سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

خيمة متهالكة لامرأة على أنقاض منزلها المدمَّر

 

 

تركان ألايومات“، أجبرت على الهجرة إلى إسطنبول بعد حرق قريتها في عام ١٩٩٢، لكنها عادت إلى القرية بعد مرور سنوات على رحيلها، وتقيم الآن في الخيمة التي نصبتها فوق أرض منزلها المحترق.

تتعرض العديد من المناطق لسياسات الهجرة والمجازر منذ التسعينيات وحتى الآن، حيث تم إخلاء آلاف القرى تحت الضغط والتهديد في التسعينات، وأجبر الملايين من الأشخاص على الهجرة من القرى إلى المدن، لكن بدأ الأهالي بالعودة إلى القرى من جديد، ومن إحدى القرى التي بدأ الأهالي العودة إليها هي قرية كاروكان (سوتلو) التابعة لمنطقة تطوان في بدليس.

 

أحرقت قراهم بعد المجزرة

 

شهدت قرية “كاروكان” مجزرة كبيرة في العاشر من حزيران ١٩٩٢، في تلك الليلة، تعرض أشخاص مجهولو الهوية، وقطعوا الطريق أمام حافلة صغيرة منطلقة من مركز المدينة متوجهة إلى القرية، وقاموا بإطلاق النار على الركاب، وقتل في الحادثة ١٣ مواطناً من بينهم طفلان داخل الحافلة، وتم إخفاء هذه الحادثة ٣٠ عاماً، وبعد هذه المجزرة أحرقت منازل القرويين، وأجبروا على النزوح من قراهم إلى إسطنبول، ومنذ أربع سنوات بدأ بعض القرويين المهاجرين بالعودة إلى القرية، حيث يكافح القرويون من أجل البقاء في القرية والاستمرار فيها، بالرغم من الصعوبات التي يواجهونها من قطع الكهرباء وطرق المواصلات في ظل الأحوال الجوية في فصل الشتاء.

قرية ممنوعة عن سكّانها لسنوات

“تركان الأيومات”، من الأهالي الذين عادوا إلى القرية، لكنه لا تستطيع بناء منزلها من جديد، أعدت خيمة لتسكنها؛ فنصبتها على أرض منزلها الذي احترق، ولكنها تضطر للذهاب إلى إسطنبول في فصل الشتاء، فهي تريد البقاء في القرية بشكل دائم وعلى مدار السنة، ولكن إمكاناتها لا تسمح لها بذلك: “مجرد تواجدي في القرية يشعرني براحة كبيرة”. وتحدثت “تركان” عن تجربتها بعد المجزرة، قائلة: “بعد مغادرتنا القرية، أضرمت الدولة النار في منازلنا وقامت بإحراق القرية، حيث اضطررنا للذهاب إلى المدن الكبيرة، لقد عملنا هناك لسنوات، ولمدة ٣٠ عاماً لم نتمكن من زيارة قريتنا، وفي نهاية الأمر عندما بدأت العائلات بالعودة إلى القرية، عدت أنا أيضاً، ولكني لم أملك أي إمكانات لبناء منزل، لذلك نصبت لنفسي خيمة وأعيش داخلها، قضيت سنتين هنا، على الرغم من صعوبة الظروف، إلا أن أجواء وطبيعة هذا المكان رائعة لي”.

 

روحانية المكان

 

وأوضحت “تركان”، إن جو القرية أكثر صحة ونقاء من المدينة، وإن حلمها الوحيد هو بناء منزل والبقاء في القرية: “القرية تستهويني في الربيع وأغادرها في الخريف، إن للمنزل للمرء مكانة مختلفة، عندما جئت من المدينة إلى أرضي هذه شعرت بالحيوية، وعندما أنظر إلى خارج الخيمة، أرى كل الأرجاء، بالرغم من أنه لا يوجد شيء هنا، لا نملك حيوانات نرعاها أو منزلاً نسكن فيه، ولكن بالنسبة لي فحتى البقاء هنا أمر رائع، فإذا قمنا ببناء المنازل، وعاد الأهالي إلى القرية من جديد سوف نبقى هنا بشكل دائم ومستقر”.

 

غياب الخدمات عن القرية مدة 32 عاماً

وأشارت “تركان الأيومات”، في ختام حديثها إلى قلة الخدمات في القرية، ولا سيما في البنية التحتية “منذ ٣٢ عاماً لا توجد كهرباء هنا، طالبنا بتوفير الكهرباء منذ سنوات، وفي هذا العام بدؤوا حديثاً بوضع أعمدة لتزويد القرية بالكهرباء، لكن حتى الآن نقوم بتلبية احتياجاتنا من خلال الطاقة الشمسية، وبسبب الظلام الشديد أثناء الليل لا نتمكن من الخروج أبداً، وبالإضافة إلى ذلك فإن طرق القرية غير جيدة”.

 

وكالة أنباء المرأة