سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

حادثتا باتمان وبغداد ليستا إلا لهدفٍ واحد..

جملة من الانتهاكات لا تتجسد ببلد أو منطقة واحدة بل هي متفرعة في كافة بقاع الأرض, وما تتعرض له المرأة اليوم ليست سوى سياسات اضطهاد واستعباد بحق المرأة، كحادثتي باتمان وبغداد.
في الخامس من كانون الأول العام الجاري, كشفت وكالة جن نيوز في باكور كردستان حادثة اغتصاب جماعية قام بها 27 شخصاً من بينهم رقيب وحارس القرية وعناصر الشرطة، بحق  فتاة تبلغ من العمر 15 عاماً، التي جرت في مدينة باتمان، وعلى إثر هذا الخبر مُنِع محتوى الخبر من القراءة, لكن هذه الحادثة لا تتوقف عند هذه الفتاة فقط بل إن الآلاف من النساء حول العالم يعانين من العنف الذي يمارس بحقهنّ وفق سياسات دولية.
جملة انتهاكات
تحدثت عضوة منسقية مؤتمر ستار لإقليم عفرين في الشهباء عائشة محمود لوكالة أنباء المرأة الحرة “جن نيوز”, واستهلت حديثها بالتطرق إلى أعمال العنف التي تُمارس بحق المرأة وخاصة من قبل دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها, قائلةً: “مع سيطرة دولة الاحتلال التركي على عفرين وغيرها من المناطق في شمال وشرق سوريا، أي في كل مكان تواجدت فيه تركيا، تعاني المرأة من التسلط والانتهاكات التي تُمارس بحقها بشكل متواصل”.
وأفادت عائشة أن مؤتمر ستار وثق العديد من الملفات التي تظهر فيها جرائم الاحتلال بحق المرأة من الاختطاف والقتل والتعذيب والاغتصاب وغيرها، علماً أن المرأة بكافة أعمارها تعاني من جملة الانتهاكات المذكورة، ولم تقتصر تركيا على استهدافها في شمال وشرق سوريا بل في باكور كردستان أيضاً.
وفي ذكر لحادثة الخامس من كانون الأول العام الجاري في مدينة باتمان بباكور كردستان والتي تصدرت الصحف, أفادت عائشة: “أن اغتصاب فتاة لا تزال في الخامسة عشر من عمرها هي جريمة بحق الإنسانية جمعاء, علماً أن عملية الاغتصاب لم يُقدم عليها شخص واحد، بل باتت عملية اغتصاب جماعية ارتكبها 27 شخصاً”.
مواصلةً بأن هذه العملية الجماعية وبحسب بعض الأخبار تضم أشخاص من الشرطة والعسكريين الذي من المفترض أن يقوموا بتأمين الحماية والأمان لسكان المنطقة, إلا أن سياسة تركيا لا تزال تُمارس بشتى أشكالها وتقوم بالتستر على الفاعلين وعدم محاسبتهم.
ونوّهت عائشة أنه بالإضافة إلى جرائم تركيا بحق النساء, “ففي بغداد قام رجل يبلغ من العمر أربعين عاماً باغتصاب فتاة لا تزال في الحادية عشر من عمرها، والآلاف غيرها من القضايا التي تعاني المرأة من خلالها من العنف وتبقى تلك القضايا محط تمويه”.
مشيرةً إلى أن هذه الأفعال هادفة لإخافة النساء والقضاء على أية رغبة بمطالبة حريتهنّ, ولكن المنظمات النسائية لن تبقى صامتة أمام ما تعيشه المرأة اليوم في العالم بأسره بل ستعمل على إيصال أنين النساء إلى العالم برمته والحث على الانتفاض.
“ستستمر حتى بلوغ الحرية”
وتابعت عائشة: “أن ما تقدم عليه السياسات العالمية بحق المرأة لن تخلق لدى النساء أي شعور بالخوف بل العكس تماماً، فكلما زاد الألم زادت رغبة التصدي للواقع وأساليب اضطهاد المرأة، فحتى الدول الغربية التي تدعي حريتها وديمقراطيتها لا تستطيع إيقاف ما تعانيه المرأة بل تزيده ألماً، فهي سياسة اضطهاد لا أكثر”.
مضيفةً بأن الواقع النسائي في العالم بحاجة لردود فعل جدية وغير محصورة ضمن دائرة عدد من القوانين التي اتخذت حيز الكلام بعيداً عن تقديم الدعم والمساندة للمرأة في جميع بقاع الأرض.
وأكدت عائشة أنهنّ كمنظمة مؤتمر ستار خاصة بالمرأة ستواصل نضالها بتوثيق الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة, وحثّ النساء على المطالبة بحريتهنّ, بالرغم من الصمت الذي يحاول كسر الحركات النسوية، بل وعلى كافة النساء الالتفاف حول قضيتهنّ ومناصرة بعضهنّ البعض.
وفي ختام حديثها بينت عائشة أن “الدورات التدريبية التوعوية التي تعمل من خلالها مؤتمر ستار على توعية النساء في كافة أماكن تواجدهنّ وفي العالم بأسره ستستمر حتى بلوغ حرية كل امرأة وإبعاد كل امرأة عن العنف الذي قد تتعرض له”.