دار حماية الطفولة بالحسكة.. توفير للحماية والرعاية والتعليم للأطفال

الحسكة/ آلان محمد – باشرت هيئة المرأة في إقليم الجزيرة بإنشاء مشاريع إنسانية بالدرجة الأولى، وخدمية بالدرجة الثانية تتناسب مع رعاية الطفولة على كافة الأصعدة، وأبرزها دار حماية الطفولة بالحسكة.

تعرّض الكثير من الأطفال في مناطق شمال وشرق سوريا، لفقدان ذويهم بسبب إما الحروب التي تسببت بها آلة جيش الاحتلال التركي الإجرامية أو افتراق الأم والأب نتيجة ظروف معينة، مما ترك الأطفال في حالة شرود وضياع لذا أخذت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا على عاتقها تبني مفهوم الخدمة الاجتماعية في مجال الأُسرة والطفولة، وأولت الأطفال المتضررين بشكلٍ مباشر من الحروب اهتماماً خاصاً، من خلال الممارسات المهنية التي تهتم بتزويدهم بكافة الخدمات الاجتماعية، وإمدادهم بالمساعدات التي تعمل على حمايتهم، وتعالج مشاكلهم النفسية الحساسة في ظل الظروف الصعبة التي يعانون منها.

تعد مبادرات فتح دور حماية الطفولة في مناطق شمال وشرق سوريا خطوة حتمية وضرورية لمنطقةٍ يتعرض فيها المواطنون لأقسى الظروف الاقتصادية والاجتماعية نتيجة تحولها لمنطقة صراع عسكري بسبب هجمات الاحتلال التركي ومرتزقتهِ على المناطق المدنية، والمأهولة بالسكان المدنيين العزّل، حيث يبرز عنوان همجية الاحتلال التركي ووحشيتهُ، من خلال ملاحظة حجم التهجير القسري واللجوء إلى المخيمات، فكان ولا بد من تحرك مؤسسات الخدمات الاجتماعية لاحتواء العوائل التي تعرضت للقصف والقتل والتهجير وعانت من أقسى الظروف المعيشية، والتي فرّقت عوائل وشتت شملهم وبشكلٍ خاص الأطفال.

آلية عمل دار حماية الطفولة 

وللحديث عن هذا الموضوع؛ التقت صحيفتنا “روناهي” مع رئيسة هيئة المرأة في إقليم الجزيرة زينب ساروخان حيث قالت: “تعتبر دار حماية الطفولة من المؤسسات التابعة لشؤون الخدمات الاجتماعية، وهي تعنى بتوفير الحماية والرعاية والتعليم للأطفال بما يضمن مستقبلهم التربوي والتعليمي، حيث تمكن الأطفال من ممارسة أنشطتهم الرياضية والتعليمية والسلوكية بشكلٍ عام وبالتالي تؤمن نوع من الاستعاضة عن فقدان ذويهم، من خلال مُربيات متعلمات وذوات خبرة في هذا المجال، مما يضمن اندماجهم في المجتمع بالسياق الطبيعي، ومهمتها إشباع حاجاتهم الإنسانية والعاطفية، وهي مؤسسة اجتماعية بحتة ولها مكانة بارزة في سلم أولوياتنا كهيئة مرأة ومؤسسة الخدمة الاجتماعية”.

المرحلة الأولى من التدشين 

مضيفةً بأنّ “المرحلة الأولى فيما بعد تدشين وافتتاح الدار، ستكون إحضار 45 طفلاً من دار حماية الطفولة في رميلان، لتخفيف الضغط عن الدار هناك، ونحن مستمرون لاستيعاب ما يقارب 100 طفل، بما يتناسب مع قدرة الدار الاستيعابية في الوقت الحالي والمكونة من 100 سرير، وسيتم اختيار الأطفال وفقاً لدراسة تعاين وضعهم العائلي والنفسي، لتطبيق كل ما تحدثنا عنه في البداية كطبيعة وظيفية للدار في حماية الأطفال، وسيكون هناك متابعة لمهجري الحروب الذين فروا من ويلات الاحتلال التركي وممارستهِ غير المقبولة بما يتعلق بالطفولة، حيث عانى العديد من الأطفال من ظروفٍ أُسرية وعائلية  قاسية، كانت النتاج الطبيعي للقصف الممنهج والقتل والتدمير الذي رأوه الأطفال بشكلٍ مباشر”.

الأثاث والتجهيز يتناسب مع حاجة الأطفال 

بعد تنظيم احتفالية لافتتاح دار حماية الطفولة في حي المشيرفة جنوبي الحسكة، حضرت العديد من المؤسسات والشخصيات التي تُعنى بالجانب الإنساني، تحدث من خلالها المعنيين بإدارة الدار، عن حجم التجهيزات فتصميم البناء كان وفقاً لمعايير مميزة ونادرة، تحتوي على غرف للدارسة والتعليم، وغرف حديثة مجهزة بأسرةٍ جديدة ومكيفات، وصالة للألعاب ومطعمٍ للأكل، بالإضافة لصالة ترفيهية وملعب كرة قدم وملاهي.

منوهةً بأنهُ سيتم استقبال أول دفعةٍ من الأطفال في بداية الأسبوع القادم، وستقام هذهِ الفعالية بعيداً عن الإعلام مراعاةً لحساسية الوضع.

وفي ختام حديثها أكدت رئيسة هيئة المرأة في إقليم الجزيرة زينب ساروخان على أنّ “موضوع رعاية الأطفال وحمايتهم مسؤولية كبيرة وواجب أخلاقي وإنساني، الأطفال أمانةُ في أعناقنا وسنستمر بتقديم الدعم لهم تحت أي ظرفٍ من الظروف”.