جهاد الأمهات في رمضان… جنديات معطاءات بصمت

إعداد/ دعاء يوسف _

كل شيء في وقته معد، ورغبات الصائمين مجابة، عمل مستمر لساعات دون شكوى، إذ تستقبل المرأة رمضان بسرور محاولة اغتنام الفرصة للتفرغ للعبادة والطاعة والتقرب إلى الله تعالى، وإلى جانب ذلك تسعى لتوفير الأجواء الرمضانية لأفراد أسرتها بخلق جو للعبادة بينهم، وتقوم بالأعمال

 والمستلزمات المنزلية، مثل: نظافة المنزل والبقاء في المطبخ لإعداد مائدة الإفطار، وتعليم الأبناء، إلى جانب ذهابها إلى عملها كل يوم، فمع قدوم كل رمضان تزداد الأعباء على كاهل المرأة.

هل الأمهات تصوم مثلنا؟

ففي شهر رمضان، يتوجب على الأمهات إعداد وجبة شهية ولذيذة، وكاملة للصائمين، إضافة إلى توفير الرغبات والطلبات المختلفة للأسرة؛ ما يضطرها للوقوف ساعات طويلة من أجل إعداد الطعام وطهيه، وما يتبعه من طلبات إعداد طبق الحلوى أو تحضير المشروبات والعصائر، وما تلبث أن ترتاح قليلاً حتى يأتي موعد السحور، فتعيد كَرَّةَ التحضير له، فهي تقضي معظم يومها ووقتها في المطبخ.

إلى جانب ذلك، تحرص الأمهات على إعداد المائدة، وتنظيف المنزل وترتيبه يومياَ، حتى يكون مهيأً ومريحا لأهل المنزل، الأمر الذي يتطلب منها عملا آخر طوال نهار رمضان. ومع هذه الأعمال التي تقع على عاتقها، تقوم بدورها المعتاد في متابعة دروس الأبناء، وتهتم بصحتهم ونظافتهم وسلوكهم؛ ما يزيد من الأعباء التي تتحملها، وإلى جانب ذلك فهي تُعين زوجها، وتخفف عنه أيضاً أعباء المصروف اليومي.

إذ لا يقتصر عمل المرأة على المنزل فقط، فنجد الكثير من ربات المنزل تعمل في مجالات مختلفة، وهنّ مطالبات بأن يكنّ على قدر كبير من المسئولية والاجتهاد والالتزام في أعمالهن أيضاً، فأصبح لديها عملان بدوام كامل، عمل خارج المنزل وآخر داخله دون توقف، أو إجازات أو راحة، فهل حقاً تصوم ربات المنازل مثلنا؟

وهذا الجهد اليومي الذي تقوم به الأمهات والزوجات في رمضان، يتضاعف ثلاث مرات إذا ما دعت الأسرة أحد الأقارب أو الأصدقاء، فهذا أيضا عمل آخر لها، فتلزم نفسها في جلب أنواع الطعام وطهيه وتحضيره، وترتيب المنزل، وتنظيفه لأن يكون لائقا لاستقبال الضيوف.

ومع كل ما تقدمه يرافقها دوماً شعور بالذنب خوفا من التقصير في حق بيتها وزوجها وأطفالها، وشعور آخر بالضيق؛ لأنها لا تجد الوقت لأداء العبادات على أكمل وجه، وكما يجب في شهر رمضان، فلا هي تملك الوقت لصلاة قيام الليل بسبب الإنهاك والانشغال الدائم بالأطفال، وإعداد الطعام.

لأن ربات المنزل لا يعبرن عما يشعرن به من إجهاد وتعب في أثناء الصيام، ننسى أنهن يصمن مثلنا، ونعتقد أننا وحدنا الصائمون، ولكن هل من الممكن أن تتخيل الأعباء، التي ذكرناها جميعا مع الصيام، لما يصل إلى أكثر من 12 ساعة من الصيام؟ يبدو أنهن يملكن قوة خارقة، وأننا اعتدنا ذلك.