سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

حرب الولايات المتحدة بالوكالة في أوكرانيا ـ2ـ

 

سلّطت الاستراتيجية الأمريكيّة الإمبرياليّة الضوء على الجغرافيا السياسيّة والتوسّع في دول الاتحاد السوفييتيّ الأسبق أو مناطق نفوذه وهو ما تطرق إليه بريجنسكي، والجانب آخر لهذه الاستراتيجية هو ضرورة التفوّق النوويّ على حساب الدول النوويّة، ويتحدث كتاب “رقعة الشطرنج الكبرى” لبريجنسكي عن الاستراتيجية الجيوسياسيّة للولايات المتحدة ولم يتطرق للترسانة النوويّة، حتى أن كلمة “نوويّ” لم يذكرها في كتابه، رغم أنه يعتبر التفوق النوويّ أمراً ضرورياً للاستراتيجية الأمريكيّة الشاملة ضد روسيا.
 
التوجّه نحو القوة النوويّة
في عام 1979 إبَّان حقبة جيمي كارتر وعندما كان بريجنسكي مستشاراً للأمن القوميّ اُتخذ قرار بعدم تبنّي مفهوم “الدمار المتبادل” وأن تتبع الولايات المتحدة استراتيجية القوة المضادة للأولوية النوويّة ويشتمل ذلك على نشر صواريخ نوويّة في أوروبا. في كتابه “رسالة إلى أمريكا” و”الانتفاضة والتمسك بالحياة” الذي نشرته مجلة نشر شهرية عام 1981 اقتبس المؤرخ الماركسي والناشط المناهض للأسلحة النوويّة إدوارد بالمر تومبسون اعتراف بريجنسكي بأن استراتيجية الولايات المتحدة قد تحوّلت إلى قوة مواجهة.
ولتوضيح ذلك من المهم العودة للماضي، ففي ستينيات القرنِ الماضي تمكّن الاتحاد السوفييتيّ من مساواةِ الولاياتِ المتحدةِ بالقوةِ النوويّةِ، وقد أثار هذا الموضوعُ الجدلَ داخلَ البيتِ الأبيضِ والمؤسسة الأمنيّةِ لأنَّ التساوي بالقوة النوويّة يعني حتماً “الدمار المتبادل” في حال اندلاع حرب بين القوتين، وبناءً على ذلك، بدأ وزير الدفاع روبرت ماكنمارا في عهد الرئيس كينيدي بالترويج لمفهوم “القوة المضادة أو الردع”. في الواقع هنالك نوعين من الهجمات النوويّة، النوع الأول هو هجوم يطال المرافق الحيويّة وخاصة المدن والسكان واقتصاد العدو وهذا ما يستند إليه مفهوم “الدمار المتبادل”. أما بالنسبة للهجوم الآخر فهو قوة الردع التي تهدف إلى تدمير الترسانة النوويّة للخصم قبل أن تنطلق من قواعدها. في الحقيقة أن استراتيجية القوة المضادة تشبه إلى حد كبير استراتيجية الضربة الاستباقية. بدأت الولايات المتحدة بقيادة وزير الدفاع روبرت ماكنمارا بدراسة القوة المضادة والتي اعتبر الوزير أنّ تبنّي مثل هذا النهج أمر محفوف بالمخاطر، ولكن للتغلّب على مفهوم الدمار المتبادل قررّ مواصلة تطوير استراتيجية القوة المضادة للولايات المتحدة، واستمرّ ذلك خلال فترة ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. غير أنّه في عام 1979 عندما كان كارتر رئيساً للولايات المتحدة وبريجنسكي مستشاراً للأمن القوميّ قرّرا تطبيق استراتيجية القوة المضادة، حيث قرّرت الولايات المتحدة في تلك الفترة وضع صواريخ “بيرشينغ 2″ وصواريخ ” كروز” النوويّة في أوروبا، وقد أدى ذلك إلى تخلّي كثير من الدول الأوروبية عن سباق التسلح النوويّ والتي تمثّل حركة السلام الأوروبية الكبيرة.
بدايةً وضعت واشنطن صواريخ “بيرشينغ 2” النوويّة متوسّطة المدى إلى جانب صواريخ “كروز” في أوروبا وقد مثّل ذلك تحولاً مفصلياً في جلب السلام والاستقرار إلى كلّ من أوروبا والولايات المتحدة، روّجت إدارة رونالد ريغان بشدة لاستراتيجية القوة المضادة وعزّزتها بمبادرة الدفاع الاستراتيجي أو “حرب النجوم” وهو برنامج لتطوير نظام دفاعيّ صاروخي يعتمد على أحدث التقنيات لإحباط أي هجوم يستهدف الولايات المتحدة وكان ذلك أقرب إلى الخيال. لاحقاً توقّف سباق التسلح النوويّ نتيجة للهدوء النسبي والسلام في أوروبا على طرفي جدار برلين، فضلاً عن توقّف الولايات المتحدة أيضاً عن ذلك، بالإضافة إلى اعتلاء غورباتشوف سدة الحكم في الاتحاد السوفييتيّ، ولكن في أعقاب تفكك الاتحاد السوفييتيّ أعلنت واشنطن عزمها استئناف العمل في استراتيجية القوة المضادة كي تتمكن من التفوق النوويّ.
على مدى العقود الثلاثة اللاحقة واصلت واشنطن تطوير أسلحة واستراتيجيات القوة المضادة إلى جانب تعزيز قدراتها في هذا النهج لدرجة أنّه تم الإعلان في عام 2006 أن الولايات المتحدة كانت قاب قوسين أو أدنى من التفوق النوويّ وذلك عبر مقالة نُشرت عبر مجلة “فورن أفيرز” من قبل مجلس العلاقات الخارجية وهو المركز الرئيسيّ لاستراتيجية الولايات المتحدة العظمى، وقد شدد المقال المنشور في المجلة المذكورة “على أن الصين لا تمتلك قدرة الردع النوويّ في حال تعرّضت لهجوم استباقي أمريكيّ بالنظر إلى تطور التكنولوجيا الهجومية وأنظمة الاستشعار عن بعد التي تمتلكها الولايات المتحدة، وأمام هذا الواقع بدأ الروس بتطوير نظام الردع النوويّ. في المقابل قطعت الولايات المتحدة أشواطاً كبيرة في تحقيق التفوق النوويّ بلا منازع، وقد تزامن ذلك مع توسيع قاعدة حلف شمال الأطلسيّ في أوروبا لأنه جزء من استراتيجية القوة المضادة التي كانت تتمثل في جعل الترسانة النوويّة على مقربة من روسيا لتقويض قدرة موسكو على الرد في حال شن ضربة نوويّة استباقية ضدها.

