تقرير/ جوان محمد –
تُعتبر الألعاب الفردية القتالية منتشرة بشكلٍ جيد في إقليم الجزيرة ولكن في المدارس التابعة لهيئة التربية والتعليم في الإقليم فأنها لم تصل للمستوى المطلوب، وفي ديرك ثابرت مجموعة من الطالبات وتحت إشراف المدربة والمدرسة شيلان يوسف لمدة ثلاث أشهر ومارسن تمارين للعبتي الكيك بوكسينغ والتايكواندو ليصلنَ في النهاية للهدف المرجو لهن.
وبمبادرة ذاتية وإشراف من قِبل المدربة ومدرسة مادة الرياضة في مدرسة يوسف أيلو الإعدادية بديرك شيلان يوسف تم الإعداد لتقديم عرض قتالي للعبتي الكيك بوكسينغ والتايكواندو وذلك منذ ثلاثة أشهر، وتم تقديم العرض في الملعب المغطى (الكورنيش) بمدينة ديرك وسط حضور أهالي الطالبات في خطوة تجمع الأهل مع بناتهن في ظل مجتمع مازالت تسوده العقلية والذهنية الذكورية، والاعتقاد بأن الرياضة يجب أن تكون حكراً للرجال فقط، ولكن ثابرت هذه المجموعة مع المدربة ليصلنَ إلى الهدف المرجو.
نقلت تجربتها إلى غيرها![]()
الطالبة التي شاركت في تقديم العرض وهي من مدرسة يوسف أيلو سيدرا أشارت: “نحن نتدرب منذ ثلاثة أشهر على تمارين الكيك بوكسينغ والتايكواندو واللعبتين من الألعاب القتالية وتفيد الفتاة للدفاع عن نفسها، وقالت أيضاً أناشد كافة الآباء لفتح المجال لبناتهن لتعلم هذه اللعبة المفيدة والجميلة”.
أما المدربة والمدرسة في مدرسة يوسف أيلو شيلان أحمد يوسف ذكرت: “لأني أتقن لعبتي الكيك بوكسينغ والتايكواندو وددت نقل تجربتي على وجه الخصوص لجيل البنات وتعليمهن لهذه اللعبتين”. وأضافت “أفرحني وجود أربعون طالبة لدي وقمت بتدربيهن في المدرسة لمدة ثلاثة أشهر”. وبينت المفارقة بأنهن لم يجدن مثل هذا الأمر سابقاً، وخاصةً الكثير من الأهالي كانوا يمنعون بناتهن من ممارسة هذه اللعبة كون المدرب كان رجلاً.
كسبنَ الثقة والقوة من خلال الرياضة
ونوهت بأن البعض من الأهالي أيضاً يمنعون بناتهن من الالتحاق بالتدريبات في المراكز بسبب الحالة المادية المتدهورة كون التدريب في هذه اللعبة يلزمها أجر مالي، لذا بادرت المعلمة شيلان إلى تدريب الطلبات دون أي مقابل وكانت الطالبات يتدربن بأجواء من الفرحة والسعادة. وتنمت شيلان: “أمنيتي أن أرى جميع الفتيات يمارسن هذه اللعبة الممتعة والجميلة”.
وأشارت شيلان أيضاً: إن هذه اللعبة هي هامة بالنسبة للفتيات ليتعلمن من خلالها كيفية الدفاع عن النفس كما أنها تمنحهن الثقة بالنفس. وتابعت شيلان قائلة “عانيت كثيراً خلال الفترة التي دربتها للطالبات بحيث كان الوقت ضيق جداً، وكانت التدريبات خلال الحصص لمادة التربية الرياضية ووقت الاستراحة بين الحصص الدراسية وكذلك افتقرنا للأدوات اللازمة ولكن النجاح الأكبر كان تعلم الطالبات لهذه اللعبتين خلال الفترة القصيرة التي تدربن فيها.![]()
وطالبت في ختام حديثها بفتح المجال من قبل الأهالي لبناتهن لتعلم هذه اللعبة فهي استمدت قوتها في البداية من ذاتها من ثم والدها الذي كان لاعب للعبة الكاراتيه.
يذكر بأن شيلان يوسف هي ابنة 22 ربيعاً من مدينة ديرك وحائزة على الحزام الأسود في الكيك بوكسينغ وعلى شهادة مدربة دولية في رياضة النسور الدفاعية عن حماية النفس وحماية الشخصيات بألمانيا، وهي أول مدربة في ديرك في هذا المجال، وهي مساعدة لمدرب الكيك بوكسينغ في صالة جيا التابعة لمجلس ديرك الرياضي، وشيلان بذلك تكسر سيطرة الرجل على مجال التدريب في هذه اللعبتين وتعطي دافع قوي لغيرها للسير على خطاها.
