حركة الطلبة الديمقراطيين بمنبج؛ أعمال طموحة لبناء جيل مُبدع ومجتمع سَوي

تقرير/ آزاد كردي –

روناهي / منبج – أوضحت الرئاسة المشتركة لحركة الطلبة الديمقراطيين بمنبج بأن حركة الطلبة الديمقراطيين بمنبج نشأت بالتحام الشبيبة، بهدف إعادة الطلبة إلى مكانهم الطبيعي؛ في مُقدمة المجتمع، ولنبذ العنف والتطرف، وتحقيق الأمن والاستقرار في ربوع وطننا.

نشأت حركة الطلبة الديمقراطيين؛ كتنظيم شبابي شعبي، منبثقاً من تطلعات الجيل الجديد، بحياة أكثر انفتاحاً، وأكثر قبولاً من سنين الحرب الضروس، وما تزال تجرف معها كل يوم؛ آمالهم وأمانيهم في تحقيق حياة حرة كريمة، تحت سقف الهوية السورية. ولم تتبلور حركة الطلبة؛ تنظيمياً؛ بالشكل الذي عليه من هيكلية واضحة المعالم، إلا بعد هزيمة مرتزقة داعش. واتسمت هذه المرحلة، بأكثرها  تعقيداً للأمور، وذلك بسبب أن الغالبية العظمى من الشابات والشباب، اختلط ميولهم بالفكر التكفيري الظلامي الذي استغل تلك الفئة العمرية، وغرّر بهم في حربه؛ واتّبعَ نهجاً راديكالياً متطرفاً، آفاق العلم فيه ضيقة، وكذلك الطاقات؛ مُسخراً صراعه الطبقي؛ لتثبيت أركان دولة الوهم من خلال اعتماده على العموم، على الشباب الواعد الطموح.

بينما كانت سوريا في فترة ما مُصدِّرة للنُخب الشابة الخلّاقة المتعلمة والمبدعة، وبهذه الحرب الغموس مع الإرهاب؛ فقدت سوريا أضخم شريحة مجتمعية؛ بيد التيه، والضياع، دون وجود جهة راعية لهم بحيث تكون قدوة علمية.

التحام الشباب، نواة لتأسيس حركة الطلبة الديمقراطيين

دشنَّ العشرات من الشابات والشباب أخيراً؛ والباحثين عن قدوة علمية، وعن تجمع شبابي، يضمهم في دفتيه، ويتولى زمام المبادرة؛ في إشباع حاجتهم من العلم والفنون والآداب. وكانت الإدارة المدنية الديمقراطية قد وفرت لهم الدعم المادي والمعنوي لذلك، وحمل هذا التجمع الجديد اسم حركة الطلبة الديمقراطيين، وشهد الافتتاح آنذاك خلال تحرير المدينة من رجس الإرهاب؛ مشاركة واسعة، وحضوراً كبيراً لافتاً من كافة مؤسسات الإدارة المتشكلة حديثاً، ومن مختلف الفعاليات الاجتماعية والثقافية والتعليمية المختلفة وغيرها.

إعادة الطلبة إلى مكانهم الطبيعي؛ في مقدمة المجتمع

وبهذا الصدد حدثنا الرئيس المشترك لحركة الطلبة الديمقراطيين في مدينة منبج وريفها حسين المختار، الذي التقته صحيفتنا روناهي، عن نشوء حركة الطلبة قائلاً: “إن حركة الطلبة، دَأبت على قراءة ما يحب هذا الجيل من هوايات؛ أهمها تعلمه أجناس علمية وثقافية، ويمكن القول إن حركة الطلبة؛ حرصت على الاهتمام بالطلبة، بنوعين من التعليم، فالأول بإقامة دورات تعليمية؛ لكافة المناهج الدراسية للصفوف الانتقالية، والشهادات على حدٍ سواء. أما النوع الآخر، فيأتي من رغبة الحركة، في حث الشباب الغيور على بلده، والراغب في طَرَق باب العلوم والفنون المتنوعة؛ عبر إنشاء دورات مستمرة؛ للرسم والخط والموسيقا”.

وأشار إلى أن حركة الطلبة نجحت في استقراء تطلعات قرابة 15 ألفاً من الشابات والشباب منذ بدء تحرير المدينة، وتم إعادة الطالبة إلى مكانهم الطبيعي في مقدمة المجتمع، مؤكداً إن الحركة ماضية إلى تأمين كثير من التسهيلات، وما يلزم لدفع عملية التطور العملي بأفضل ما يمكن، كي يحظوا بحياة آمنة، بعيداً عن الفكر المتطرف، وكي يتسنى للمجتمع؛ الاستفادة من فرص مواتية للنهوض بواقعه، من خلال اعتماده؛ على المنهجية العلمية في كافة ميادين العمل، واستثمار طاقاتهم بشكلٍ مناسب.