كانت روسيا هي الهدف الرئيسيّ في هذه الاستراتيجية وستكون الصين الهدف التالي، ولكن مع تولّي ترامب السلطة أدار البوصلة من روسيا نحو الصين. أدّى ذلك لحدوث اضطرابات في الاستراتيجية الكبرى لكل من أمريكا وحلف شمال الأطلسيّ، خاصةً وأنّ توسيع قاعدة الحلف كانت جزءاً هاماً من استراتيجية التفوّق النوويّ، وبمجرد وصول إدارة بايدن للسلطة تم إصلاح الخلل عبر السعي لضم أوكرانيا للحلف وتضييق الخناق على روسيا.
لم تمر كل هذه الأمور على روسيا التي تعتبر اليوم دولة رأسمالية وأصبحت قوة عُظمى من جديد، لقد تنبأت روسيا بالمستقبل عندما أعلن الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين عام 2007 إن عالماً أحادي القطب أصبح مستحيلاً، وأن الولايات المتحدة لم يعد بمقدورها تحقيق تفوّق نوويّ، وفي محاولة منها للتصدي ضد استراتيجية القوة المضادة للولايات المتحدة بدأت كل من روسيا والصين في تطوير ترسانتها. إن مفهوم الضربة الاستباقية قائم على قيام المهاجم ـ الولايات المتحدة أقرب إلى ذلك ـ باستهداف منظومات الصواريخ الدفاعيّة والهجومية سواء أكانت ثابتة أو متحرّكة، بالإضافة إلى الغوّاصات بحيث يتم تدميرها بشكلٍ كامل، أما بالنسبة لعمل منظومة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستيّة فهو ردع أيّة ضربة انتقامية. تعلم القوى النوويّة العظمى ذلك وخاصةً الصين وروسيا اللتان بدأتا في تطوير استراتيجية الردع النوويّ أو القدرة على التصدّي أو شنّ ضربة مضادة. في السنوات القليلة الماضية، طوّرت روسيا والصين صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، حيث تتحرك هذه الصواريخ بسرعة فائقة، تتجاوز عتبة 5 ماخ وفي نفس الوقت تكون قادرة على المناورة، لذلك لا يمكن إيقافها بواسطة منظومة الدفاعات الجوية المضادة للصواريخ الباليستيّة الأمر الذي سيقوّض قدرة القوة المضادة الأمريكيّة، خاصةً وأن الولايات المتحدة لم تطوّر بعد صواريخ تفوق سرعة الصوت من هذا النوع. تطلق الصين على هذا النوع من الأسلحة “الصولجان القاتل” لقدرته على مواجهة الخصم وإن كانت قوته كبيرة. وبتطوير مثل هكذا صواريخ ستعزز كل من روسيا والصين قوة الردع من خلال تأمين الحماية لأنظمتها النوويّة الهجومية في حال تم استهدافها، ويعتبر ذلك أحد أبرز العوامل في التصدّي للضربة الاستباقية الأمريكيّة.
إن الجانب الآخر في سباق التفوق النوويّ هو هيمنة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسيّ على مجال الأقمار الصناعيّة، ونتيجة لذلك أصبحت أهداف البنتاغون أكثر دقة لدرجة أنه بإمكانهم تدمير منظومة الصواريخ المحصنة برؤوس حربية صغيرة، بالإضافة إلى تدمير الغواصات أيضاً. إن مجال الأقمار الصناعيّة يمنح الولايات المتحدة القدرة إلى حد كبير على تدمير منظومة الصواريخ المحصنة أو مراكز القيادة والسيطرة بأسلحة غير نوويّة أو برؤوس حربية نوويّة صغيرة الحجم نتيجة لدقتها العالية، لذلك سلّط كل من الجيشين الروسيّ والصيني الضوء على تطوير الأسلحة المضادة للأقمار الصناعيّة والاستفادة منها مستقبلاً.

