جودي رشو.. اثنا عشر عاماً من النضال وصولاً  للعملية الفدائية في باصلة

الشهباء/ فريدة عمر ـ

نفذت قوات تحرير عفرين، في 30 كانون الثاني من العام 2024، عملية نوعية، ضد الاحتلال التركي ومرتزقته، في قرية باصلة، التابعة لناحية شيراوا، بريف مقاطعة عفرين المحتلة، حيث قتل خلالها العديد من الجنود الأتراك والمرتزقة، وتم تدمير عدة مواقع لهم، واستشهد إثرها خمسة من قوات تحرير عفرين، بعد مقاومة بطولية في وجه المحتل التركي، وكان منهم الشهيد جودي رشو.

 انضم جودي رشو إلى الحركة، في العام 2012 مع انطلاقة ثورة روج آفا، وشارك في العديد من المعارك والجبهات، واستشهد خلال المرحلة الثانية من مقاومة العصر، في العملية الفدائية لقوات تحرير عفرين في قرية باصلة.

نبذة عن حياته

ولد الشهيد حميد رشو، الاسم الحركي “جودي رشو”، في الأول من شهر كانون الثاني من العام 1998، في قرية بافلور التابعة لناحية جندريسه في عفرين المحتلة، لديه شقيقتان وأربعة أشقاء، وهو الابن الأوسط للعائلة.

 درس جودي رشو المرحلة الابتدائية، من ثم تعلم مهنة الخياطة، وعاش العديد من سنوات حياته في مدينة حلب مع أسرته، حيث كبر وترعرع في كنف عائلة وطنية، من ثم انتقلوا للعيش في مقاطعة عفرين في العام 2011.

ومع انطلاقة ثورة التاسع عشر من تموز، في العام 2012 انضم الشهيد جودي، إلى وحدات حماية الشعب، مثل الآلاف من شبان مدينته، وكأوائل المنتسبين للقوات العسكرية، أخذ جودي رشو، اسما حركيا له منذ بدء انضمامه، ليستكمل به مسيرة 12 عاماً من النضال.

مشاركته في معارك عدة

مع بدء انضمامه لوحدات حماية الشعب، اتخذ على عاتقه مسؤولية الدفاع عن أرضه، وحماية مكتسبات الثورة، والتصدي للعدوان والاحتلال، فشارك في مقاومة حيي الشيخ مقصود في العام 2013.

كما وشارك الشهيد جودي رشو، بالحملات العسكرية في منطقة الشهباء، وتحريرها من رجس المرتزقة والإرهاب في العام 2016، ومع بدء هجمات الاحتلال التركي على عفرين 2018، شارك الشهيد جودي في مقاومة العصر بمرحلتيها الأولى في عفرين، والثانية ضمن قوات تحرير عفرين مع تشكيلها، إيماناً منه بالنضال لتحرير أرضه من الاحتلال ومرتزقته، وعودة مهجري عفرين على أرضهم بكرامة.

الوفاء بالعهد

وفي هذا السياق، تحدث إبراهيم رشو “والد الشهيد جودي”، لصحيفتنا “روناهي” عن حب وإخلاص جودي: “قبل انضمامه للحركة وحتى يوم استشهاده، كان دائما متأثرا بما يعانيه الشعب الكردي، وجميع الشعوب المظلومة، حيث أن الشهيد جودي أسر عند عودته من مقاومة حلب لمدة 58، إلا أن ذلك لم يؤثر على نضاله، ومع تشكيل قوات تحرير عفرين، أخذ على عاتقه مسؤولية النضال والمقاومة في وجه الاحتلال التركي ومرتزقته، وناضل بكل شجاعة كي يوفي لنا ولجميع مهجري عفرين عهد التحرير والنصر”.

وأشار، إلى مدى تعلق وتأثر الشهيد جودي بالشهيد كاركر: “إن استشهاد كاركر المقاتل في قوات تحرير عفرين، والذي استشهد بتاريخ 10-6-2023 إلى جانب عدد آخر من المقاتلين، نتيجة استهداف سيارتهم من مسيّرة تركية على طريق ناحية الأحداث بمنطقة الشهباء، أثّر في نفس الشهيد جودي وجعله أكثر إصراراً للمشاركة في العملية الفدائية التي أجريت بقرية باصلة، للانتقام له ولجميع الشهداء”.

فخورون بنضال ولدنا

وفي ختام حديثه؛ أكد والد الشهيد جودي “إبراهيم رشو”، بأنهم فخورون بنضال ولدهم ورفاقه الشهداء: “إننا عائلة الشهيد جودي، منذ انضمامه إلى الحركة وحتى لحظة عمليتهم الفدائية، فخورون به، وبنضال زملائه، كما أننا نتعهد بالسير على خطاه وخطا شهداء حركة الحرية، حتى تحقيق النصر ودحر الأعداء على أرض عفرين الطاهرة والمناطق المحتلة، وتحقيق كردستان حرة”.

يشار، إلى أن  الشهيد “جودي رشو” استشهد مع أربعة من زملائه، ضمن المرحلة الثانية لمقاومة العصر، في 30 كانون الثاني من العام 2024، خلال عملية فدائية في قرية باصلة ضد جيش الاحتلال التركي ومرتزقته.