جائزة الـ “إيمي” كرديّة بامتياز

قامشلو/ عبد الرحمن محمد –

حصل شابان من روج آفا، وهما الناشط الإعلامي والمنتج المحلي عبد الرحمن داوود من قامشلو والناشط الإعلامي والمنتج برزان عيسو من كوباني على جائزة الـ “إيمي” الأمريكية التي تُمنح للمسلسلات والبرامج التلفزيونية المختلفة، وهي جائزة أُنشِئت عام 1949، وتماثل جائزة الأوسكار التي تمنح لإنتاج الأعمال السينمائية، فيما تختص “إيمي” بقطاع الإنتاج التلفزيوني.

وتنظم الجائزة الأكاديمية الدولية للفنون والعلوم التلفزيونية، وهي منظمة تتألف من وسائل الإعلام وشخصيات رائدة تنتمي لأكثر من 50 بلداً و500 شركة من جميع القطاعات التلفزيونية حول العالم.

الجائزة مُنحت هذا العام لأفضل فلمين وثائقيين هما (خطف من قِبل داعش والفيلم الآخر بعنوان سقوط الخلافة) يتحدث الفيلم الأول عن رحلة بحث أب أمريكي عن طفليه أثناء تحرير الباغوز بعد أن خطفتهم الأم التي انضمت لمرتزقة داعش، لينتقل البحث بعد ذلك إلى مخيم الهول، ويسلط الفيلم الضوء على استغلال الأطفال وإيذائهم كونهم أمريكيين، وصعوبة إيجادهم رغم البحث الحثيث، وتنتهي القصة نهاية حزينة كون الأب لم يستطع الوصول إلى طفليه رغم كل محاولاته، لتستمر رحلة البحث عنهما رغم الإحباط المؤقت.

الفيلم الآخر هو سقوط الخلافة ويتحدث عن انهيار دولة الخلافة المزعومة ولكن على الرغم من سقوطها “عسكرياً وجغرافياً” إلا أن “فكر” داعش مستمر ويسلط الضوء حول استمرار الفكر المتطرف والارتزاقي وخصوصاً الأجانب المنضمين واستهدافهم للمعتدلين، وعن غض العالم الطرف عن مسألة الإنسانية والاجتماعية وخطورتها على المنطقة والعالم.

الناشط الإعلامي عبد الرحمن داوود أحد الفائزين تحدث عن دورهما في الفيلم حتى حصلا على الجائزة بالقول: “دورنا كان كمنتجين محليين (منسقين محليين) أنا وزميلي برزان عيسو ضمن فريق من وكالة vice news HBO”.

داوود أضاف: “كنا ننسق العمل مع الهيئات والسلطات المحلية وكنا نقترح أفكار لإغناء القصة ونترجم للغة الإنكليزية، مثلاً أنا اقترحت التطرق لقصة فتاة إيزيدية طفلة أثناء تحريرها من داعش ولم شملها مع عائلتها بعدما قُتِل والديها في فيلم انهيار الخلافة”.

في ختام حديثه أبدى عبد الرحمن داوود سعادته بنيل الجائزة ولكنه أضاف أن فرحته منقوصة يقول:” أنا فخور جداً بهذه الجائزة في رحلة البحث عن أطفال أمريكيين، لكنني سأكون فخوراً أكثر إن حصلت على جائزة لفيلم يتحدث عن الحاجة لتحرير آلاف الأطفال الإيزيديين وأطفال من شمال وشرق سوريا، وأفلاماً تتحدث عن مخيمات واشو كاني وسري كانيه ورحلات النزوح، عن فيلم يتحدث عن قتل يومي بيد مرتزقة داعش لأطفال أبرياء في مخيم الهول دون حماية دوليّة، وصمت دولي واضح وفاضح لانتهاك معايير حقوق الإنسان، الطفل ليس لديه هوية أو انتماء سواء كان عربيّاً أو كرديّاً مسلماً أو مسيحياً”.