الشتاء النوويّ وخطر الإبادة الجماعيّة
 
إن الشتاء النوويّ أخطر من الحرب النوويّة ذاتها، لقد ابتعد الجيشان الأمريكيّ والروسيّ في الوثائق السرية التي كشف النقاب عنها عن علم الحرب النوويّة بشكلٍ كامل، ففي الوثيقة التي رفعت عنها السرية بشأن التسلح النوويّ والحرب النوويّة لا يوجد فيها ذكر “للعواصف الناريّة” ومخاطرها، وفي حال شن ضربة نوويّة؛ فإن العواصف الناريّة هي المسبب الرئيسيّ لارتفاع أعداد الضحايا خلال الضربة، ويمكن أن تنتشر هذه العواصف في مدينة تعرّضت لهجوم نوويّ بمساحة تصل إلى 150 ميل مربع. إن المؤسسات العسكريّة التي ينصب تركيزها على القتال وكيفية تحقيق النصر في الحرب النوويّة لم تعطِ العواصف الناريّة أية أهمية في تحليلاتها أو حتى ضمن مفهوم الدمار المتبادل. هناك عامل آخر أيضاً لأن العواصف الناريّة هي التي تسبب حدوث الشتاء النوويّ.
بعد وضع أسلحة القوة النوويّة المضادة في أوروبا عام 1983 أصدر علماء من الاتحاد السوفييتيّ وأمريكا متخصصون بالغلاف الجوي نماذج أولية تصف مخاطر الشتاء النوويّ، وقد شارك علماء بارزين في أبحاث تتعلق بتغير المناخ الذي يقف على النقيض من الشتاء النوويّ، وقد خلُص هؤلاء العلماء أنه في حرب نوويّة مع عواصف ناريّة في 100 مدينة ستكون تداعيات ذلك انخفاض متوسط ​​درجة الحرارة العالميّة وفقاً لما قاله الفيزيائي كارل ساغان “ستنخفض درجات الحرارة على سطح الكوكب لمستويات قياسيّة”، ليتراجع العلماء عن ذلك بدراسات أخرى تفيد بأن انخفاض درجات الحرارة قد تصل إلى 20 درجة، ولكن حتى هذا الرقم مخيف. إن العواصف الناريّة إلى جانب أعمدة الدخان والغازات المتصاعدة نتيجة للضربة النوويّة ترتفع إلى طبقة الستراتوسفير والتي ستؤدي إلى منع وصول 70٪ من أشعة الشمس إلى الأرض، وبالتالي ستموت جميع المحاصيل الزراعيّة، بالإضافة إلى تدمير الغطاء النباتي، كما أن النتائج النوويّة المباشرة لن تقتصر فقط على نصف الكرة الأرضية الشماليّ بل ستقضي على النصف الآخر وسينجو فقط عدد ضئيل من البشريّة على هذا الكوكب.
تعرضت الدراسات التي تركز على النتائج الكارثيّة للشتاء النوويّ لانتقادات من قبل الجيش والمؤسسات في الولايات المتحدة، ووصفت بالمبالغ فيها. ولكن منذ القرن ٢١ بدءاً من عام ٢٠٠٧ تم التوسع في هذه الدراسات وتنقيحها أكثر من مرة، وقد أوضحوا أنه حتى في حال اندلعت حرب نوويّة بين الهند وباكستان بنفس قوة القنبلة النوويّة التي ألقيت على مدينة هيروشيما اليابانية، فإن النتيجة لن تكون شتاءً نوويّاً قاسياً، لكن سينتج عن ذلك منع وصول أشعة الشمس إلى الأرض والتي بدورها ستزهق مليارات من الأرواح، كما أنه في حال اندلاع حرب عالميّة وفقاً لما أظهرته الدراسات سيكون الشتاء النوويّ قاسياً أو حتى أسوأ مما ذكر في الدراسات بثمانينيات القرن الماضي. إن هذه الحرب النوويّة ستبيد البشريّة مع بقاء أعداد ضئيلة منها في نصف الكرة الجنوبي والنتيجة ستكون إبادة جماعية لكوكب الأرض.

