جامعة روج آفا … إرثٌ علميٌ وحضاريٌ

تقرير/ ميديا غانم –

روناهي/ قامشلو – تعتبر جامعة روج آفا خطوة مميزة ورائدة قامت بها الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم الجزيرة بمجال التعليم العالي، وحلم حققته لأبنائها بأن يدرسوا مرحلتهم الجامعية بلغتهم وفي مدينتهم لتحميهم من مخاطر الطريق الطويل إلى مدن أُخرى في ظل هذه الحرب الدائرة بمعظم المناطق السورية، وأيضاً خففت عنهم أعباء المصاريف الباهظة التي كانوا يقدموها.

وبمناسبة مرور السنة الثانية على افتتاحها برهنت للجميع بأنها صرح علمي جمعت فيه الطلبة من شعوب روج آفا كافة تحت سقف واحد وأصبحت منبراً يقصده الوفود الأجنبية ليطلعوا على هذا الصرح الذي وصل صداه للعالم أجمع.
ويجدر بالذكر؛ إن الجامعة افتتحت في5/7/2016م، وبدأت بخمس كليات (البترول, البتروكيمياء, الزراعة, الآداب, والعلوم التربوية)، وفي العام الذي تلاه تم افتتاح كلية الفنون الجميلة والجنولوجيا (علم المرأة).
وأكد لنا الرئيس المشترك لكلية العلوم التربوية سليم حسن إن إجمالي عدد الطلبة 750 طالباً وطالبة تقريباً، حيث يدرسون في الجامعة لمدة عامين ومقسم على ثلاثة فصول، مشيراً «بأنه يقدم فيها الطالب في الفصل الخامس أي قبل الأخير (الإستاجات)، وهي عبارة عن دروس علمية لمعرفة مستوى الطلبة والهدف منها خلق مدرس ناجح ويكون قريباً من طلابه، وتكون على ثلاث مراحل مرحلة المشاهدة، ومرحلتي الإلقاء الجماعي والإلقاء الفردي، وعلى هذا الأساس يتم تقييم أسلوبه من المعلمين والإدارة ونركز بشكل خاص على انضباطه وسلوكه، والروح الجماعية والتعاونية بينه وبين الطلبة، ناهيك عن التقييم اليومي لهم»، مؤكداً: «في نهاية العام يقدم الطالب مشروع التخرج وعلى أساسه يتم تخريجه» ونوه حسن: «واجهتنا عدة صعوبات في البداية وأهمها كان تأمين المواصلات والسكن للطلبة وقد تخطينا هذه المشكلة بتأمين السكن والمواصلات لهم، وأيضاً قلة المراجع وعدم وجود مكتبة في الجامعة وقلة أجهزة المخبر ولكننا بروح التعاون بين المعلمين تجاوزنا كل هذا وأمننا كل المراجع المطلوبة وبشكلٍ طوعي، وكما قدمت لنا الإدارة كل الأجهزة اللازمة للمخبر، ونعمل في العام القادم على كتابة كافة المراجع باللغة الكردية»، وأضاف: «بعد قرابة شهرين من الآن سيتم تخريج أول دفعة من كلية الآداب وكلية العلوم التربوية».
واختتم الرئيس المشترك لكلية العلوم التربوية سليم حسن حديثه بالقول: «نلاحظ تطور في مستوى الطلبة الدراسي, وأتمنى أن نجدهم بعد التخرج يقومون ببناء هذا المجتمع وفق ما تعلموه في الجامعة، ونسعى في العام المقبل إلى إدراج الدراسات العليا ضمن برنامجنا التعليمي».

خطوة تاريخية في جامعة روج آفا

وأيضاً حدثتنا مدرسة مادة الجنولوجيا في جامعة روج آفا دجلة كولي من مدينة قامشلو، حيث قالت: «افتتحت كلية الجنولوجيا في الشهر التاسع من العام المنصرم»، منوهةً: «تعتبر خطوة تاريخية للجامعة، ولا ننكر إنه في البداية واجهنا عدة صعوبات، حيث كانت تجربة جديدة وهي الأولى في العالم، فلم تعرف الطالبات ما الهدف منها وما سيستفدن منها فلم نرى هذا الإقبال الكبير، ولكن بمرورهن بهذه التجربة تلقين خبرة واسعة واستفدن إلى حدٍ كبير، حيث تعرفن على كل المعلومات المتعلقة بتاريخ المرأة، ودورها الفعال منذ بداية التاريخ وفي المجتمع الطبيعي، ومعرفتها بحياتها وحقوقها وواجباتها والظلم التي تعرضت له على مر العصور، ووجدنا تقدماً ملحوظاً على المستوى الفكري لهن»، مشيرةً: «يبلغ عدد الطالبات حوالي 25 طالبة، ونسعى في السنة القادمة إلى معرفة مجتمعنا أكثر بهذا الفرع عن طريق الإعلام المتواجد في إقليم الجزيرة، لنصل بذلك إلى هدفنا من تدريس علم المرأة (الجنولوجيا)».
كما وأكدت لنا الطالبة في جامعة روج آفا كلية الجنولوجيا زينب محمد: «إنها تجربة ممتعة ومميزة وفريدة من نوعها، فهذه المادة هي علم المرأة وبالتالي فإنها تمثلها ويتمحور حول حياتها وواقعها وكيفية إيجاد الطريق المناسب للعيش بحرية ضمن منهاج موسع، وقد استفدت منها كثيراً، وما يشجعنا على الدراسة وتحقيق طموحاتنا معاملة المدرسين معنا والتي ترسخت على أساس الصداقة والاحترام المتبادل».