جيهان محمد: يجب الاستعداد لثورة كردستانية شاملة تقودها المرأة

روناهي/ الدرباسية –

رأت الإدارية في لجنة المرأة بحزب الاتحاد الديمقراطي في الدرباسية، جيهان محمد، أن الثورات المندلعة في أجزاء كردستان الأربع، هي بداية لثورة كردستانية شاملة، يصل من خلالها الشعب الكردي إلى حقوقه المشروعة.

بالرغم مما تعرضت من جرائم واعتقالات على يد النظام الإيراني، لا تزال انتفاضة روجهلات كردستان وإيران مستمرة حتى اللحظة، متحدية الآلة العسكرية الجبارة للنظام الإيراني، والتي تقمع، وتقتل وتعتقل كل من يساهم في التخلص من النظام الشوفوني القائم منذ عقود في إيران، والذي قضى على كل ما يتعلق بالديمقراطية في إيران، في سبيل تعزيز قبضته السلطوية.

الانتفاضة، التي اندلعت كانت رداً على ممارسات السطات الإيرانية بحق الشابة الكردية جينا أميني، تلك السلطات التي اتخذت من الدين، وشرائعه حجة للقيام بجرائمها، هذه الانتفاضة أضحت اليوم ثورة عارمة تطالب بتغيير النظام الإيراني القائم، واستبداله بنظام ديمقراطي يحترم حرية الرأي والتعبير.

هذه الانتفاضة لم تعد اليوم محصورة بمدن روجهلات كردستان، بل إنها انتقلت لتشتعل في المدن الإيرانية كافة، بما فيها العاصمة طهران، وذلك لأن ممارسات السلطات الإيرانية لا تقتصر على الكرد فقط، بل أن الشعب الإيراني بشكل عام يُعاني من البؤس، والفقر، والقمع جراء السياسات، التي تتبعها السلطات في ذلك البلد، الأمر الذي أثار حنق الشعب الإيراني بشكل عام، ما دفعه إلى التوجه بالملايين نحو الشوارع والساحات، رافعين صوتهم، مطالبين بالحرية والديمقراطية.

جدائل غيّرت الواقع والزمن

وحول انتفاضة روجهلات كردستان، والدور الريادي، الذي لعبته المرأة في هذه الانتفاضة، متمثلة بالشهيدة جينا أميني، التقت صحيفتنا “روناهي” الإدارية في لجنة المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي بالدرباسية، جيهان محمد، التي أشارت إلى أن جدائل جينا أميني كانت شرارة فجرت انتفاضة عارمة في كل من روجهلات كردستان، وإيران، وقد جاءت هذه الانتفاضة ردا على الممارسات التي يقوم بها النظام الإيراني بحق الشعب عامة، وبحق الكرد بشكل خاص، وبحق المرأة على وجه التحديد، لأن هذا النظام يعود بعقليته إلى العصور القديمة، التي كانت المرأة فيها مضطهدة وتخضع لأقسى أنواع التعذيب.

وتابعت: هذه الانتفاضة أشعلتها المرأة، وقدمت لها الكثير من النجاح والاستمرارية، استكمالاً للطريق، الذي افتتحته جينا أميني بجدائلها الحرة، والتي باتت اليوم رمزا للحرية والتخلص من العبودية، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن هذا الدور الريادي للمرأة، لم يرق للنظام القمعي في إيران، فأخذ بمهاجمة المنتفضين الكرد، وغير الكرد، بهدف القضاء على هذه الانتفاضة، التي تسعى إلى تغيير هذا النظام القائم على أساس القمع والقتل، والتعذيب، والاعتقال.

حركة التحرر الكردستانية أنموذج يُحتذى به

جيهان أضافت: “ثورة باكور كردستان والتي يقودها حزب العمال الكردستاني، تعدُّ نموذجا للثورات الناجحة، حيث أنه على مدى أكثر من أربعة عقود لا تزال هذه الانتفاضة مستمرة، ويصعب على دولة الاحتلال التركي القضاء عليها، بالرغم من كل ما تستخدمه من أسلحة ومعدات بعضها مُحرم دوليا، وبرجع هذا النجاح إلى الدور الريادي والقيادي، الذي لعبته المرأة الكردستانية في ثورة باكور كردستان، لذلك، يجب على  شعبنا في إيران الاستمرار بهذه الانتفاضة، وأخذ المرأة الدور الهام بها، لأن المرأة الكردية أثبتت بروحها الثورية أنها قادرة على إحداث التغييرات المطلوبة، التي تُفضي إلى الحرية والديمقراطية، التي يسعى إليها شعبنا”.

نواة ثورة كردستانية

جيهان أردفت: “أجزاء كردستان الأربعة تعيش اليوم ثورات تواقة للحرية والديمقراطية ولكن، بالرغم من الحدود المصطنعة، التي تفصل هذه الثورات بعضها، إلا أننا نستطيع القول: إننا نعيش اليوم مرحلة مخاض لثورة كردستانية كبرى، والتي تعد خطوة أولى نحو تحرير كردستان الكبرى، والعيش في كنف دولته المستقلة بعيدا عن سياسات الاحتلال والإقصاء. لذلك، يُفرض علينا كنساء كرديات، في أجزاء كردستان الأربعة، تقديم الدعم والمساندة لانتفاضة روجهلات كردستان، حتى تُحقق أهدافها في الحرية والديمقراطية، ونحن، المنظمات النسوية في روج آفا، مستمرات في دعمنا لهذه الانتفاضة، من خلال مسيراتنا وفعالياتنا وبياناتنا، كي تتحول إلى ثورة شاملة تُطيح بالنظام القمعي القائم في طهران”.

وفي ختام حديثها بيَّنت جيهان: “أن وحدة الصف الكردي ضرورة ملحة اليوم أكثر من أي وقت مضى. لذلك، علينا تأجيل خلافاتنا الحزبية حتى تحقيق الهدف الأسمى، الذي ننشده جميعا، وهذا يتطلب من جميع الأطراف وضع المصالح الشخصية والحزبية جانبا، والانطلاق من المصلحة الكردية العامة، التي تُلبي مطامح الشعب الكردي في الحرية والديمقراطية، لإنهاء كل أشكال الاضطهاد والاستعمار، التي مُورست بحقه منذ قرون”.