رسائل إلى نجمات كرة القدم في إقليم الجزيرة

قامشلو/ جوان محمد ـ

سيُقام أول دوري لسيدات كرة القدم على الملاعب المكشوفة في شهر آذار المُقبل في خطوة تُعد نقلة نوعيّة في مسيرة كرة القدم للسيدات بشمال وشرق سوريا، ولعل اللاعبات يعشنَ أجواء ترقّب لهذا الدوري وهذه التجربة التي تعتبر جديدة قديمة عليهن.

وبعد أن كان مقرراً أن تنطلق المنافسات للدوري في 19/2/2021، تأجل الموعد إلى شهر آذار القادم بحسب ما وصلنا من مكتب كرة القدم في الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة، وثبتت سبعة نوادي المشاركة في الدوري وهي: قامشلوـ فدنك ـ قنديل ـ جودي ـ الطريق ـ الجزيرة ـ أهلي عامودا.

هو الدوري الأول على الملاعب المكشوفة بمشاركة 11 لاعبة في إقليم الجزيرة وستكون كل المنافسات على أرضية ملعب الشهيد هيثم كجو بقامشلو، بعدما كانت في الملاعب المغطاة بسبع لاعبات.

وأُقيمت للمرة الأولى منافسات الكأس عام 2018 على الملاعب المكشوفة ولكن قُسِّم الملعب لقسمين ولُعِب في كل قسم مباراة بثماني لاعبات، ولكن الدوري سيكون على الملعب كاملاً وبـ 11 لاعبة.

لاعبات هذه النوادي المُشاركِة لسنَ جميعهن سيخضن التجربة الأولى بخصوص اللعب على الملاعب المكشوفة والكبيرة، فلاعبات من أندية مثل جودي وأهلي عامودا وقامشلو وفدنك لعبن ومازلن حتى الآن يلعبن ضمن الدوري السوري لكرة القدم على الملاعب الكبيرة النظامية مع ناديي عامودا والخابور، وبرهنَّ بأنهن قادرات على تحقيق الإنجاز، حيث حققت سيدات عامودا اللواتي كان جُل لاعباتهن من أندية إقليم الجزيرة لقب أول دوري على مستوى سوريا لموسم 2019ـ2020.

ويسجل ذلك إنجازاً تاريخياً فكيف للاعبات من منطقة كانت تعيش وقتها الحرب أثناء هجمات دولة الاحتلال التركي ومرتزقة ما يسمى الجيش الوطني السوري عام 2019 على مناطق عديدة بشمال وشرق سوريا واحتلت مدينتي سري كانيه وكري سبي وقتها، واستطعن تلك اللاعبات تحقيق اللقب والحصول على المركز الأول لموسم 2019 ـ 2020، بدون تحضير حقيقي لهذه التجربة الأولى من نوعها في سوريا.

وفي موسم 2020ـ2021، تصدّرت سيدات الخابور مرحلة الذهاب من النسخة الثانية من الدوري السوري لكرة القدم على الملاعب المكشوفة، وبسجل خالٍ من الهزائم، ونفس هذه اللاعبات هن من ناديي قامشلو وفدنك، والمشاركات في البطولات السابقة والبطولة القادمة بإقليم الجزيرة لسيدات كرة القدم.

“تجربة نجاحها بيدكن”

إذاً لاعبات لعبن وأخريات سوف يلعبن للمرة الأولى ومنهن لعبن مباراة واحدة في عام 2019 وهن من نادي قنديل في مباراة ودية كانت مع سيدات أهلي عامودا وقتها، في تجربة سبقت تجربة الاتحاد السوري لكرة القدم التابع لحكومة دمشق ولكنها لم تلقَ الاهتمام من الاتحاد الرياضي وذهبت في مهب الريح، ليُقيم بعدها الاتحاد السوري لكرة القدم البطولة الأولى في سوريا.

