تسجيل إصابات بداء المشوكات الكيسي في تربه سبيه وأطباء بيطريون يحذرون!

سجّل أطباء بيطريون في ناحية تربه سبيه إصابات عدة بداء المشوكات الكيسي (المشوكة الحبيبة)، الذي يصيب الماشية، وخاصة الأغنام، وأكدوا انتقاله للإنسان، وشددوا على ضرورة الوقاية منه لخطورته.

ويرى المراقبون أن الجفاف، الذي شهدته مناطق شمال وشرق سوريا، العام الفائت قد أدى إلى ظهور مشاكل عدّة، لدى مربي المواشي، بدءاً من قلة الأعلاف والمرعى، وصولاً إلى ظهور أمراض، بالإضافة إلى انخفاض أسعارها مقارنة بالأعوام السابقة.

وسجل الأطباء البيطريون في ناحية تربه سبيه، التابعة لمقاطعة قامشلو، مؤخراً، إصابات عدة بداء المشوكات الكيسي، والمعروفة أيضاً بـ (المشوكة الحبيبة)، والذي تسببه دودة شريطية، لا يتجاوز طولها سبعة مليمترات. وحسب المختصين، فإن طريقة العدوى بداء المشوكات الكيسي، تبدأ بأكل المضيف الدائم (كالكلب) اللحم الملوث، بالطفيلي (مثلاً كبد الخروف المصاب بالمشوكات) فيتحول الطفيلي إلى دودة شريطية بالغة في أمعاء الكلب، وتنتج هذه الدودة بيوضاً تُطرح مع براز الكلب إلى الوسط الخارجي، وعندما تتلوث الخضروات بهذه البيوض، فإنها تنتقل إلى أمعاء الكائن الحي، الذي يتغذى على هذه الخضروات (كالخروف، أو الإنسان)، فتفقس ويسبح الطفيلي مع الدم إلى الكبد، أو الرئتين، أو الكلية، وهناك يستقر فينمو بشكل كيس، وفي داخل هذا الكيس تنمو آلاف من يرقات الطفيلي.

إذا كان المضيف هو الخروف، فإنه إذا ذبح، وأكل الكلب من اللحم الملوث، فإنه يصاب بالطفيلي الذي سيكمل دورة حياته في الكلب وهكذا.

أسباب ظهور داء المشوكات الكيسي في المنطقة

يقول الطبيب البيطري هفال يوسف، وهو أحد الأطباء، الذين سجلوا في عيادتهم إصابة أكثر من عشرين رأس غنم، بداء المشوكات الكيسي: “إن الداء كان يكافح في السنوات السابقة، ولا يتطور إلى مسألة تلف الكبد بشكل كامل، وتشكّلُ الأكياس بعدد كبير، لكن ومع التهاء المربين بتأمين العلف لقلته، بسبب الجفاف، والبيئة الجافة، وإهمال تقديم الأدوية للماشية للوقاية، وكذلك الابتعاد عن برامج الوقاية البيطرية، أدى إلى تطوره وانتقاله بين قطعان الماشية وازدياد حالات الإصابة”.

ويؤكد الطبيب يوسف: إن الإنسان أيضاً يُصاب بالمرض، وذلك عن طريق تناول لحوم الماشية المصابة، وأضاف: “عند الإنسان يسمى المرض الصامت. قد يكون الفرد مصاباً به لسنوات طويلة، دون أن يشعر بالأعراض، ويدرك ذلك بعد تضخم الأكياس في كبده، وإصابته بالأورام الحميدة، التي تضغط بشدة على الأحشاء الداخلية”.

ووفق هفال يوسف، إذا أصيب الإنسان بالداء، تتشكل لديه أكياس عدارية في الكبد، والأحشاء، وأحياناً في الطحال، ولا تظهر إلا بعد تضخم الكيس وانفجاره، وبالتالي يحتاج إلى عملية جراحية للتخلص منها.

كيفية الوقاية

وأشار الطبيب إلى أن اكتشاف الإصابة صعب في المعاينة السريرية، ويحتاج إلى تحليل مخبري، وقال: “لكن عند ذبح الماشية المصابة، فيظهر ذلك بوضوح على الكبد، وهنا يجب التخلص من الحالة المصابة، بالحرق، ولا يجوز طمرها أو التخلص منه بالرمي”.

ويمكن أن تبقى بيوض الطفيلي في الأرض، وحين ملامستها لمضيف تنتقل إليه، وتتكاثر في كبده، وأحشائه، ما يعيد دورة الحياة إلى الدودة من جديد.

ومن جانبه، ذكر الطبيب البيطري هفال يوسف: بعض طرق الوقاية لضمان عدم الإصابة بالداء، منوهاً إلى ضرورة غسل الخضار بشكل سليم، قبل تناولها، والاهتمام بالنظافة الشخصية، بالإضافة إلى ضرورة معالجة الكلاب المنزلية، ومعالجة أمر الكلاب الضالة، والاهتمام بنظافة المسالخ، ومعالجة الأغنام المصابة، وشدد على المربين ضرورة تفعيل المراقبة البيطرية الدورية لماشيتهم.

وذكر الطبيب البيطري هفال يوسف: بعض الأدوية الفعالة، التي يجب أن تستعمل للكلاب كالبندازول، وللماشية كـ “ريفاميزل، والورافوكسانيد”، بعد مراجعة الطبيب البيطري المختصّ.

وكالة هاوار