سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

جيا كرد: المنتدى تذكير للمجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه داعش وأسراه

حوار/ غاندي اسكندر_

بين نائب الرئاسة المشتركة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بدران جيا كرد خلال حوار خص به صحيفتنا “روناهي” حول ما تمخض عنه منتدى (آفاق مكافحة إرهاب داعش ومصير أسراه) من مخرجات حيث أوضح “إن الدواعي التي دفعتنا إلى عقد هذا المنتدى في السليمانية، هي لتوجيه نداء إلى دول العالم أجمع حول ما يشكله مرتزقة داعش من تهديد وخطر، وأضاف: أنهم بصدد عقد مثل هذه الفعاليات في أوروبا والشرق الأوسط أيضاً، وأن المنتدى كانت له أصداء جيدة، حيث انبثقت عنه جملة من التوصيات الهامة بهذا الخصوص، مؤكدا أن قضية مرتزقة داعش لا تخص الإدارة الذاتية فقط، بل العالم كله معني بها؛ لأن الإرهاب مشكلة دولية بحته، هذا وقد جاء الحوار متضمنا المحاور التالية:
ما الأسباب التي دعت لعقد هذا المنتدى، وبهذا التوقيت بالذات؟
تم عقد منتدى “آفاق مكافحة إرهاب داعش ومصير أسراه” في السليمانية بحضور سياسيين وحقوقيين، وبرلمانيين وإعلاميين، ففي وقتٍ يتجدد فيه تهديد وخطر مرتزقة داعش على العالم، ولاسيما بعد الأحداث، التي جرت في سجن غويران بمدينة الحسكة، والتي جرت بعد التخطيط لها من قبل بعض القوى الإقليمية والدولية، كان من الضروري لنا كإدارة ذاتية تتحمل أعباء ونتائج قضية مرتزقة داعش لوحدها، أن نوجه نداءنا للعالم مجدداً حول الخطر، الذي يشكله مرتزقة داعش في المعتقلات وعوائلهم في المخيمات على منطقتنا والعالم أجمع، ولتذكير المجتمع الدولي بضرورة إيجاد حلٍ جذري لهذه القضية.

-لماذا لم يتم عقد المنتدى في شمال وشرق سوريا، كون الإدارة الذاتية تضمّ أكبر معتقلات لمرتزقة داعش في المنطقة؟
بقدر ما يهم تحقيق هدفنا في هذا الإطار، فإننا لا نركز على المكان، مع أن عقده في شمال وشرق سوريا دون شك أفضل، لكن هناك مشاكل متعلقة بإجراءات معينة، مثل إجراءات الحدود وما شابه، نحن نخطط للقيام بمثل هذه الفعاليات في أوروبا، والشرق الأوسط وباشور كردستان، والهدف منها: تنبيه العالم أن هذا الوضع يزداد سوءاً مع مرور الوقت، وهذه الفعالية ليست محاكمة، وإنما هي فعالية كما الفعاليات الإعلامية والدبلوماسية لإيصال صوت الإدارة الذاتية إلى كل مكان وبقعة من العالم.
هل حقق المنتدى النتائج المرجوة منه، وهل قرارته ملزمة؟
كما ذكرنا شارك في المنتدى سياسيون، وبرلمانيون، وأكاديميون، وحقوقيون، وأشخاص رفيعو المستوى، وتضمن المنتدى نقاشات مهمة، تركزت على الإرهاب، وقضية مرتزقة داعش، وظهرت العديد من الآراء القيّمة، وكان له أصداء جيدة، وانبثقت عنه جملة من التوصيات المهمة، منها حل قضية المرتزقة عن طريق محكمة دولية، وتقديم الدعم لقوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، وفتح باب التعاون بين الإدارة الذاتية وحكومة باشور كردستان والحكومة العراقية، وضرورة استمرار التعاون بين قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي لتكون محاربة داعش أكثر فاعلية في المراحل المقبلة. لكن؛ هذه كانت مجرد منصة مدنية محلية لمناقشة هذه القضايا، وليست مؤسسة قضائية أو حقوقية، والتوصيات التي انبثقت عنها ربما لن تلتزم بها الجهات السياسية والدولية، ولكن قد تشكّل نوعا من الضغط على المجتمع الدولي ليتحمل مسؤوليته تجاه قضية الإرهاب، وتوجيه أنظار العالم نحو قضية مرتزقة داعش، وأخطارها المتزايدة وإيجاد حل لها، بكل الأحوال هو توجه مهم وضروري في هذه المرحلة الحساسة، ونحن ماضون وفق رؤيتنا في هذا الإطار بكل إصرار.
