إنتاج الذرة الصفراء في الرقة يعد مصدراً هاماً للدخل، والتغذية، والأمن الغذائي للمزارعين، والمجتمعات المحلية، وتعزز زراعة الذرة الصفراء التنمية الزراعية المستدامة، وتحقق فوائد اقتصادية وبيئية في المنطقة، ومن خلال تبني الممارسات الزراعية المبتكرة، والاستثمار في البحث الزراعي، يمكن أن يحقق حصاد الذرة الصفراء في الرقة مستقبلًا واعداً للقطاع الزراعي والمجتمع المحلي.
