دار المرأة.. قضايا أسريّة وحلول جوهريّة

جل آغا/ أمل محمد – بعد ما يقارب عشر السنوات  من افتتاحه، لا يزال دار المرأة في ناحية” جل آغا” التابعة لمقاطعة قامشلو، يجني ثمار عمله الدؤوب، قضايا عديدة تحلمها النساء، يطرقنَّ باب الدار طالبات للعون والمشورة؛ لحل خلافات كانت قابعة بين جدران المنازل على مدار العديد من السنوات، نتائج جوهرية لمسته النساء من هذه الدار، النتائج التي لم تكن وليدة الصدفة، بل هي حصيلة عمل، وجهد جهيد من قبل العاملات والعاملين في الدار.

ولتسليط الضوء أكثر على آلية العمل في الدار كان لصحيفتنا لقاء مع الإدارية في الدار “هدى علي” والتي بدورها حدثتنا قائلة: “اُفتُتِح الدار في عام 2014 وواجه انتقادات لاذعة منذ يومه الأول، والسبب لأن فكرته غريبة، ولم تكن موجودة سابقاً، فلم نشهد أبداً داراً تختص في حل قضايا النساء، وانصافهنَّ؛ لذا الأمر كان غير اعتيادي لدى مجتمع ذكوري متسلط”.

“استقرار العائلة هدفنا الرئيسيّ”

منذ ساعات الصباح الأولى، يتلقى الدار العديد من القضايا والشكاوى من النساء، اللواتي يواجهنَّ العديد من المشاكل في محيط أسرهنَّ، سواء من الزواج أو حتى الأقارب والجيران، ولكن الهدف الذي تطمح إليه الدار، هو العائلة وعدم المساس بهذه المؤسسة، التي يقوم المجتمع بأكمله على صلاحه، وأكملت هدى: “شهدت هذه الدار العديد من القضايا، تمكنا من الوصول لصلح، ونتائج ترضي الطرفين، لأن هدفنا ليس عدد القضايا التي نسجلها في الأرشيف، بل هو الحفاظ على عائلة سليمة بعيدة عن الخلافات”.

وتابعت: “عملنا مرتبط مع المحكمة والقضايا التي لا يصل الطرفان لحلها، لذلك نذهب لعرضها للمحكمة، ولكن دائماً ما نسعى لحل الخلافات في الدار، والحفاظ على خصوصية القضايا، وعدم الإشهار بها وبأصحابها؛ لأن السرية التامة هي شعارنا”.

نظرة المجتمع في بداية عمل الدار

من المعروف أن ناحية جل آغا، تتبع نظاماً عشائريًّا، وخصوصاً من قبل الشعب العربي، لذا عند بداية شروع دار المرأة في العمل، واجهت العديد من الانتقادات التي نُظِرَت للدار؛ على أنها مكان لنزع العائلة، والتفريق بين الأزواج: “استطعنا بعملنا أن نغير تلك النظرة، التي كانت ينظر إليها البعض، الغالبية القصوى كان يرى: أن النساء اللواتي يُدليْنَ بمشاكلهنَّ للدار، يقمْنَ بإهانة الرجال بذلك، والمجتمع على حدٍ سواء، ولكن مع مرور الوقت، تمكنا من التغلّب على هذه النظرة”.

وأردفت هدى: “وصلنا لمرحلة جوهرية، أصبح هناك العديد من الرجال، يقصدون الدار لحل مشاكلهم، لذا لم يعد يقتصر عمل الدار على حل خلافات النساء فقط، ومن هنا يمكننا القول”: إننا نسير على الطريق الصحيح، حين تجد داراً للنساء يتوافد إليه الرجال”.

الصلح والتوعية هو هدف الدار، حيث تمكن الدار من حل القضايا، التي لجأت لها بنسبة 70% منذ بداية عمله لأهالي الناحية، والبلدات، والقرى التابعة لها، كما يقوم القائمون في دار المرأة العديد من الجولات للأهالي؛ بهدف التوعية من خلال عقد محاضرات من جهة، وتلبية لطلبات بعض النساء، اللواتي لا يستطعنَ القدوم للدار لأسباب شخصية أو ظروف صحية من جهة أخرى.