وأشار حسين إلى أن هذه النخبة الشابة؛ شكلت مظلات اتحادية مصغرة مختلفة في مدينة منبج، في مقدمتها فِرق رياضية شعبية مختلفة. ومن بينها اتحاد المرأة الشابة، واتحادات رياضية؛ لريادة الشابات نحو مواهبهن الرياضية. وبيّن حسين بالقول: “لكن أغلب تلك المؤسسات ظلت منحصرة؛ ضمن إطار حركة الطلبة الديمقراطيين الذي عمل على الاتخاذ من نفسه، مظلة واحدة، فهو يحمل صفة أكثر رسمية في تمثيل النخب الشابة في المدينة والريف، لا سيما أنه يشهد إشرافاً رسمياً من الإدارة على تشكيله”.

نبذ العنف والتطرف وتحقيق الأمن والاستقرار لربوع وطننا

وفي السياق ذاته أوضحت الرئيسة المشتركة لحركة الطلبة؛ جاكلين شيخ محمد، عمل الحركة خلال الفترة المنصرمة قائلةً: “إن الحركة طرحت عدداً من الأفكار العملية التي تحقق بطريقة أو بأخرى؛ والهدف المرجو من إقامة الحركة؛ كتنظيم شبابي خاص بالشباب. لنبذ التطرف وتحقيق الأمن والاستقرار لربوع وطننا الغالي”.

ونوهت أن الحركة عملت على البدء بأنشطتها الثقافية والدراسية، منذ أن أبصرت النور بعدما أضحى تشكيل الاتحاد حاجة مُلحة مع تسارع نمو الاقتصاد وزيادة فرص العمل في المدينة، ولذلك قامت بفتح دورات خاصة بالتمريض، حيث تناول فيها الرواد؛ عدداً من الدروس عن كيفية استعمال الوضع السريري للمريض من حقن للإبر، وتركيب السيرومات، وقياس السكر والضغط وغيرها من الأمور، واستمرت هذه الدروس لمدة عشرين يوم، ثم فُرِزوا لتعلم الدروس التطبيقية على أرض الواقع لمدة عشرة أيام في مشفى الفرات، من بعدها تم تخريجهم عمليّاً، فنالوا شهادات تقدير على ذلك، وتم ندبهم للمشافي العامة والخاصة للعمل، وهذه الدورات مستمرة بين الحين والآخر.

ولفتت جاكلين بأن الحركة قامت بندوات توعوية مختلفة ضمن نشاطات عديدة لا تزال تقوم بها بشكلٍ مستمر، وتابعت قائلةً: “نذكر منها ندوة إرشادية وقائية؛ للحد من انتشار المخدرات، وتوعية المجتمع بخطرها الكبير على الصحة، وحملت عنوان “معاً ضد المخدرات”، كما كان هناك ندوة ثقافية تعريفية، حضر فيها الخبير الأثري عبد الوهاب شيخو، وعرض فيها أبرز المواقع الأثرية التي تحفل بها مدينة منبج. كما قامت الحركة بعدد من العروض المسرحية المُصغرّة، لعل أبرزها العرض المسرحي الذي أُقيم بمناسبة ذكرى تحرير مدينة منبج”.

استقطاب الفئات العمرية؛ لممارسة دورهم الطبيعي في بناء وطنهم

وبينت جاكلين بأن حركة الطلبة أعدت مسابقة لاختبارات لقياس مقدرة الذكاء عند الطلبة، ولكافة المناهج الدراسية، وتم قبول الطلبة من جميع المعاهد في المدينة. ولم تقتصر على معهد الإدارة المدنية الذي يتبع للإدارة، بل كانت مفتوحة، وشملت الاختبارات مناهج الدراسة للشهادة الإعدادية والثانوية بفرعيها الأدبي والعلمي، وفي معاهد مدينة منبج وحملت المسابقة؛ عنوان “رواد المعرفة”، وضمت اختبارات منوعة لعدد من مناهج الدراسة الإعدادية والثانوية بفرعيها العلمي والأدبي. كما أقامت الحركة عدداً من العروض المسرحية للشبيبة.

واختتمت جاكلين بالقول: “أن حركة الطلبة الديمقراطيين؛ ستعمل على تكثيف عملها في هذه المرحلة لاستقطاب الفئات العمرية لممارسة دورهم الطبيعي نحو بناء وطنهم بالشكل الأمثل، وإتاحة الفرصة عبر منبرنا بآلية حرة وديمقراطية”.