تمتهن صناعة “التنور” لإعالة أسرتها..

تقرير/ سيرين محمد –

روناهي / الرقة – الكثير من النساء يؤَمنَّ قوتهن اليومي بأنفسهن من خلال ممارسة بعض المهن التراثية التي مازالت حاضرة، والأم خديجة الفاضل إحدى تلك النساء اللاتي حافظن على التراث من خلال صناعة التنور

المرأة معروفة بدورها في الحفاظ على تراث شعبها وحمايته من الاندثار فكان لها بصمة في هذا المجال، واستفادت منه ليكون دخلاً مادياً تعيل بها أسرتها وتؤمن مستلزماتهم.

إحياء المهن القديمة..

عملت المرأة بمجالات مختلفة من شأنها إعادة إحياء بعض المهن القديمة، ومنها صناعة التنور، والتي تعتبر من أهم معالم التراث الشعبي، ولا يزال إلى الآن حاضراً ومستخدماً في الكثير من مناطق شمال وشرق سوريا.

خديجة الفاضل إحدى النساء السوريات اللاتي حافظن على تراث شعبها بصناعة التنور، فظروف الحرب دفعتها إلى ممارسة عمل تؤمن به قوت عائلتها فما كان عليها سوى أن تعيد إحياء تراثها من خلال صناعة التنور علماً أن هذا العمل شاق لامرأة في الستين من العمر.

الأم خديجة لديها ابن من ذوي الاحتياجات الخاصة وستة أحفاد توفي والدهم أثناء الحرب الدائرة واضطرت للنزوح من قرية عياش في دير الزور إلى مدينة الرقة حيث تسكن في قرية الكسرة جنوبي في خيمة على قارعة الطريق.

تعمل خديجة في صناعة التنور، والذي يعتبر من الصناعات التراثية في المنطقة، حيث يصنع من بعض المواد الأولية “كالطين والتبن” وتبيعه بمبلغ زهيد قدره (8000) ليرة سورية، بحيث “لا يسد حاجات أسرتها”.

كيفية صناعة التنور؟

وتقول خديجة حول كيفية صناعة التنور: “أخلط الطين مع التبن والماء، وأتركه لمدة يومين أو ثلاثة من أجل أن يختمر، وبعدها أصنع منه التنور، وحين يجهز أبيعه من أجل تأمين لقمة العيش لأسرتي”.

ولا بد من الإشارة إلى أن التنور “كلمة بابلية”، وفي اللغة العربية تعني الفُرْنُ، وقد استخدمت من أجل صنع الخبز.