دور المرأة في المجال الصحي

تقرير/ وفاء الشيخ –

روناهي/ قامشلو تعد الخدمات الصحية بالنسبة للمجتمع من أهم الخدمات التي يجب أن تكون متوفرة للمواطنين، وتعتبر ركيزةً أساسيةً لأي مجتمع متقدم، ودخول المرأة في المجال الطبي له انعكاسات إيجابية لا تقدر بأي ثمن، فالمجال الصحي بكل أنواعه من التوليد والطب البدني العام للنساء وطبابة الأمراض الخاصة بالنساء، وطب الأسنان، من الأعمال التي تمس الحاجة فيها إلى المرأة خاصة.

يمكن للمرأة أن تبدع في هذه الأعمال لأنها تتنـاسب مع طبيعتها وفطرتها الرقيقة ورحمتها وحنانها، فمشاركـة المرأة تجعل المجتمع متقدماً، وتقلل من الأمراض الفتاكة التي تودي بحياة الأفراد والنهوض بالمجتمع نحو الأفضل، إضافة إلى أنها مهنة إنسانية تعمل على مساعدة الآخرين، ففي حي الهلالية التقت صحيفتنا بالممرضة حليمة محمد عثمان التي تعمل في المركز الصحي للإسعافات الأولية برعاية هيئة الصحة، وحدثتنا حليمة عن عملها الإنساني في تقديم الرعاية الصحية لأهل الحي قائلةً: “أعمل ممرضة منذ مدة وحصلت على شهادات عدة في التمريض، وأصبح لدي الخبرة الكافية في المجال الصحي، افتتحنا في حي الهلالية مركزاً صحياً من أجل خدمة الشعب، وتخفيف تكاليف المصاريف الصحية عليهم، لأن الأغلبية هنا من ذوي الدخل المحدود والبعض ليس لديهم القدرة للذهاب إلى طبيب مختص”.

وتابعت حليمة: “يبدأ دوامنا من الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة الثانية ظهراً، نستقبل خلالها الكثير من الحالات الإسعافية كالحروق وارتفاع الحرارة والضغط والالتهابات المزمنة وبخاصة لدى الأطفال، ونقوم بإجراء الفحوصات اللازمة وتقديم الدواء المناسب بما يتوفر لدينا من أدوية، حيث يتم توزيع الأدوية على مراكزنا بشكل مستمر بعد تقديم قائمة من قبلنا بالمستلزمات الدوائية وبخاصةٍ أدوية الحرارة للأطفال والضغط والسكري، أما بالنسبة للحالات الإسعافية كالحروق ويتم تقديم مطهر ومرهم مرمم من قبلنا للمرضى كحالة الفتاة “نالين محمد” التي أصيبت بحرق شديد في منطقة الظهر وقمنا بمعالجتها لمدة أسبوع وكانت تأتي كل يوم لنقوم بتطهير الحرق ووضع المراهم عليه، وكانت ثقة أهلها بنا كبيرة جداً حتى أنهم لم يأخذوها إلى طبيب مختص بعد أن قمنا برعايتها، وسوف نبذل قصارى جهدنا لتقديم المساعدة لها حتى شفائها بشكل كامل، وبعد مدة معالجة استغرقت أسبوع تم شفائها بشكل كامل، ولم يبق أثر للحروق، وقدمت عائلة الطفلة الشكر لمركزنا الصحي”.

وأضافت: “بالنسبة لي فإنني أعتبر عملي هذا واجباً إنسانياً علي القيام به لأي شخص كان، أما بالنسبة للنساء خاصة فأعمل على تقديم المساعدة الطبية لهن وبشكلٍ خاص للمسنات اللاتي يعانين من آلام في القدمين والمفاصل والضغط والقلب والسكري، حيث يتم إعطاء الأدوية لهنّ لهذه الأمراض كونها ذات أسعار غالية، وبالنسبة للنساء الأخريات نقدم الفيتامينات والنصائح للحوامل وكيفية التعامل مع الطفل الرضيع، كما نقوم بتعليم الأمهات كيفية التصرف عندما تحدث حالة إسعافية طارئة في المنزل من خلال جلسات أسبوعية مع نساء الحي، إضافة إلى تصحيح بعض الإسعافات والتدابير الشائعة في الحالات المرضية كوضع الماء البارد عند الحرق وضرب الإبر للأطفال الصغار عند الحرارة الشديدة، والعديد من التدابير الخاطئة والشائعة بين النساء”.

واختتمت الممرضة حليمة عثمان حديثها بالقول: “أحب مهنتي كثيراً وأشعر بسعادة عندما أقدم من خبرتي الصحية المتواضعة للآخرين، وأعمل على تخليصهم من الأمراض ومعالجتهم قدر الإمكان وإنقاذ حياة كل فرد بحاجة لرعاية صحية”.