تل كوجر/ مثنى المحمود ـ
استبشر مزارعون ومربو الماشية، التي هطلت على مناطق إقليم الجزيرة، لما لها من تأثير إيجابي على الموسم الزراعي والرعوي، بعد الجفاف، الذي مر في العام الفائت، والذي لاحت بوادره بداية العام الحالي.
يرى غالبية الأهالي أن الثلوج، التي هطلت تسهم في تعافي القطاع الزراعي برمته، بعد أن ترك العديد من مربي الماشية تلك المهنة، التي امتهنها آباؤهم وأجدادهم لسنوات، بسبب الخسائر المتلاحقة، جراء الاعتماد على الأعلاف كغذاء لها، في انعدام المراعي، التي كانت تشكل مصدراً مهماً في تغذيتها، كما أن المزارعين أصبحوا يمنّون النفس بموسم، يعيد لمناطق شمال وشرق سوريا الاتزان في توفير محصول القمح، الذي يشكل المادة الأكثر أهمية للمواطن.
عودة المراعي
أسهمت موجة الثلوج، التي تساقطت في بداية العام على مناطقنا، بتغيير ملموس على صعيد تربية الحيوانات، حيث أشار المواطن أحمد الحمدان المقيم في قرى الجنوب، أن تساقط الثلوج يسهم في إنبات المراعي، التي اختفت تماما إلا من شجيرات بسيطة تتحمل العطش الشديد، الذي ساد طيلة العام، وتساقط الثلوج في كثافة مناسبة جعل النبات الموسمي، ينمو، ويخضر، ما يشكل مصدر غذاء حيواني جيد لعموم الماشية، مؤكدا أن ذلك سيخفف عن مربي الماشية أعباء مالية كبيرة لقاء شرائهم الأعلاف، التي ارتفعت أسعارها، علاوة على تواضع الكميات المخصصة للقطعان، كما أضاف الحمدان: أن أعباء تربية الحيوانات المنتجة، لا يقع على كاهل المربي فقط، إنما تتحمل الإدارة الذاتية هذه الأعباء المالية ما يضرّ بالميزانية العامة لها، فقد عمدت إلى دعم مربي الأغنام، والماعز، والأبقار، ما أثر سلبا على نواحٍ أخرى، كانت تحتاج إلى مثل هذا النوع من الدعم.
وقود أقل وبشائر خير
يرى جل سكان مناطق تل كوجر، والقرى المحيطة بها، أن الثلوج التي تساقطت ماهي إلا بشائر خير، حيث قال المزارع محمود العيد: إن العديد من الأراضي الزراعية، التي تم بذارها هذا العام، سوف تغير واقع الزراعة في المنطقة نظرا لكميات الثلوج التي هطلت، حيث كانت هذه الثلوج، ذات تأثير إيجابي كبير بعد سنة سابقة، كان ميزتها الجفاف، الحال ذاته يسود بالنسبة للعديد من المزارعين في المنطقة، حيث وفر الهطول الثلجي كثيرًا من الإنفاق على كاهل المزارعين، حيث قال المزارع عباس سليمان: إن ثلوج الشهر الأول، وفرت عليه مصروفاً كبيراً جدًا، حيث كان مطالب بتأمين محروقات تقضي حاجته في ري أراضيه، إنما هطول الثلج أسهم في توفير كبير على صعيد المحروقات، إضافة في انخفاض معدل الأعطال، التي قد تصيب المحركات، التي يستخدمها في عملية الري .
مدير الزراعة في الطفيلة المهندس جمال العوران من جهته أكد: أن الموسم الزراعي الحالي، ومن خلال التساقط الخير للأمطار، وما تبعه من هطول للثلوج على مناطق الطفيلة، سيشكل تغيرا كبيرا في العودة إلى الزراعة، ويحفز المزارعين للعودة إلى استغلال أراضيهم بحراثتها، وزراعتها بالمحاصيل المختلفة.
فوائد أخرى
لم تقتصر فوائد الثلوج فقط على ري الأراضي الزراعية، إنما كان لها فوائد أخرى حيث حدثنا المهندس الزراعي ثامر الجاسم، مؤكدا: أن للثلوج وظيفة مهمة حيث تساعد في القضاء على الحشرات، وتوفر ثمن الأدوية، التي كان المزارع مضطراً لرشها تجنباً لتعرض المحصول الزراعي لخطر الحشرات الضارة، كما أضاف الجاسم، أن للثلوج، التي هطلت فائدة في القضاء على الديدان، والحشرات الضارة بالمحاصيل، فيما أوضح فيصل المصطفى أحد المزارعين في قرية جزعة: أن الثلج خفف عنهم شراء الأدوية، وخاصة في ظل ارتفاع الأسعار، الذي تشهده مناطق شمال شرق سوريا، هذه العوامل كان لها أثر ايجابي على سكان المنطقة كلهم، إذ أن المنفعة كبيرة للأراضي الزراعية وللمزارعين من ناحية أن الثلوج، التي هطلت شكّلت بديلاً جيداً للأدوية، التي تقضي على الديدان، والحشرات المضرة بالمنتج الزراعي، وذلك من خلال الصقيع، الذي لحق هطول الثلج وانخفاض مستوى درجات الحرارة، الذي أسهم في استحالة عودة مثل هذه الأنواع من الحشرات الضارة .
