نوري سعيد_
تعرّضت تركيا في السادس من شباط الجاري لكارثة طبيعيّة جرّاء الزلزال كان مركزه “مرعش” ويبدو أنها لن تستعيد عافيتها لعقود، وكل ما يُقال بأن الأمور ستعود قريباً إلى سابق عهدها غير صحيح، لأن المُصاب كان جللاً، والألم كان عميقاً، بدليل أن ارتدادات الزلزال امتدت كذلك لأربع محافظات سوريّة، أيضاً نتيجة سياسات أردوغان الخاطئة وإصراره على التمسك بالسلطة، لأن تركيا تُدرك تماماً والأمر ليس بخافٍ عليها ولا على أحد، إنها أكثر الدول في منطقة الشرق الأوسط تعرّضاً للزلازل كونها موجودة على صفيحة الأناضول المتصدعة، ومع ذلك أصرت الأنظمة التركيّة المتعاقبة على إقامة المزيد من السدود على نهري دجلة والفرات، لحرمان كل من سوريا والعراق من تدفق مياه هذين النهرين، انطلاقاً من مبدأ الماء مقابل النفط، وفرض الأجندات السياسية الضيقة، الأمر الذي زاد الطين بلة كما يقال، فأحدث ذلك الإجراء ضغطاً على الصفيحة التكتونية وأدى تجمع الكم الهائل من المياه إلى حدوث تجويفات تسربت إليها المياه وكان سبباً لحدوث الزلزال المدمّر كما أكد الخبراء، حيث بلغت شدته بحدود ثمانية درجات تقريباً على مقياس ريختر وأعداد القتلى قد تصل خمسين ألفاً، وأضعاف هذا الرقم من الجرحى، وعشرات الأضعاف ممن أصبحوا بلا مأوى، وطبعاً لولا التعنت والعناد وغرور النظام التركي لما حصل هذا الزلزال وما كانت كل هذه الكارثة.