حرمان 21843طالباً وطالبة من التعليم جراء الهجوم التركي

كوباني/ سلافا أحمد ـ

أدت هجمات المحتل التركي على مناطق شمال وشرق سوريا في الآونة الأخيرة إلى إغلاق عشرات المدارس، وتدمير عددٍ منها، فيما كانت سبباً بحرمان 21843 طالبا وطالبة من التعليم، وإغلاق 243 مدرسة في مناطق شمال وشرق سوريا، وسط صمت دولي مخزٍ.

منذ ليلة 19ـ20 من تشرين الثاني المنصرم، ودولة الاحتلال التركي تشن هجمات همجية على مناطق شمال وشرق سوريا، مستهدفة بشكل مباشر المدنيين العزل، والبنية التحية، وسبل العيش لأهالي المنطقة، إضافةً إلى نقاط تمركز لعناصر حكومة دمشق وقرى حدودية آهلة بالسكان.

وأسفر الهجوم التركي الفاشي على المنطقة إلى استشهاد 14 مدنياً، و16 مقاتلاً من قوات سوريا الديمقراطية، وإلى جرح العديد من المواطنين، بينهم أطفال، خلال الهجمات التركية الأخيرة، فيما تم استهداف 45 موقعاً للبنية التحتية في المنطقة، وإلحاق العديد من الأضرار المادية بممتلكات المدنيين، والمرافق العامة، والخدمية كالمستشفيات، والمدارس، والمستوصفات الصحية.

فيما أدى الهجوم أيضاً لاستشهاد مراسل وكالة أنباء هاوار في ديرك “عصام عبد الله” إثناء قيامه بتغطية الهجمات التركية الإرهابية على مدينة ديرك، في ليلة 19ـ 20 تشرين الثاني المنصرم، كما تم استهداف مراسل فضائية “STÊRK TV الصحفي “محمد جرادة” في كوباني، إثناء رصده للهجوم التركي على مشفى كوفيد-19 في كوباني.

الأضرار التي لحقت القطاع التعليمي إثر القصف لتركي

وعلى غرار باقي القطاعات المجتمعية المتضررة بهجمات المحتل التركي، تأثرت العملية التعليمية التربوية كثيراً؛ ما أدى الهجوم إلى توقف العملية التربوية والتعليمية على طول المناطق الحدودية، وخطوط التماس، لاستهداف المراكز الصحية والمدارس، والذي تسبب في تدمير بعض المدارس بشكل كلي، حرمان الطلبة من متابعة تحصيلهم العلمي، وتوقف شبه كامل للعملية التعليمية في تلك المناطق.

ومن ذلك تدمير مدرسة “كوران” الواقعة شرقي مدينة كوباني بشكل كلي؛ نتيجة قصف الاحتلال التركي المباشر لها، فيما تم إغلاق 19مدرسة في القرى الشرقية والغربية المحاذية للحدود التركية في مقاطعة كوباني، أي حرمان (2460) طالبا وطالبة من التعليم، وتضررت ثلاث مدارس أخرى بالقصف التركي على المنطقة.

إحصائية تضرر متابعة الطلاب للدراسة جراء العدوان التركي

فيما بلغ عدد الطلاب المحرومين من التعليم في إقليم الجزيرة 15971طالبا وطالبة، وبلغ عدد المدارس المغلقة 201 مدرسة، أما إقليم عفرين فحرم 158 طالبا من التعليم، وإغلاق ثماني مدارس فيها، إضافة إلى إغلاق 15 مدرسة في مدينة منبج وحرمان 3254 طالبا عن متابعة تعليمهم.

فيما بلغ ما مجموعه 21843 طالبا وطالبة، وعدد المدارس المغلقة 243 مدرسة، نتيجة تكثيف تركيا هجمات في الآونة الأخيرة على المنطقة، حسب إحصائيات أدلت بها هيئة التربية والتعليم في شمال وشرق سوريا في بيان صادر عنها.

وعليه أدان الرئيس المشترك لهيئة التربية والتعليم في إقليم الفرات، “بكر جرادة” خلال لقاءٍ خاصٍ أجرته معه صحيفتنا “روناهي” حول حديثه عن تعليق السلك التعليمي في العشرات من مدارس مقاطعة كوباني، فيما وصف الهجوم التركي بجرائم حرب بحق أبناء شمال وشرق سوريا: “منذ قرابة الأسبوعين وتركيا تشن هجمات فاشية وهمجية ضد المنطقة، مستخدمة طائراتها الحربية والمسيرة والمدفعية في هجماتها، مستهدفة بشكل المباشر المدنيين العزل والبنية التحتية للمنطقة، والمراكز الخدمية والصحية، والمستشفيات، والمدارس بشكل أساسي”.

كما أشار: “إن العملية التعلمية متوقفة في المناطق والقرى المحاذية لحدود تركيا المحتلة، التي تشهد قصف تركيا الهمجي بشكل مستمر، وعليه تم إغلاق 19 مدرسة في قرى مقاطعة كوباني، وتدمير مدرسة كوران بشكل كلي، ما أسفر عن حرمان آلاف الطلاب من حق التعليم”.                                                                                                                                                                                 وقال أيضاً: “في البنود والمعاهدات الدولية، التي تنص على حماية حقوق الإنسان، والاتفاقيات التي تحمي حقوق الشعوب بأطيافه كافة، أنه يحق لكل شخص أن يمارس لغته وتعليمه بشكل اعتيادي، لكن في مناطق شمال وشرق سوريا طلابنا ومدارسنا هدفٌ لأسلحة ومدافع الاحتلال التركي الفاشي”.

وأردف: “بالرغم من إن تركيا تمارس أفظع أنواع الانتهاكات، والجرائم اللاأخلاقية، واللاإنسانية بحق أبناء شمال وشرق سوريا منذ بداية الأزمة السورية، وتستهدف على مدار الأعوام المنصرمة سبل العيش في المنطقة، إلا إن المنطقة تواجه نتيجة ذلك صمتاً دولياً مخزياً ومرعباً، يشرعن انتهاكات وممارسات تركيا المصنفة ضمن القوانين العالمية، والدولية بجرائم حرب”.

واختتم الرئيس المشترك لهيئة التربية والتعليم في إقليم الفرات “بكر جرادة “حديثه قائلاً: “إننا ندين بأشد العبارات هجمات تركيا المتواصلة على مناطقنا، ونطالب الهيئات والمنظمات الدولية والإنسانية، والحقوقية المعنية بالتربية والتعليم، وبحقوق الطفل القيام بواجباته تجاه أبناء وأطفال المنطقة على أكمل وجه، وعدم الرضوخ للمخططات التركية وغيرها”.