ديار ديرسيم… فنان القضية الكردية الملتزم

تقرير/ هايستان أحمد –

روناهي/ قامشلو: حفلة الفنان ديار في قامشلو فاقت التوقعات في توافد الناس ومن مختلف المناطق، وسط تفاعل كبير من الجمهور في ملعب شهداء 12 آذار، فالفنان ديار يعتبر مثالاً  للكردي المحافظ والملتزم بقضيته..

الفن في ظل الظلم والخوف والألم ثورة كبيرة أعظم من ثورة السلاح، لأن الثورة الفكرية هي التي تستدعي جهداً كبيراً لتغير تلك الأفكار السوداوية وإدخال البهجة والفرحة إلى قلوب الناس، وكذلك الفن الكردي الذي اُضطُهد من قبل قوى الدول الأخرى، وعانى من كل أنواع الطمس والتهميش والإنكار، وذلك لإبعاد الإنسان الكردي عن لغته وثقافته.

 بعد سنين من الخوف والترهيب من قبل القوى المسيطرة استطاع الكرد كسر تلك القيود وأنارت شمس الحرية سماءهم ولمعت نجوم الفن والثقافة وتلألأت وأصبحت حديث العالم في إظهار هويتهم الكردية الأم؛ التي نجحوا في المحافظة عليها وحمايتها من الاضمحلال في أجزاء كردستان الأربعة، ومن هؤلاء الذين كرسوا حياتهم من أجل القضية الكردية الفنان “ديار ديرسيم” وهو من باكور كردستان من مدينة ديرسيم الكردية، عاش فيها وتجول في أرجاء كردستان كلها وهو يغني باللغة الكردية ونتيجة الضغوطات والملاحقة الدائمة له من قبل الحكومة التركية الفاشية أضطر إلى الهجرة إلى أوروبا.

 وفي شهر تموز الجاري زار الفنان الكردي، ومحبوب الشعب “ديار” روج آفا وأحيى العديد من الحفلات في مختلف المناطق، وأصبح حديث الناس في كل مكان، وفي حفلته بمدينة قامشلو التي قصدها محبي الفنان ديار من كل المناطق والقُرى إلى أن ضاق ملعب شهداء 12 آذار بجمهوره، وكانت الأجواء حماسية وجميلة جداً.

علينا الرُقي بثقافتنا وفننا

وفي حفلته المميزة في قامشلو ألقى الفنان ديار كلمة إلى جمهوره ومن كلمته: ( لثورة دائما لها بداية لنبدأ بها مشوارنا في طريق الحياة الحرة، وهذه الثورة في روج آفا ازدهرت وتكحلت بدماء شهدائنا وقوة إصرار شعبنا الكردي، والثورة هي ثورة الثقافة والفن، في ذات الوقت ونحن الفنانون يقع على عاتقنا الثقل الأكبر في رقي الثقافة والفن الكردي، وأرى أن روج آفا وصلت إلى ذروة حريتها فالآن يستطيع الكرد تسمية أولادهم بالأسماء الكردية، بعد أن كان هذا الأمر ممنوعاً من قبل، وتبدلت أسماء قرانا وبلداتنا إلى أسماءها الكردية الحقيقية وهذا الشيء عظيم. فالكرد في أجزاء كردستان الأربعة عانوا من الظلم والعيش على ثقافة ونمط ولغة غيرهم، لقد استطاعت ثورة روج آفا تحقيق الكثير وهنا يتعايش الكرد مع العرب والسريان بحب وسلام وأمان وهذا ما يحلم بتحقيقه العالم أجمع في بلادهم ولكنهم لم يتمكنوا من النجاح، هنا في روج آفا يعيش الناس كأنهم ورود مختلفة جميلة ملونة تزين حديقة كبيرة تجمعهم على الحب وجمال المنظر)، بهذه الكلمات بدأ الفنان ديار حفلته والتي قدّم فيها العديد من الأغاني الثورية، وبتفاعل كبير من الجمهور لأكثر من ساعتين متتاليتين.

لم يستسلم وأصرَّ على هدفه

وفي الحفلة لفتت نظرنا امرأة مسنة السيدة “وسيلة إبراهيم”، التي تهيأت بكل كيانها لتحضر حفلة محبوب الجماهير الكردي وقالت لنا: (لقد أتيت إلى حفلة ديار الكردي الذي منذ بداية مشواره الفني لم يخنع لأي أحد وحافظ على لغته الكردية الأم، وعانى من الكثير من الضغوطات والظلم ولكنه لم يستسلم وهو فنان الشعب، لم يبتعد عن ألم أخوته الكرد في كردستان كلها واليوم كلنا بصوتٍ واحد مع هذا الإنسان الرائع سنكون يد واحدة متشابكة وقوية، لن تهزمنا أي قوة على الأرض).

الحفل ضم كل الفئات العمرية من الصغار والمسنين والشباب، الذين كانوا يرددون الأغاني مع فنانهم القدير، وهم يُقدِرون ما بذله من جهدٍ في أحياء الثقافة والفن الكردي والتزامه بقضيته الكردية منذ بداية مشواره الفني وإلى يومنا هذا، وبهذا الحشد الكبير أثبت الشعب الكردي تمسكه وحبه الشديد للثقافة والفن الكردي على الرغم من كل شيء مروا به من ضغوطات وأزمات ولكنهم ثابتون في خطواتهم السائرة على درب الحرية.