مشكلة الحصول على رغيف الخبز كانت وما تزال الشغل الشاغل للكثير من الناس، وبخاصةٍ بعد ارتفاع أسعار الخبز الجنوني في الأفران الخاصة، وإن تم الحصول عليه فيكون بعد ساعات من الانتظار والصياح والشِجار، وقد يكون في النهاية بنوعية غير جيدة بين المحروق والعجين، ورغم أن أكشاك الخبز التي تم توزيعها على بعض الأحياء كانت بشائر للحل؛ إلا أنها لم تحل الأزمة، بل باتت من الأماكن التي تُشكِل تجمعات بالمئات وتشهد العشرات من الشجارات والمشاحنات، ومناظر غير حضارية وغير لائقة، وأعداد هذه الأكشاك لا تكفي، وكثيراً ما ترى من حصل على ربطة خبز نصف عارٍ أو ممزق الثياب أو إنه حصل على جرح أو كدمات في الوجه والجسد.
المشكلة الأولى في هذه الأزمة تكمن في عدم تحديد وقت لوصول الخبز وقد يطول الانتظار لساعاتٍ طوال، ويجتمع الناس وتزداد أعدادهم والكل يبحث عن ربطة خبز ولو بالقوة والتدافع، المشكلة الثانية تكمن في الوعي والانضباط الذاتي والانتظام في الدور وليس بالضرورة أن يكون التنظيم بالدور مفروضاً من جهات رسمية وقوات أمن، وأن يُفرض ذلك بالقوة، والاكتفاء بالكمية التي يحتاجها فقط، جميعنا معنيون بالتنظيم الذي يعد أول أسس الحضارة والتقدم، والجهات المسؤولة معنية بتوفير أكشاك أخرى وتحديد ساعات توزيع الخبز وزيادة مخصصات الأكشاك ليكون الكل “نظامي”.