على اللاعبات التجهز بدنياً غير الخروج مع نواديهن للمران ويجب اعتمادهن على التدريب الذاتي بمعنى ممارسة الرياضة في المنزل، ولكن ينبغي ألا يكون ذلك على حساب دراستهن وليس صعباً تمتع شابة بموهبة في الرياضة والتفوق في الدراسة كذلك، بالإضافة للتثقيف الرياضي، وهذه نقطة هامة جداً وهي تعلم قوانين كرة القدم وطرق الإحماء الصحيحة والصحية قبل المران والمباريات، والحركات الصحيحة في المراوغة وفي حراسة المرمى ونحن في عصر لا يصعب أبداً فيه الحصول على المعلومة الصحيحة، على العكس فمن خلال البحث والمتابعة عبر النت ستصل لكل ما تريد رياضياً لصقل موهبتك وثقافتك وكأنك في دورة واقعية سواء إن كانت للتحكيم أو التدريب.

اجتهدي للنجاح والتألّق

طبعاً الاتحاد الرياضي لن يبخل في إقامة الدورات التدريبية والتحكيمية وجاري العمل على دورة تحكيم في الفترة القادمة ودعا الأندية بمشاركة اللاعبات بهذه الدورة، ولكن مهما كان فإن عملية صقل الذات وتنمية الموهبة وزيادة المعلومات والإبحار أكثر في عالم الرياضة والمعرفة بالقوانين أمر أساسي يُطلب من اللاعبة نفسها، ففي حال كان هدفك أن تصبحين لاعبة ذات شأن وتصلين للشهرة والاحتراف في الداخل والخارج السوري يُطلب منك النظر والانخراط في لعبة كرة القدم للسيدات بعشق وشغف وهو أمر لا بد منه يمنح اللاعب الثقة والوصول بسرعة أكبر للهدف.

لا أود ذكر كم لاعبة تعتبر نجمة في عالم كرة القدم الأنثوية في سوريا وفي إقليم الجزيرة وفي المحصلة جميعهن نجمات وبطلات في ظل حكر رياضة كرة القدم للرجال والشباب وقلة الدعم المقدم من الجهات المعنية بشؤون المرأة في الإدارة الذاتية التي مازالت تعيش في خانة الشعارات، بينما الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة يمنح بحسب الإمكانات المتوفرة الدعم المختلف لنوادي السيدات لكرة القدم.

اللاعبات في إقليم الجزيرة يقاومن الكثير من الظروف الصعبة من التنسيق بين الدراسة والرياضة وهذا غير الظروف المادية الصعبة التي تمر بها المنطقة فهناك لاعبات لا يمتلك أهلهن ثمن شراء حذاء رياضي لهن ونفس الحالة الأندية باتت في حالة يرثى لها ورغم كل ذلك ما زالت اللاعبات مستمرات والأندية كذلك ما زالت تقاوم وتحاول القدرة على الاستمرار رغم أن بعض النوادي حلت فرقها النسائية بسبب عدم وجود الإمكانات المادية للمتابعة.

إن الدوري قادم ويطلب تقديم صورة تليق بإقليم الجزيرة وحجم التضحيات التي قُدمت في سبيل اللعب براحة وأمان في الملاعب لدينا أكثر من 11 ألف شهيدة وشهيد، والواجب يُحتم على الجميع وخاصةً لاعبات كرة القدم الارتقاء بأدائهن غير ما يُقدَم لهن من قبل إدارات النوادي التي هي مشكورة في تشكيل الفرق النسائية ضمن نواديها، رغم أنه لم يكن عليها فرضاً تشكيل هذه الفرق، وكانت خطوة تاريخية في روج آفا وشمال وشرق سوريا قيام أول دوري لسيدات كرة القدم في إقليم الجزيرة عام 2017، وهي خطوة أخرى تتبعها في إقامة أول دوري على الملاعب المكشوفة والكرة الآن في ملعب لاعبات الإقليم اللواتي أمام امتحان كبيرة في نقل صور مميزة وجميلة عن الكرة النسائية في إقليم الجزيرة وشمال وشرق سوريا مثلما تعودنا عليهن.