 كيف بالإمكان تطبيق مخرجات المنتدى على الأرض، وما آليات التطبيق إن وجدت؟
الإدارة الذاتية تعمل على الأصعدة كافة؛ لتطبيق مخرجات هذا المنتدى، كما تقوم بالتحاور حول هذه المخرجات من النواحي القانونية، والقضائية، والسياسية، والدبلوماسية مع دول الاتحاد الأوروبي، والتحالف الدولي ضد مرتزقة داعش، والمنظمات الحقوقية ومنظمة الأمم المتحدة (UN) والمجتمع الدولي، لبحث سبل تطبيق نتائج المنتدى بشكل جيد، الأمور ستحتاج بعض الوقت لكن كما ذكرت لدينا رؤية في هذا المجال نحو شرح المخاطر والأبعاد وشكل التصدي.
 –أنتم تحثون المجتمع الدولي للقيام بمسؤوليته تجاه أسرى مرتزقة داعش لديكم، هل من جديد في هذا الجانب؟
إلى الآن لا يوجد حل جذري لوضع مرتزقة داعش وعوائلهم، وهو ما يتسبب بالعديد من الحوادث كما شاهدنا مؤخراً في سجن الصناعة بالحسكة؛ ولذلك النقاشات مستمرة لحث المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته تجاه هذه المشكلة كونها مشكلة دولية، وكما ذكرنا في المنتدى إن هذه المشكلة لا تتعلق بالإدارة الذاتية فقط بل بالمجتمع الدولي بأكمله، لأن الإرهاب مشكلة دولية، وإلى الآن لا يوجد أي قرار من المجتمع الدولي بخصوص إنشاء محكمة أو إعادة مواطنيهم، في هذا الخصوص لا يوجد أي تقدم نوعي إلى هذه اللحظة.
لكن بعد الأحداث الأخيرة في سجن الحسكة، أظهرت بعض الدول تخوفها، وأبدت استعدادها لحل المشكلة بشكل جدي، من خلال تحسين أوضاع النساء، والأطفال في المخيمات وحمايتهم، وأيضاً تحسين الوضع في المعتقلات، بعض الدول أيضاً تواصلت مع الإدارة لإعادة بعض مواطنيهم، ولكن بشكل انتفائي وهو ما يظهر بأن التردد والتخوف تجاه حل ملف الإرهاب، ما زال مستمراً، وللأسف لم يتم اتخاذ قرار جذري مع الإدارة الذاتية سواءً عبر المحكمة، أو الإعادة أو حتى دعم الإدارة الذاتية لتحسين أوضاع المخيمات والمعتقلات.