في بادئ الأمر ظنّ ماكنمارا أن القوة المضادة فكرة جيدة لأنها كانت قائمة على عدم استهداف المدن بحيث تهاجم الولايات المتحدة فقط ترسانة الخصم النوويّة، لكن سرعان ما تبدّل ذلك لأن معظم مراكز القيادة والتحكّم أصبحت داخل المدن أو على مقربة منها، ولا توجد طريقة أخرى يمكن تدمير هذه المراكز إلا عن طريق مهاجمة المدن التي تتواجد فيها. علاوةً على ذلك، لا توجد طريقة يمكن من خلالها تدمير قوة الردع النوويّ على الجانب الآخر بشكلٍ كامل، كما أنه بإمكان جزءاً صغيراً من الأسلحة النوويّة تدمير المدن الكبيرة برمتها. إن التفكير بخلاف ذلك هو السعي وراء خيال خطير يزيد من فرصة نشوب حرب نوويّة عالميّة تبيد البشريّة، وهذا يعني أن المحللين البارزين في الشأن النوويّ المتعمّقين في عقيدة القوة المضادة سيوصلون العالم إلى حافة الهاويّة. يتظاهر مخططو الحرب النوويّة بأنهم قادرون على تحقيق الانتصار في الحرب، ولكن أصبحنا على دراية بأن “الدمار المتبادل” في هذه الحرب أقل ضرراً وتأثيراً من الحرب النوويّة وما يرافقها من عواصف حرارية، فحرب الدمار المتبادل النوويّة قد ينجم عنها ملايين الضحايا بين الطرفين، إلا أن الشتاء النوويّ يعني إبادة البشريّة جمعاء.
إنَّ تبنّي استراتيجيةِ القوة المضادة والسعي نحو القدرةِ على توجيهِ الضربةِ الاستباقيّة للخصمِ أو التفوقِ النوويّ يعني أنَّ سباقَ التسلحِ النوويّ أخذ في النموِ بغية التخلصِ من حربِ الدمارِ المتبادلِ النوويّةِ، ولكن في الحقيقةِ من شأنِ ذلك القضاء على الجنس البشريّ، وعلى الرغم من محدودية الأسلحة النوويّة إلا أن “تطوير” هذه الأسلحة وخاصةً من قِبل الولايات المتحدة موجّه نحو إنشاء قوة مضادة والقدرة على شن الضربة الاستباقية، وبناءً على ذلك انسحبت واشنطن من المعاهداتِ النوويّةِ مثل معاهدةِ الصواريخِ المضادةِ للباليستيّةِ ومعاهدةِ الصواريخ النوويّة متوسطة المدى، لقد كان ذلك بمثابة تحقيق البنتاغون للتفوق النوويّ، ورغم انسحاب واشنطن من جميع المعاهدات النوويّة إلا أنها في الوقت ذاته كانت على استعداد لتقليص حجم الأسلحة النوويّة حيث تركز استراتيجيتها على القوة المضادة وليس على استهداف المنشآت الحيويّة المدنية.

وأخيراً اعتقد أنه من المهم استيعاب محورين للاستراتيجيّةِ الإمبرياليّةِ الكبرى للولايات المتحدةِ وحلف شمال الأطلسيّ لفهمِ سببِ اعتبار الكرملين روسيا في خطرٍ، ولماذا تصرف على هذا النحو، إضافةً إلى أنّه لماذا تشكّلُ هذه الحربُ بالوكالةِ خطراً على العالم بأسره. إنَّ ما يتوجبُ علينا إدراكُه هو أنَّ السباقَ نحو السيطرةِ على العالم هو الذي أوصلنا إلى حربٍ نوويّةٍ عالميّةٍ ترافقها عواصف حراريّةٌ خطيرةٌ ستبيدُ البشريّة، ولتفادي هذا السيناريّو يتوجّبُ إنشاءٍ تكتلٍ عالميّ حيويّ من شأنه نشرُ السلامِ والحفاظُ على البيئةِ وتعزيزُ التشاركيّةِ.
ترجمة: المركز الكردي للدراسات

 

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle