جدل حول ارتفاع أسعار الخضار والفواكه في مدينة قامشلو

قامشلو/ رشا علي –

ارتفاع أسعار الخضار والفواكه عبء جديد من بين الأعباء التي تُثقِل كاهل المواطنين, فما هي أسباب ارتفاع أسعار الخضار والفواكه في مدينة قامشلو؟ وما هو دور الرقابة؟ 

بعد أن شهدت الليرة السوريّة انهياراً بقيمتها أمام الدولار الأمريكي نتيجة الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ ما يُقارب عشرة أعوام، وارتفعت أسعار السلع والمواد كافة بشكل جنوني، وكان للخضار والفواكه نصيب من هذا الارتفاع, وارتفعت معها  صرخات المواطنين.

وبخصوص ارتفاع أسعار الخضار والفواكه تجولت صحيفتنا “روناهي” في سوق حطين بمدينة قامشلو، وهو من الأسواق التي تكون غالباً مكتظة بالمواطنين، ولكننا استغربنا لمشاهدة السوق شبه خالي من المواطنين، أين ذهبت عجقة السوق؟

 ارتفاع الأسعار عن حدها الطبيعي

 وحول هذا الموضوع التقت صحيفتنا “روناهي” مع العديد من المواطنين في مدينة قامشلو، حيث التقينا إحدى المواطنات التي رفضت الإفصاح عن اسمها، واشتكت من ارتفاع أسعار الخضار والفواكه مشيرةً إلى وجود اختلاف في الأسعار بين المحلات التجارية نفسها وبين البسطات أيضاً.

كما بينت المواطنة بأن عائلتها مؤلفة من ثمانية أشخاص وليس لهم معيل إلا ابنها الكبير؛ وقالت: “ابني هو المعيل الوحيد ويعمل نجاراً, فعمله لوحده لا يكفينا لأن الأسعار خرجت عن حدها الطبيعي، الخضار والفواكه من الأساسيات التي لا نستطيع الاستغناء عنهما في حياتنا اليومية”.

وعبّرت عن استيائها من الأسعار المرتفعة للخضار والفواكه بقولها: “البقدونس أقل الخضار سعراً جرزتها تباع بـ 500 ليرة سوريّة، فما بالك عن أسعار بقية الخضار, وعند مجيئي إلى السوق لا أستطيع شراء ما يلزمني من الخضار والفواكه بسبب الارتفاع الجنوني”.

 عدم القدرة على شراء الخضار والفواكه

 أما المواطن محمود محمد متزوج ومع أنه ليس لديه أطفال إلا أن عمله اليومي لا يكفي لتقديم ما يلزم لمنزله، فقال: “عن ماذا أتحدث عن أسعار الخضار والفواكه؟ إنها غالية جداً, ولا أستطيع شرائهما كل يوم, فسابقاً كانت الخضار والفواكه تباع بأسعار مقبولة, ولكن اليوم أصبحت أسعارها جنونية”.

الكثير من العائلات التي لا تستطيع شراء الخضار والفواكه، ويقول محمد: “هناك من لا يستطيع شراء الفواكه، وفي الأسواق والمحلات لا توجد هناك فاكهة سعر الكيلو منها أقل من ألفي ليرة سوريّة، ويعملون يوماً كاملاً مقابل ثلاثة آلاف ليرة, هؤلاء كيف سيشترون الفواكه؟”.

 بيع ضعفي ما أبيعه اليوم

 وفي السياق ذاته التقينا مع أحمد إبراهيم صاحب محل خضار وفواكه في مدينة قامشلو، والذي أشار في حديثه عن عمله الذي يواظب عليه منذ  12 عاماً، ولكنه يندهش من قلة حركة شراء المواطنين للخضار والفواكه مقارنةً بالسنوات السابقة, وقال: “في هذه الأيام أجد حركة المواطنين المقبلين على شراء الخضار والفواكه ضئيلة جداً، لأن ارتفاع الأسعار أثّر على الحركة الشرائية، سابقاً كنت أبيع ضعفي ما أبيعه اليوم من الخضار والفواكه”.

وأكد إبراهيم في حديثه بأنه يقوم ببيع الخضار والفواكه متقيداً بقائمة الأسعار التي تحددها لجنة حماية المستهلك, وعن ارتفاع الأسعار قال: “ارتفاع الأسعار يأتي نتيجة ارتفاع أجور النقل والعاملين من عملية تنزيل وتحميل, وهذا يدفع التاجر لرفع الأسعار على البائع وهو بدوره يرفع السعر على المستهلك, وهناك جشع واحتكار من قبل بعض التجار في رفع الأسعار”.

الاطلاع بشكلٍ يومي على فواتير التجار

يقوم مكتب تحديد الأسعار عن طريق لجنته بالاطلاع وبشكل يومي على فواتير التجار عن طريق زيارة التجار في سوق الهال, ومن خلال معرفة التكلفة يُحدد السعر للتاجر.

 ينشر مكتب تحديد الأسعار قائمة أسعار بيع الفواكه والخضار على التجار للتقيد بها، ومن أسباب اختلاف الأسعار وارتفاعها هو تكاليف اختلاف الكمية من تاجر لآخر واختلاف الدولة التي استورد منها السلع, واختلاف نوعية الخضار أو الفواكه، بالإضافة إلى تكاليف الشحن والجمارك لأن غالبيتها تستورد من دول الجوار.

وفي هذا الصدد التقينا مع أحمد كوتي الرئيس المشترك لشعبة التموين في مدينة قامشلو حيث أشار بالقول: “بأن مكتب تحديد الأسعار ينشر الأسعار اليومية على التجار للتقيد بها”.

 مخالفة التجاوزات

 وقال كوتي: “نقوم بمخالفة المتجاوزين، كما نجري الجولات التموينية بين المحال لضبط الأسعار والتأكد من التزامهم بها”.

واختتم أحمد كوتي الرئيس المشترك لشعبة التموين في مدينة قامشلو حديثه بالقول: “نتلقى الكثير من الصعوبات لعدم تواصل المواطنين معنا في الإبلاغ عن التجاوزات في الأسعار التي نحددها وعمليات البيع بأسعار مرتفعة، ونحن مستعدون لاستقبال الشكاوى من المواطنين والتحقق منها, وهذه الأرقام للتواصل مع شُعَب التموين (0981160926 ـ 0930228910).