كانت “الحجرة” يؤمها طلاب الفقه خاصة؛ والعلوم الأخرى عامة، طلباً للعلم، وكان جل أولئك يفدون إليها من خارج عامودا, وإذ كانت هذه الحجرة قريبة من دارنا عن كثب زهاء خمسين أو ستين خطوة إزاء الجامع الكبير الذي يدعى في الوقت نفسه “جامع الشوافع” فقد كنت أحمل النسخة الجديدة من المجلة وأقصد الحجرة, فإذا شاهدها طلبة الفقه أعجبوا بها وطلبوا إلي قراءة سطور منها فاقرؤها بطلاقة فيتعجبون إذ كنت آنذاك في التاسعة ولا يكتمون هذا الإعجاب الذي كان يحثني على الإكثار من القراءة والكتابة حتى خيل إلي أنني قد تمكنت الأخذ بزمامها, ثم بدا لي أن أدّخر مخزوناً من مفردات اللغة العربية فعكفت على قراءة دواوين الشعر وحفظ بعض القصائد.
السابق بوست