جلسة حوارية لمجلس المرأة السورية بمنبج

منبج/ آزاد كردي ـ

تحت شعار “معاً نحمي ثورتنا ونحرر أراضينا”، نظّم مجلس المرأة السوريّة في منبج، جلسة حوارية بمناسبة يوم المرأة العالمي، وذلك في مكتبة محمد منلا غزيل، في السادس من شهر آذار الجاري.

وفي إطار سلسلة الفعاليات التي أطلقتها منصة الفعاليات المشتركة للحركات والتنظيمات النسائية في شمال وشرق سوريا، بمناسبة قدوم اليوم العالمي للمرأة، أقام مجلس المرأة السوريّة في منبج جلسة حوارية بعنوان “معاً نحمي ثورتنا ونحرر أراضينا” في مكتبة محمد منلا غزيل، وقدمتها الإدارية في مجلس المرأة السورية مريم الحياني.

مناسبة العيد

وتمحورت الجلسة، في الحديث عن مناسبة يوم المرأة العالمي، وأشارت الإدارية في مجلس المرأة السورية مريم الحياني بأن: “يوم الثامن من آذار يعود إلى أثر الاضطرابات والاحتجاجات التي قامت بها المرأة في عام1857م، في العاصمة الأمريكية نيويورك ضد النظام الحاكم الهادف لحماية وترسيخ سلطته، في حينها انتفضت العديد من النساء وأبدين مقاومة بطولية لا نظير لها، للمطالبة بأخذ دورهن التاريخي والاعتراف بحقوقهن في كافة مجالات الحياة، وتحسين ظروف العمل مساواةً بالرجل وتخفيض ساعات العمل الطويلة ورفع مستوى الأجور، ومنحهن الحق في الاقتراع والمناصفة بالحقوق السياسية”.

وعطفاً على ما سبق، أوضحت المحاضرة بأن: “احتجاجات الثامن من آذار شرارة تحولت إلى انتفاضة نسائية بمشاركة كافة نساء العالم، وهكذا وعن طريق النساء الناشطات والكادحات تم إعلان يوم الثامن من آذار يوماً عالمياً للمرأة من قبل منظمة الأمم المتحدة عام 1977، ويعتبر من أهم الخطوات التي حققتها المرأة في العالم بكل أطيافها وعلى تنوع ثقافاتها، كما يُعبّر هذا اليوم عن كفاح المرأة صانعة التاريخ، المرأة التي ناضلت على امتداد قرون من أجل بناء مجتمع تشاركي، وأن يكون رمزاً لنضال المرأة وحقوقها”.

ريادة المرأة بالثورة

وحول ثورة روج آفا، تطرقت المحاضرة في حديثها عن ذلك بالقول: “إن شرارة الثامن من آذار هي ثمرة نضال المرأة عبر التاريخ ضد ذهنية الاستبداد الذكوري، وهي شعلة النضال التي لن تنطفئ يوماً، وخير دليل على ذلك ثورة روج آفا التي امتدت لشمال وشرق سوريا وكافة سوريا”، مشيرةً إلى أن المرأة قادت هذه الثورة واتسمت بطابعها الخاص، واستطاعت من خلال الثورة إظهار قدراتها بأن تكون الأم والقيادية والسياسية والدبلوماسية في آنٍ واحد، وعلى إثر ذلك عُرفت الثورة في شمال وشرق سوريا بثورة المرأة، فكانت نموذج يُحتذى به، وكطليعة لجميع النساء من كرد عرب وآشور وسريان وشركس وأرمن وإيزيدين”.

إنجازات المرأة

وعن إنجازات المرأة، نوهت المحاضرة إلى أن: “المرأة في شمال وشرق سوريا أثبتت بأنها قادرة على تغيير الذهنية الذكورية، وذلك بتنظيم نفسها في كافة مجالات الحياة، وأخذها الدور الطليعي لبناء مجتمع ديمقراطي أخلاقي وكقوة عسكرية للدفاع عن ذاتها والتي حاربت داعش، وحققت انتصارات كُتبت بتاريخ نضال حرية المرأة بتحريرها لكافة المناطق في شمال وشرق سوريا”.

وتابعت: “استطاعت المرأة أن تلعب دوراً بارزاً وهاماً خلال الأزمة السوريّة، وتمكنت من إبراز مكانتها ومن الارتقاء إلى مواقع صنع القرار، وإثبات كيانها في كافة المستويات الحزبية والسياسية والإدارية، وتميزت في تنمية قدراتها العملية والتنظيمية لترسيخ خطواتها نحو التقدم والتطور، ولا تزال مستمرة في عملها ونضالها الدؤوب للحفاظ على الإنجازات والمكتسبات التي حققتها بفضل شهيدات الحرية، وأصبحن لنا منارة، نمضي قُدماً في دربها بتصميم وشجاعة لتحقيق الحياة الحرة، ولِنُكمل ميراث مسيرة المناضلات من الثامن من آذار حتى العصر الراهن”.

“ولا تزال المرأة ضحية للأنظمة الاستبدادية والعقلية الذكورية المهيمنة المفروضة عليها، والتي تؤدي إلى فرض الأحكام والتشريعات غير العادلة والقوانين الجائرة بحق المرأة، وهذا من خلال العادات والتقاليد تارةً وتارةً أخرى باسم الدين تُسلب منها حريتها وحقوقها، فأصبحت رهينة العيب حتى أنها جالبة للعار، فدُفنت وهي حيّة وُرجمت وعُوقبت بالقتل والحرمان من الحياة”، بحسب المحاضرة.

استمرار النضال

وأردفت بأن: “المرأة عانت في المناطق المحتلة (عفرين – كري سبي/ تل أبيض – سري كانيه – إدلب) من قبل النظام التركي والمرتزقة الداعمين له، والذي ينتهج ممارسات عدائية وانتهاكات العنف المباشر والمتمثل بالقتل والاغتصاب، الاختطاف والاتجار بها، والنزوح والتهجير وارتكاب جرائم الإبادة”.

واختتمت الإدارية في مجلس المرأة السورية، مريم الحياني حديثها بالقول: “ينبغي على المرأة أن تواصل إنجازات شهيداتنا بالنضال والمقاومة، وننادي جميع نساء سوريا من أجل أن نتكاتف سويةً لنحمي ثورتنا، ونكثف ونطور نضالنا ونحافظ على قيم إرث المرأة المناضلة، ونتعهد بتصميم عالٍ بأننا سنبقى محافظين على هذا الإرث التاريخي لمقاومة المرأة وسنحوّله إلى عصر الحرية، وسنعمل معاً ونناضل ونكافح من أجل إرجاع كافة النساء النازحات والمهجرات قسراً إلى أرضهن الحبيبة، ومن أجل بناء سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية”.[صمت