عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ
يصرّ الأهالي والمزارعين على زراعة أراضيهم الواقعة في خطوط المواجهة والمماسة لقواعد المحتل التركي في مقاطعة كري سبي، رغم القصف التركي المتواصل التي تشهده المنطقة، الذي يعرض المحصولات للحرائق وقت الحصاد، وبعملهم هذا يؤكدون للمحتل التركي الإصرار والتحدي له في سياسة التجويع والهجرة التي يتبعهما.
وبمحاذاة الأوتوستراد الدوليM4 تقع أرض المزارع “توفيق الشبلي” حيث تشرف على نقاط المحتل التركي العسكرية في الجهة المقابلة للأوتوستراد الدولي بريف مقاطعة كري سبي/ تل أبيض الشرقي المحتل على طول الطريق الدولي المذكور، إذ يقوم من خلالها بقصف الأراضي الزراعية، والقرى، وتعرض ممتلكات المدنيين في الطرف المقابل المتاخم لقواعده للخطر.
إصرار المزارع على زراعة أرضه
ويصر المزارع الشبلي على زراعة أرضه للموسم الشتوي الحالي، بالرغم من مخاطر الحريق في مواسم الحصاد؛ ما يعرض مزارعي المنطقة لخسائر كبيرة، وبهذا الصدد يؤكد الشبلي بأنه لم يعتد على ترك أرضه بوراً…!، وأنه مصر على زراعتها رغم الأخطار، ويشدد بأن قواعد المحتل التركي العسكرية تعمل على وضع العراقيل أمام زراعة أراضيهم، فيستهدفون الآليات الزراعية والمزارعين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، والقذائف المدفعية الثقيلة مع بداية كل نشاط زراعي.
وأضاف الشبلي: “نواجه بعض المشاكل في زراعتنا، في خوف أصحاب الآليات الزراعية من (حصادات ـ جرارات…وغيرها) الاقتراب من تلك المنطقة؛ ما يدفعنا ذلك لزيادة أجورهم، وقد أدى هذا الأمر إلى ترك بعض المزارعين زراعة أراضيهم، لعدم قدرتهم على تحمل تكاليفها، وخوفهم من أن تحترق كما احترقت في الأعوام السابقة”.
الزراعة مقاومة…!
وعن سبب إصراره على زراعة أرضه هذا العام، يقول المزارع الشبلي: “الزراعة بحد ذاتها مقاومة بوجه المحتل، أرضنا عزيزة علينا لن نتركها وسنزرعها حتى ولو أحرقوها ألف مرة”.
ومع بداية الموسم الشتوي الحالي (القمح ـ الشعير…إلخ) قام معظم المزارعين من أهالي ريف ناحية عين عيسى، ومقاطعة كري سبي المحتلة، بحراثة وزرع أراضيهم، على الرغم من وقوعها بشكل مباشر على خطوط التماس، مع المحتل التركي ومرتزقته، الذين استهدفوا محاصيل المزارعين في العام الماضي بشكل مباشر، وبالتالي حرق غالبيتها.
تسهيلات متعددة للمزارعين
ويعتمد مزارعو مقاطعة كري سبي وريفها على الزراعة البعلية بشكل كبير، فيما قام غالبية المزارعين بحفر آبار ارتوازية، بجانب أراضيهم يسقون منها محاصيلهم بواسطة محركات الديزل.
وبلغ عدد رخص الأراضي البعلية المسجلة من قبل مديرية الزراعة، بمقاطعة كري سبي 590 رخصة بمساحة 759228 دونما، بالإضافة 276809 دوانم للأراضي المروية، وتتوزع هذه الأراضي على نواحي وقرى مقاطعة كري سبي (الجرن ـ عين عيسى ـ سلوك ـ الهيشة)، فيما تعذر على الجهات المعنية في المديرية إحصاء المساحات الزراعية المتواجدة على خطوط التماس، بسبب تعمد المحتل استهداف لجان الإحصاء، والمخاطر الأخرى المترتبة على زراعة تلك المساحات.
ولفت المزارع “توفيق الشبلي” في نهاية حديثه إلى أن الجهات المعنية قدمت دوراً جيداً في مساعدة المزارعين كافة لزراعة أراضيهم، بتقديمها ما توفر من مواد الدعم الزراعي (بذارـ أسمدة ـ محروقات)، وبأنه سيبقى صامداً بأرضه ويزرعها، ولن يتركها بوراً.
