الطبقة/ عمر الفارس –
أكدت الإدارية في مكتب توجيه اللغة الكردية التابع للجنة التربية والتعليم في مدينة الطبقة، روكن حمي أن تعلم اللغة الأم، حق أساسي من الحقوق التعليمية، وانطلاقاً من مبدأ أخوة الشعوب يتم إعداد كوادر تدريس اللغة العربية والكردية، ضمن الدورات التعليمية في أسس اللغة، التي تشرف عليها المكاتب التربوية بالطبقة.
تتميز سوريا منذ أزل التاريخ بالتنوع الثقافي، وتعدد الشعوب المتعايشة التي تحمل الثقافات المتنوعة، واللغات المتوارثة، لكن سرعان ما سيطرت بعض القوميات، والعقليات المسيسة الفردية، التي حاولت طمس ثقافة شعوب وعدة عبر محاولة استهداف لغتها وثقافتها.
ونجد اليوم في شمال وشرق سوريا ثورة كبرى في إعادة إحياء اللغات والثقافات، منها إحياء اللغة الكردية، التي حوربت من قبل الأنظمة الرأسمالية، وحرمَ الكرد من تعلمهم بلغتهم الأم. وللحديث عن دور المؤسسات التربوية في ذلك، التقت صحيفتنا “روناهي” بإدارية مكتب اللغة الكردية التابع للجنة التربية والتعليم بالطبقة “روكن حمي” التي حدثتنا قائلةً: “وفق النهج الديمقراطي، الذي نادى به القائد عبد الله أوجلان، تم التأكيد على تعليم الأفراد بلغتهم الأم، وعدّهُ حقاً أساسياً من الحقوق الشرعية للفرد، حيث أنه في شمال وشرق سوريا، التي تضم أبناء من مختلف الشعوب مثل الكرد والسريان والأرمن وغيرهم، يتم تعليم الطلاب وفق اللغة الأم بكل حرية ضمن المدارس التي تشرف عليها الإدارة الذاتية، وحرية اختيارهم التعلم بأكثر من لغة مما يعزز التشاركية”.
ثورة لغة
وتابعت روكن حمي “القائد عبد الله أوجلان قال “مستوى رقي اللغة هو مستوى تقدم الحياة”، ومن المعروف أنه مع انطلاق ثورة روج آفا، بدأت ثورات إحياء اللغة، ونالت الشعوب المتعايشة في المنطقة حقها في الحديث بلغتها والتعلم بها، ما يؤكد أن تلك الشعوب متساوية في جميع مجالات الحياة الاجتماعية، والثقافية، والتعليمية”.
وأوضحت إدارية مكتب اللغة الكردية روكن حمي أن “الشعب الكردي عانى تاريخياً من الاضطهاد العرقي، ومن أشد تلك الممارسات هي حرمان تعلم اللغة الكردية للأبناء الكرد، ولكن اليوم في شمال وشرق سوريا، افتتحت المؤسسات التربوية الكردية وأصبحت لغة رسمية في المدارس، وأصبحنا نراها إلى جانب اللغة العربية في اللافتات التجارية، والمحلات والشوارع والمؤسسات العامة”.
إعداد مدرسي اللغة الكردية
وعن دور مكتب توجيه اللغة الكردية في لجنة التربية والتعليم في مدينة الطبقة أشارت روكن حمي إلى دور المكتب في الإعداد والتدريب المستمر للكوادر التدريسية المختصين في اللغة الكردية، وذلك عبر تخريج عدة مدرسين مختصين بشكل سنوي، ويتم فرزهم على المدارس التابعة للمجمعات التربوية الثلاثة في الطبقة، والمنصورة والجرنية وفق الحاجة، إضافة للندوات الثقافية للمعلمين التي ينظمها المكتب، والتي تشمل حقيقة ثقافة الشعب الكردي، والممارسات القمعية، التي كانت تمارس بحق الشعوب والقوميات، وطمس وتغييب لغتهم من قبل الأنظمة الرأسمالية.
