قامشلو/ دعاء يوسف ـ
رفعت النساء اللافتات، وصدحت أصواتهن بالشعارات، التي تطالب بعودة الأراضي المحتلة، ووحدة رؤية المرأة السورية تحت راية الحرية، وإن دماء شهيدات الحرية، كهفرين خلف وغيرها، ما زالت تجري في عروقهن، حتى نيل النسوة مطالبهن، بهذه الروح النسوية الواحدة، شاركت نساء السويداء في الاحتجاجات، بعزيمة الشجاعة وكسر حاجز الخوف، حتى تتحقق سوريا حرة ديمقراطية.
خلال احتجاجات السويداء، والتي تقترب من دخولها الأسبوع السادس على التوالي، كان لافتاً المشاركة النسائية الواسعة في الاحتجاجات، فلم يغب العنصر النسائي عن مشاهد المظاهرات بشكل يومي، بالإضافة إلى مشاركتهنّ في تنظيم التظاهرات، ورفع اللافتات المطالبة بالتغيير السياسي، وذلك في ظل توسّع المشاركة من الأهالي في التظاهرات، التي تشهدها قرى وبلدات المدينة بشكل يومي؛ تنديداً بسياسات الحكومة في التعامل مع الأزمات الاقتصادية، وللمطالبة بالتغيير السياسي وتغيير النظام.
وقد أكدت النساء المشاركات في الاحتجاجات تضامنهن مع مقاومة المرأة في شمال وشرق سوريا، برفع شعارات داعمة للنساء، وكانت “دماء هفرين خلف تزهر في السويداء”، فقد أكد هذا الشعار، أن الحراك النسائي واحد، والهدف منه حرية المرأة.
تكاتف النساء في سوريا
فيما أبدت نساء شمال وشرق سوريا تضامنها مع هذا الحراك السلمي الذي قامت به مدينة السويداء، وشجعت النساء على رفع أصواتهن للمطالبة بحريتهن، وذلك من خلال بيانات ووقفات احتجاجية، في كثير من المواقف في شمال وشرق سوريا، وقد أكدت لنا عضوة منسقية مؤتمر ستار لشمال وشرق سوريا “رمزية محمد” خلال لقاء مع صحيفتنا “روناهي”، أن النساء في سوريا كسرن حاجز الخوف، وهاهن يخرجن اليوم إلى الساحات معلنات أن سوريا حرة، ولا يمكن أن توجد هذه الحرية، دون حراك نسائي تضامني تشارك فيه نساء سوريا. وأشارت إلى أن المرأة السورية أُجبِرت على العيش في ظل أصعب الظروف الإنسانية، والاجتماعية، وتحملت أعباء حرب وحشية، ولا سيما في الجنوب السوري: “النساء اليوم خرجن عن صمتهن، وسعين جاهداتٍ للتعبير عن غضبهن وسخطهن من سياسات السلطات الحاكمة، عبر المشاركة الواسعة في الاحتجاجات وقيادتها، حيث شهدت مدينة السويداء حضوراً نسائياً قوياً فعالاً وبارزاً، عبرن فيه عن آلامهن وضرورة الوقوف في وجه الاضطهاد، والطغيان الذي يمارس ضدهن في الحياة العامة، وإيجاد الحلول للأزمات، التي تمر فيها البلاد، مرددات شعارات، وهتافات تطالب بإنهاء السلطة، التي تغتصب إرادة النساء، وتستهدف نضالهن في شتى الطرق، والأساليب الإقصائية، التي ترى في المرأة تابعاً للرجل، وعنصراً من الدرجة الثانية دائماً وأبداً”.
فيما نوهت رمزية إلى، أن قضية المرأة السورية واحدة، وثورتها لا يمكن أن تتجزأ، وأنهنَّ في مؤتمر ستار يُحْيِنَ هذه المقاومة القوية من نساء السويداء: “في السابق كان الحراك النسائي قليلاً أو معدوماً، فخوف المرأة وتحكم الذهنية الذكورية فيها كان يمنعها عن المطالبة بتغيير سياسي واقتصادي، واجتماعي، لكنها اليوم قد تغيرت، وزاد وعيها فهي اليوم من تدير الاحتجاجات في السويداء بنسبة 60%، ولا تخاف من الاعتقال أو التعنيف، وبذلك تكون قد سارت على نهج ثورة التاسع عشر من تموز وانتفاضة روجهلات كردستان وإيران، وقد أكدت الشعارات، التي رفعتها أنها تسير على نهج الشهيدة هفرين خلف، وتبحث عن حرية الشهيدة جينا أميني المتمثلة في كل امرأة”.
ثورة التاسع عشر من تموز نموذج لنساء العالم
إن الاحتجاجات في السويداء، ما هي إلا استكمال للثورة التي قامت في سوريا عام 2011، ولم تستطع أن تلقى نتاجاها بعد، وما يميز هذه الاحتجاجات هي تكاتف جميع الشعوب في سوريا مع بعضها، والمطالبة بالأراضي المحتلة، الجزء الذي لا يتجزأ من سوريا وقالت رمزية: “لم تنسَ نساء السويداء عفرين، فحملن أغصان الزيتون، ورفعن الشعارات، فبينَّ بهذا أن المرأة لا تتخلى عن جزء من أرضها، ومن أجل ذلك انتفض الأهالي، وحاربت شعوب شمال وشرق سوريا الاحتلال التركي ومرتزقة داعش، وكانت في مقدمة هذه المعارك المرأة، التي تناضل من أجل شعبها وأرضها”.
تسير نساء سوريا، على خطا ثورة التاسع عشر من تموز، فهي كانت البداية لامتداد الثورات، التي تقودها المرأة، وهذا ما نوهت إليه رمزية: “لم تتوقف ثورة المرأة في روج آفا بل امتدت إلى روجهلات كردستان وإيران، وها هي في السويداء أيضاً، وقد أثبتت المرأة أنها تقف دائماً إلى جانب المرأة، وتستمد منها القوة لاستمرار الحراك النسائي”.
وأكدت رمزية أن المرأة بإمكانها أن تقوم بإدارة البلاد، والمجتمع وبإمكانها بناء حضارة أيضاً، وأنها ليست رهينة المنزل فقط، “فهي قادرة على المشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بها وبوطنها، فعندما تتحرر سنقوم بدورنا ومهامنا، ومن الآن فصاعداً لن نخضع للعبودية أبداً”.
