“حكايات من بحور التاريخ”… صفحات ملونة من تاريخ مصر

روناهي/ قامشلو –

عن دار ديوان العرب للنشر والتوزيع صدر كتاب “حكايات من بحور التاريخ” للكاتب والباحث المصري محمد فتحي عبد العال، ويتضمن الكتاب عدداً من الموضوعات الطريفة والحكايات التاريخية الشيقة التي تتعلق بعدد من الأماكن الأثرية والتاريخية بمصر.

 ومن جملة الأماكن التي يُلقي الكتاب الضوء عليها باب زويلة وسبب إقامته وتسميته بهذا الاسم وأشهر من أُعدموا عليه وعلاقته منذ نشأته بالخرافات الشعبية في مصر، كما يتطرق الكتاب إلى البيمارستان المنصوري وأوجه عظمته ووسائل العلاج فيه.

 يستحضر الكاتب والباحث عبد العال من التاريخ نفسه قصة أول تطبيق لمبادئ الجودة الطبية الحديثة ويورد حديثاً عن مسجد ابن طولون وحقيقة الكنز الذي كان السبب في بنائه والطبيعة النبيلة لبانيه وقصة أول استقلال جزئي لمصر عن التبعية الخارجية.

في رحلتنا مع الكاتب وعبر صفحات الكتاب نطوف بين جنبات خانقاه بيبرس الجاشنكير وطبيعة مهنة صاحبها وهي الأصعب والأهم في التاريخ للزود عن الحكام ورجال السلطة، ثم نعرّج معا بين دهاليز أشهر الحارات الشعبية والتي احتضنت روائع الفن ألا وهي حارة حوش قدم وقصة صاحبها وعلاقته بمدفع رمضان الشهير، ومنها نمضي لحمام أينال وتاريخ الصراع على السلطة بين المماليك، ثم يصحبنا إلى “تربة الست” لنتعرف على دور المرأة في توجيه دفة السياسة والحكم في العصر المملوكي وقصص المصاهرة بين سلاطين المماليك في مصر والأمم المجاورة، ومن ثم يطل على ضريح “الأميرة شويكار” لنتعرف عن قرب على طبيعة العصر الملكي في مصر وقصة اعتلاء الملك فؤاد لحكم مصر وقصص الزواج والطلاق والانتقام على طريقة القصور الملكية، ولأن مصر هبة النيل وسر حياتها فكان لزاماً أن يصحبنا الكاتب ليعرفنا بقصة “مقياس النيل” عبر الكتاب وأن نرى كيف كان الاحتفاء بفيضان النيل ومظاهر الاحتفال به  كل عام؟ وكيف تعامل الحكام في مصر مع المقياس؟ وفرض الضرائب على أساسه كما يعرض الكتاب جوانب للمشروعات الخيرية والوقفية في مصر، ومنها سبيل وكتاب خسرو باشا وقصة صاحبه وكيف جاء لمصر؟ ولماذا رحل عنها؟ وكيف استقر به المقام بالدولة العثمانية؟ مروراً بالصراع بينه وبين محمد علي باشا وكيف انتهى؟ كما يتطرق الكتاب إلى قصة علي بابا الشهيرة ومنبعها التاريخي، وكذلك قصة الصراع في مرج دابق والريدانية حتى استقر الأمر لسليم الأول.

وفي جانب آخر من التاريخ يجيب الكتاب عن السؤال هل استسلم طومان باي أم تمت خيانته؟ ويفتح الكتاب ولأول مرة مسألة الديانة الحقيقية لبعض الحكام الذين حكموا مصر في الماضي كما يستعرض معاني بعض أسماء السلاطين المماليك وغرائب سنوات حكمهم لمصر إضافة لقطوف من قصص الحب في حياة السلاطين وما خلفته هذه القصص من آثار.

الكتاب يقع الكتاب في 102 صفحة من القطع الوسط، هو رحلة شيّقة ومفيدة عبر آثار الماضي التليد وحكاياته وخفاياه وأسرار صانعيه. نغوص في أعماق التاريخ الفاطمي والمملوكي والعثماني بحثاً عن الحكمة والتماساً للعبرة وجنياً لثمار التاريخ.

ويتضمن الكتاب محاور هامة منها: “باب زويلة، مسجد ابن طولون، ضريح الأميرة شويكار، تربة الست، البيمارستان المنصوري، حارة حوش قدم، خانقاه بيبرس الجاشنكير، حمام أينال، مقياس النيل، حي العباسية، سبيل وكتاب خسرو باشا، قصة الهودج، علي بابا قصة من مصر”.

أما الكاتب محمد فتحي عبدالعال فهو صيدلي وحاصل على ماجستير في الكيمياء الحيوية، فضلاً عن نيلة درجة دبلوم الدراسات الإسلامية من المعهد العالي للدراسات الإسلامية بمصر، وله عدد من المؤلفات الفكرية والروائية والقصصية الأخرى، بالإضافة لعدد من الدراسات والأبحاث.

وقد شارك الكتاب في معرض عمان الدولي للكتاب مؤخراً وسيشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2022.