منبج/ آزاد كردي ـ
تضاف أزمة الغاز المنزلي الحالية في منبج وريفها إلى العديد من الأزمات التي يعانيها المواطنون من ارتفاع متطلبات المعيشة خاصةً أنهم يضطرون للوقوف ساعات للحصول على أسطوانة غاز واحدة، فيما يبرر المسؤولون استفحال المشكلة إلى انقطاع التيار الكهربائي ونفاد سائل الغاز السائل.
برزت أزمة الغاز في الأيام القليلة الماضية إثر وقوف المواطنين أمام محال مراكز توزيع أسطوانات الغاز لساعات طويلة منذ ساعات الصباح الباكر إلى ساعات من هجيع الليل دون أن تُحرك الجهات المعنية أي ساكن تجاه الطوابير الطويلة.
المواطن بين الحاجة والفاقة
هذا الوضع، استغله التجار في السوق الحرة للنشاط في الآونة الأخيرة على نحو دفع المواطنون إلى شراء أسطوانة الغاز بخمسة أضعاف سعر المبيع ويصل إلى قرابة 20 ألف ليرة سورية فيما يواجه المواطنون أزمات أخرى يأتي على رأسها غلاء في الأسعار بسبب ارتفاع الدولار مقابل الليرة السوريّة، ويقول عدد من سكان منبج خلال عملية رصد أجرتها صحيفتنا “روناهي” “أنهم ضاقوا ذرعاً بالوقوف لساعات طويلة التي قد تمتد إلى يوم كامل وسط فكاهة مرة، إيد من ورا، وإيد من قدام. ولم تتمكن الجهات المعنية من حل معمعة الوقوف لساعات طويلة وإيجاد الحلول البناءة والفاعلة”.
التجار ولسان حالهم “مصائب قوم عند قوم فوائد”
مرّت عدة أسابيع على تبديل أسطوانة الغاز للمواطن جابر الصالح، وهو أحد المهجرين من مدينة السفيرة، ويقطن الصالح في حي السرب، مُعرباً عن أسفه لما يحدث قائلاً: “صاحب المركز، قال: هناك أسطوانات غاز للتبديل قبل يوم واحد، لكن أتفاجأ اليوم وخلال وقوفي للحصول على أسطوانة غاز، أنه يقول لي: لن نوزع اليوم، أقف منذ الأمس في دور طويل لكن دون جدوى، وبالطبع الانتظار صعب”، منوهاً “الحصول على أسطوانة غاز واحدة من السوق الحرة قد يصل سعرها إلى نحو 20 ألف ليرة سوريّة، ولا شك أن الحصول على واحدة يتطلب مني العمل ثلاثة أيام متواصلة”.
المواطن؛ ياسين إبراهيم، وهو من سكان حي الحزاونة، يتحدث عن الوقوف ليومين متتاليين دون أن يحصل على مبتغاه، مشيراً “أولادي سيقومون بالمهمة من بعدي بالوقوف، بينما سأذهب للبيت بعد أن أجهدني التعب كثيراً”، ويضيف الإبراهيم: “البحث عن طريقة ملائمة أو زيادة مخصصات الغاز المنزلي فكرة سديدة، يعلن أصحاب المراكز ضمن الحي بوجود الغاز سرعان ما يعج بالسكان الذين يقفون شذر مذر ثم يطلب منهم بعد ذلك الانصراف”.
المخصصات غير كافية، وإجراءات قادمة
وفي سياق إيصال شكاوى المواطنين للجهات المعنية؛ التقت صحيفتنا “روناهي” بمدير مكتب الغاز في مدينة منبج وريفها أحمد العساف الذي حدثنا عن رده حول شكاوى السكان الآنفة الذكر، وأشار إلى ذلك بالقول: “لا شك إن السكان يعتمدون في جزء من احتياجاتهم في إعداد الطعام والشراب على الطاقة الكهربائية إلى جانب مادة الغاز المنزلي وأدى انقطاع الأولى إلى فترات طويلة في اليوم إلى ضغوط متزايدة على مادة الغاز المنزلي”.
وبيّن “إن انقطاع سائل الغاز الذي يستخدمه السكان زاد من حجم الكارثة أكثر، بينما تبلغ مخصصات منبج من الغاز المنزلي 12 ألف أسطوانة أسبوعياً”.
واختتم مدير مكتب الغاز في مدينة منبج وريفها؛ أحمد العساف حديثه بالقول: “ندرك أن هناك قصور قليلاً بالأداء لكننا نسعى إلى تلبية كافة احتياجات السكان ضمن المخصصات الممنوحة، وسنعمل على ضبط العمل الرقابي على آلية التوزيع ومتابعة حُسن سير العمل لمجابهة المخالفين، ونأمل أن تكون هناك مخصصات أكثر في الفترة القادمة من الغاز المنزلي من شأنه الحصول عليها من السوق دون عناء”.
