رسائل هامة إلى الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا

تقرير/ جوان روناهي

روناهي / قامشلو ـ إنّ امتلاك إقليم الجزيرة وكوباني لِلاعبات قادرات على تحقيق إنجاز تاريخي، والذي كان الفوز مع سيدات نادي عامودا لكرة القدم باللقب السّوري الأوّل على الملاعب المكشوفة، فهذا الأمر يوحي بوجود مواهب وقدرة لتحقيق الإنجازات بشكلٍ مُستمر وليس على صعيد السّيدات فقط بل من كلا الجّنسين، هم قادرون لجلب الانتصارات والألقاب ولكن هل الإدارة الذّاتية في شمال وشرق سوريا ستحافظ على هذه المواهب؟، وتُقدّم الدّعم اللازم لهم؟؟؟.

مُنذ العام 2017 الدّوريات تقام لسيدات كرة القدم ويتواجد في إقليم الجّزيرة تِسعة نوادي وهي: قامشلو، جودي، أهلي عامودا، فدنك، قنديل، الأسايش، سري كانيه، الطريق، عُمّال الجّزيرة، ومن هذه الأندية مثلت لاعبات من نوادي قامشلو والأسايش وأهلي عامودا وفدنك سيدات نادي عامودا اللواتي فُزن بلقب الدّوري السّوري.

 وكان دائماً التشكيلة الأساسية تضمُّ تسع لاعبات من أندية إقليم الجّزيرة وحتى الكادر الفني والإداري كان أغلبه من نوادي إقليم الجزيرة، وهذا يعني بأنّ الإقليم يمتلك قدرة كاملة لتشكيل منتخب يمثل شمال وشرق سوريا في استحقاقات خارجية، قد تحدث بأيِّ وقت بحسب تغير الأوضاع في المنطقة، وحالياً تشكيل منتخب لسيدات إقليم الجزيرة هي الخطوة المطلوبة، وطرحنا سابقاً وهي فكرة تشكيل مُنتخب لسيدات كرة القدم، وبالتعاون مع فرق من كوباني،  وفي الوقت الحالي تلعب اللاعبة فريال أحمد وهي من مدينة كوباني مع نادي قامشلو ونالت مع سيدات عامودا لقب الدّوري السّوري.

شعارات يجب أن تُترجم على أرضِ الواقع

في العام 2017 قامت صحيفتنا روناهي بزيارة برفقة الاتحاد الرياضي للعديد من مكاتب المرأة في البلديات بقامشلو ومؤتمر ستار وهيئة المرأة، وتم منح وعود بتقديم الدعم المادي والمعنوي ولكن لم يتم الوفاء بتلك الوعود إلى الآن، وطرحنا بتقرير عبر الصحيفة في بداية العام 2019 فكرة تشكيل منتخب لسيدات إقليم الجزيرة وأيضاً تم التغاضي عن الفكرة، وكررنا نفس الطلب في بداية العام 2020، وحتى الآن لا تحرك جدّي بهذا الخصوص، لذلك تأسيس منتخب لسيدات إقليم الجزيرة ورعاية مواهب اللاعبات وتقديم الدعم لهن أمر من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ على أرض الواقع، مع تقديم الدعم لهذا المنتخب من كل الجهات المطلوبة منهم ذلك والأولية الآن هي للإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا.

فتح قنوات اتصال خارجية متى يبدأ؟

بعد تشكيل منتخب وانتقاء كادر فني وإداري له يجب فتح قنوات اتصال مع باشور كردستان ويجب عدم إهمال الفكرة، بحيث تتواجد فرق نسائية لكرة القدم في باشور كردستان، وحتى على صعيد كافة الألعاب ومن كلا الجنسين نحن قادرين على تشكيل منتخبات، ولتلعب وتشارك في بطولات ودية هناك وإقامة معسكرات رياضية أيضاً، ومن هذا المنطلق يجب العمل على هذا الأمر على وجه السرعة، لأنه لو استمر الوضع كما هو عليه كل عام، ويكون بإقامة بطولة دوري واحدة بالإضافة لمسابقة الكأس، فلا لعبة كرة القدم للسيدات سوف تتطور بالشكل المطلوب، ولا مستوى اللاعبات والرياضات بشكلٍ عام.

فالاحتكاك الخارجي له دور كبير في تنمية قدرات الأندية والفرق والمدربين واللاعبات واللاعبين، والدليل في مرحلة الذهاب لنادي عامودا لم تكن نتائج النادي مثل نتائج مرحلة الإياب، ففي الذهاب لعب ست مباريات فاز بأربعة وخسر لمرتين، بينما في الإياب فاز بخمس مباريات وتعادل في مباراة وحقق لقب الدوري لسيدات سوريا لكرة القدم.

إن تشكيل منتخب وإقامة دوريات ومسابقة الكأس لسيدات كرة القدم حاجة ملحة، ولكن يجب تقديم كافة أنواع الدعم المادي والمعنوي لأندية إقليم الجزيرة من قبل الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، وتخصيص ميزانية محددة وخاصة للعبة كرة القدم للسيدات في إقليم الجزيرة وكذلك في كوباني، والعمل على تفعيل لعبة كرة القدم للسيدات في باقي المدن مثل الرقة ومنبج والطبقة وريف دير الزور، والاهتمام برياضة المرأة بشكلٍ عام.

من هنا نوجه مجموعة رسائل للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، وهي بأننا نمتلك المواهب ويجب رعايتها وعدم تركها لقمة سائغة للآخرين، وبنفس والوقت نمتلك الميزانية الكافية لدعم رياضة المرأة ولعبة كرة القدم على وجه الخصوص، وأيضاً العمل بشكلِ سريع لفتح قنوات اتصال مع فرق من باشور كردستان بخصوص كافة الرياضات، والبداية بزيارة لهناك بهدف تعريف الرياضة بشمال وشرق وسوريا بهم، والعمل على إقامة معسكرات مغلقة هناك لمختلف الألعاب الفردية والجماعية، وعلى وجه الخصوص للألعاب الأنثوية وعلى رأسهم لعبة كرة القدم، وهكذا سوف تكون خطوة تشكيل المنتخبات تسير في الطريق الصحيح.