 لماذا لا يقوم المجتمع الدولي بالضغط على الدول التي لها دواعش في سجون الإدارة الذاتية لاستلامهم وتسوية أوضاعهم بشكل نهائي؟
ما زال المجتمع الدولي متقاعساً، ولا يقوم بمسؤولياته تجاه ملف الإرهاب، ويتذرع ببعض الحجج، والأسباب التي قد لا تكون منطقية ولا نراها محقة، لأنه تهرب من المسؤوليات ليس إلا، وموقف المجتمع الدولي ضعيف جداً بالنسبة للتضحيات التي قُدمت في سبيل محاربة الإرهاب، عدم اتخاذ أي قرار إلى الآن هو بسبب حساباتهم السياسية، وأجنداتهم الاقتصادية مع تركيا، وبعض الجهات الأخرى؛ فلذلك هم لا يريدون أن يوتروا علاقاتهم مع تلك الدول التي لها أجندات معها ، متذرعين ببعض الحجج الواهية من قبيل أن الإدارة الذاتية من الناحية السياسية لا تزال غير معترف بها؛ ولذلك لا نستطيع القيام بأي  خطوة جدية أو إنشاء محكمة، ولكن السبب الأساسي هو مراعاة أجنداتهم مع تركيا، وهذا ما يمنعهم من تحمل مسؤولياتهم وهذا ما نراه خطراً علينا جمعياً لأن هذه السياسات المترددة والتهرب من المسؤوليات سوف يلحق الضرر بتلك الدول وبالعالم أجمع.
 –ما دور المحتل التركي في كل ما يجري في المنطقة من انتهاكات، وهجمات ودعم لمرتزقة داعش؟
دور دولة الاحتلال التركي واضح وعلني، هو دعم الإرهاب بكل أشكاله خاصة مرتزقة داعش؛ لتمرير أجنداته الخاصة وإطالة عمر الأزمة في سوريا، وإحداث صراعات بين شعوب المنطقة وبالتالي تحقيق مشروعه الاحتلالي، وتغيير هوية منطقتنا بشكل أو بآخر، وهذا الدعم والتوجه بات من استراتيجيات تركيا التي لا تتنازل عنها على مستوى العالم، لذا العالم والمجتمع الدولي اليوم مطالب بشكل قوي لردع هذه التوجهات لأنها تمثل خطر غير محدود على كافة المستويات والمجالات إقليمياً ودولياً.
 –ماذا بشأن العدد الكبير لعوائل مرتزقة داعش، وأطفالهم في مخيم الهول، الذي يشكل خطراً كبيراً على العالم أجمع؟
هذه القضية من تبعات داعش، هي قضية دولية وليست قضيتنا فقط، نحن الآن نحاول المضي نحو الحفاظ على المكاسب، التي تحققت من خلال القضاء على مرتزقة داعش عسكرياً، ولكن لوحدنا لا نستطيع القيام بما هو مطلوب، وبجب أن يكون هناك دعم من المجتمع الدولي، لابدّ من دعمٍ في هذا المجال أما إعادة الأطفال والنساء أو إعداد المحاكمات بحق من عليه تهم وجنايات، وأيضاً دعم الإدارة في هذا المجال، هؤلاء جميعهم يشكلون خطراً كبيراً، ولابدّ من عملية تعاون دولي معنا في هذا الشأن.
 –ما مناشدتكم للعالم الصامت، وللمؤسسات الدولية المعنية للتخلص نهائيا من هذه المعضلة المتمثلة بداعش؟
بكل أسف لا زال التعاون غير كافٍ ودون المطلوب، نحتاج لأن يتم رؤية هذه القضية من منظار أن داعش يشكل خطراً على الجميع، ويجب التعامل معه على هذا الأساس، كما ذكرت هي قضية العالم برمته، نحن الآن وأمام الدعم التركي الكبير لداعش، أمام عودة منظمة لداعش، التي يكون لها تبعات سلبية جداً، وستكون هناك مخاطر كبيرة من جديد، علينا التعاون معاً وبشكل عاجل للانتهاء من هذه المعضلة؛ لأن موضوع سجن الحسكة كان تنبيهاً ورسالة واضحة للعالم أجمع؛ لذا لا بد من إعادة النظر بكل ما هو مرتبط بهذا المجال، وإعداد رؤية واضحة ومتوازنة لآليات التصدي للإرهاب للتخلص منه.